توقيع الصفقة الأضخم في تاريخ البحر الأحمر مع الجانب الكويتي

متابعات- نبض السودان

شهدت ولاية البحر الأحمر، اليوم الإثنين، توقيع عقد شراكة استثماري ضخم بين حكومة الولاية وشركة العقارات المتحدة الكويتية، لإنشاء وتشغيل منتجع "عروس السياحي" شمال مدينة بورتسودان، في خطوة وُصفت بأنها إحدى أهم مراحل التحول في قطاع السياحة بالسودان.

والي البحر الأحمر يرعى توقيع عقد الشراكة

وجرت مراسم التوقيع في مكتب الفريق ركن مصطفى محمد نور، والي ولاية البحر الأحمر، بحضور رسمي وديبلوماسي رفيع المستوى، تقدمهم سعادة سفير دولة الكويت لدى السودان، الدكتور فهد مشاري الظفيري، وعدد من القيادات والمسؤولين المحليين من مختلف القطاعات.

ووقّع العقد من جانب حكومة الولاية الأستاذ محمد علي كجر، المدير العام لوزارة المالية، بينما وقع عن الجانب الكويتي الأستاذ مازن عصام حواء، مدير شركة العقارات المتحدة الكويتية.

منتجع عالمي المواصفات لتنشيط سوق السياحة

وبحسب بنود الاتفاق، فإن المشروع يتضمن إنشاء فندق ومنتجع سياحي بمواصفات عالمية في منطقة "عروس"، شمال مدينة بورتسودان، ويهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على خدمات السياحة والترفيه، وتوفير بنية تحتية حديثة من شأنها جذب الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد المحلي.

ويأتي المنتجع الجديد كأحد المشاريع الرائدة لتطوير السواحل الشرقية السودانية، ويُنتظر أن يسهم في تحقيق نقلة نوعية في قطاع السياحة والخدمات الفندقية، وفتح المجال أمام استثمارات نوعية جديدة في المنطقة.

حضور كويتي يعكس عمق العلاقات الثنائية

وفي كلمته خلال المناسبة، أكد الأستاذ أحمد محمد طاهر، المدير العام لقطاع الصناعة بولاية البحر الأحمر، أن هذه الشراكة تمثل تتويجًا لجهود متواصلة بذلتها الولاية لتنشيط منتجع "عروس" السياحي المعروف لدى المواطنين.

وأشار إلى أن حضور الجانب الكويتي وتوقيعه على هذا العقد في هذا التوقيت يؤكد حرص المستثمرين الكويتيين على دعم الاقتصاد السوداني وتعزيز الروابط التاريخية بين البلدين.

وأضاف طاهر: "إن توقيع هذا المشروع مع شركة العقارات المتحدة الكويتية يؤكد على متانة العلاقات بين السودان والكويت، ويشكل دفعة قوية لخطط إعادة الإعمار من خلال قنوات الاستثمار، خاصة في قطاع السياحة الواعد بالبحر الأحمر".

مشروع سياحي متعدد الاستخدامات في بورتسودان

من جانبه، عبّر الأستاذ مازن عصام حواء، ممثل شركة العقارات الكويتية، عن سعادته بهذه الخطوة، مؤكدًا أن الشركة تسعى لتطوير مشروع سياحي متعدد الاستخدامات ببورتسودان، ليجمع بين الضيافة الراقية، والأنشطة السياحية، ومكونات ترفيهية وخدمية أخرى.

وأوضح أن فكرة تطوير المشروع بدأت منذ فترة، لكن التنفيذ تأجل لبعض الأسباب، واليوم تعود الشركة إلى ما وصفه بـ"البلد الثاني" لإطلاق مشروع استثماري نموذجي، يسهم في تنويع مصادر الدخل ويعزز الاقتصاد المحلي من خلال الاستفادة من المقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها سواحل ولاية البحر الأحمر.

خطوة استراتيجية لتحويل الساحل إلى وجهة إقليمية

وتُعد شراكة منتجع "عروس" امتدادًا لجهود حكومة ولاية البحر الأحمر لتعزيز التنمية المستدامة في الإقليم الشرقي، من خلال الاستفادة من موقع الولاية الساحلي الفريد، وشواطئها الزرقاء الممتدة، ومناخها الجاذب للاستثمار السياحي.

وتسعى حكومة الولاية من خلال هذا النوع من المشاريع إلى جعل البحر الأحمر وجهة استثمارية وسياحية منافسة إقليميًا ودوليًا، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من قبل شركات خليجية وعربية بالفرص المتاحة في السودان، لا سيما في القطاعات غير النفطية.

مشروع "عروس".. بداية الانطلاقة الاقتصادية

ويُتوقع أن يفتح مشروع "عروس" الباب أمام مشاريع مشابهة في مناطق أخرى بالساحل السوداني، حيث تشكل الاستثمارات السياحية إحدى الركائز المهمة لتنويع الاقتصاد وتحقيق الاستقرار في ولايات شرق السودان.

كما سيسهم المنتجع، بمجرد دخوله حيز التشغيل، في خلق فرص عمل جديدة للمجتمعات المحلية، وتطوير الخدمات اللوجستية والفندقية، ورفع كفاءة البنية التحتية، ما ينعكس إيجابيًا على مختلف مناحي الحياة في بورتسودان والمناطق المحيطة.

اخبار السودان على مدار الساعة