اخبار السودان

الانتباهة أون لاين

سياسة

مصطفى حبشي | إتفاقية سلام بريتوريا

مصطفى حبشي | إتفاقية سلام بريتوريا

klyoum.com

بقلم:مصطفى حبشي

بعد صراع استمر حوالي ثلاث سنوات بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تقراي ويعتبر الأعنف من نوعه فى تاريخ إثيوبيا إلا أننا تفاءلنا خيراً بهذه الإتفاقية التى أزهقت شعب تقراي بمختلف فئاته وكذلك ميزانية النظام الإثيوبي بسب الحرب الدائرة بين الطرفين؟

ومن خلال متابعتي لهذه الإتفاقية منذ تاريخ توقيعها وحتى اللحظة أرى بأنها لم تؤت أكلها أو تتحق أهدافها بالكامل ومرت على هذه الإتفاقية أكثر من أربعة أشهر وهى فترة كفيلة بأن تنعش ماتبقى من شعب تقراي مما كان يعانيه طيلة ثلاث سنوات وأكثر؟ وسوف أتطرق لبعض البنود التى تم تنفيذها من جانب طرفى النزاع.

أولاً فيما يخص وقف إطلاق النار نعم حدث بين الطرفين ولكن ليس بالصورة المطلوبة حيث لاتزال هنالك بعض المناطق بأقليم تقراي تحدث بها أعمال إجرامية من قبل المحتلين الذين يتمثلون فى عصابات (فانو) الأمهرية المتطرفة والمرتزقة من جيش أسياس أفورقي.

أوفت حكومة أقليم تقراي بنسبة 70%من بنود الإتفاقية حيث أخلت جميع المدن من قواتها وسلمت إدارتها للجيش الفدرالي الإثيوبي وقامت بتسليم أسلحتها الثقيلة والخفيفة تحت رقابة الوساطة الأفريقية مما يدل على حسن نوايا حكومة تقراي وسعيها للسلام والاستقرار لشعبها وإقليمها وكذاك تكوين حكومة إنتقالية لتسير الحكم الفدرالي بالإقليم لحين إجراء إنتخابات جديدة؟

بالمقابل فى الطرف الآخر نجد أن النظام الإثيوبي أوفى بنسبة 20%من بنود الإتفاقية حيث سمح بعودة جزئية للإتصالات بأقليم تقراي لحوالي ثلاث أو أربع مدن فقط؟

وكذلك مزاولة نشاط الخدمات البنكية مع تحديد نسبة السحب النقدي للعملاء مما يجعل الأمر عصياً على شعب تقراي بسحب أمواله بالقدر الذي يريده؟.

وكذلك السماح بدخول طفيف للمساعدات الإنسانية مما يغطى نسبة 20%من الإحتياجات والإحتياجات الضرورية واللازمة للمرضى والمستشفيات؟.

ونجد من مهددات هذه الإتفاقية منسوبي الأمهرا المتطرفين من ساسة وقياديين بحزب (الإزدهار) وذوي السلطة وتابعيهم من عصابات (فانو) الأمهرية المتطرفة حيث انهم يسعون جاهدين لافشال هذة الاتفاقية بسبب أحلامهم التوسعية للداخل بأراضي تقراي وحشودهم واستيلائهم على العديد من المدن بإقليم تقراي هذا طبعاً من الداخل الإثيوبي؟

وفوق كل ذلك ورغم الإتفاقية وتقاعس المجتمع الدولي والإتحاد الأفريقي لتنفيذ بنودها نجد أن الحصار لم يرفع حتى اللحظة من إقليم تقراي ولايزال الشعب بتقراي يحتاج إلى الغذاء والدواء والمال والأمن والاستقرار ليمارس حياته الطبيعية ولذلك يجب على رعاة السلام بالإتحاد الإفريقي التدخل العاجل ومتابعة هذه الإتفاقية حتى ينعم شعبنا بتقراي بالأمن والاستقرار والسلام الفعلي وليس سلام الحبر على الورق .

*كاتب إثيوبي.

*المصدر: الانتباهة أون لاين | alintibaha.net
اخبار السودان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com