اخبار السودان

أثير نيوز

سياسة

عمـار العركــي : التـحـذيــر البـريـطـانـي: السـودان فـي قـلــب الرسالــة إلـى أبــوظــي .. تفـجيـرات أبوظـبي المـحتـملـة ، والسـودان فــي المـرمــى ….

عمـار العركــي : التـحـذيــر البـريـطـانـي: السـودان فـي قـلــب الرسالــة إلـى أبــوظــي .. تفـجيـرات أبوظـبي المـحتـملـة ، والسـودان فــي المـرمــى ….

klyoum.com

خبر وتحليل عمـار العركــي

*_التـحـذيــر البـريـطـانـي: السـودان فـي قـلــب الرسالــة إلـى أبــوظــبي_*

_تفـجيـرات أبوظـبي المـحتـملـة ، والسـودان فــي المـرمــى …._

___________________________

* في عالم السياسة والأمن، نادرًا ما تكون البيانات الرسمية مجرد أخبار عابرة. أحيانًا، يكون ما بين السطور أخطر بكثير مما في العناوين.

* في الأيام الأخيرة، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرًا غير معتاد من "احتمال وقوع هجمات إرهابية في الإمارات". قد يبدو الأمر في ظاهره شأنًا داخليًا خليجيًا، لكن القراءة المتأنية للسياق الإقليمي تكشف أن الرسالة قد تتجاوز حدود أبوظبي بكثير، لتصل إلى مسارح نزاع ملتهبة مثل السودان واليمن والقرن الأفريقي.

* هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها التحذيرات الأمنية الغربية كأداة سياسية، لكنها قد تكون من المرات النادرة التي تتقاطع فيها المخاوف الأمنية مع رسائل الضغط الدبلوماسي في توقيت إقليمي شديد الحساسية.

* وهنا يطرح السؤال نفسه: هل نحن أمام خطر حقيقي يهدد الداخل الإماراتي، أم أمام ورقة ضغط غربية لتقييد نفوذ أبوظبي في ملفات إقليمية باتت مصدر قلق متزايد؟

*_قراءة في المشهد الإعلامي

خلال الأيام القليلة الماضية :_*

* انشغلت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بسيل من التقارير والتحليلات التي تدور جميعها حول سيناريو واحد تقريبًا: "تفجيرات محتملة داخل الإمارات، يعقبها توجيه الاتهام لخصوم بعينهم، لتبرير تصعيد سياسي أو عسكري".

* ورغم أن التفاصيل الواردة في هذه النماذج قد تختلف – من هو المستهدف؟ ما هو حجم الحدث؟ وأين يقع؟ – إلا أن الخيط الرئيسي ظل ثابتًا: حدث أمني كبير يفتح الباب أمام تحولات سياسية محسوبة سلفًا.

* لكن الاكتفاء بتكرار هذا السيناريو – على ما فيه من إثارة – لا يكفي لفهم الصورة الكاملة. هنا تبرز الحاجة لقراءة من زاوية مختلفة، تتجاوز الشكل الظاهر للسرديات المتداولة، وتتعمق في مدى منطقية هذه الفرضية، وما إذا كانت مبنية على وقائع ميدانية أو أنها جزء من لعبة رسائل سياسية أكبر.

*_السودان في قلب التحذير البريطاني_*

* عندما أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها، بدا الأمر في ظاهره شأنًا داخليًا يخص أمن أبوظبي. لكن في قراءة أعمق، يتضح أن العنوان الظاهر قد يخفي رسالة أوسع نطاقًا،موجّهة إلى ساحة تبعد أكثر من ألفي كيلومتر…السودان.

* دوائر غربية مطّلعة على الملف السوداني تشير إلى أن التحذير جاء في توقيت حساس، حيث تتزايد المؤشرات على تورط إماراتي مباشر في إطالة أمد الحرب عبر دعم أطراف مسلحة وإدارة خطوط إمداد معقّدة. بالنسبة لواشنطن ولندن، هذه ليست مجرد "سياسات خارجية إماراتية"، بل تهديد لمعادلة الاستقرار الإقليمي يمنح روسيا والصين فرصة ذهبية للتمدد.

* *_الاحتمال الأول_ : _ذريعة للتدخل العلني في السودان :_* حادث أمني في أبوظبي – حتى لو كان محدودًا – قد يُستخدم كغطاء لتوسيع عملياتها السياسية والعسكرية في السودان تحت شعار "محاربة الإرهاب". هذا السيناريو يمنح الإمارات شرعية إضافية، ويحرج خصومها السودانيين على الساحة الدولية.

* *_الاحتمال الثاني: تحذير مقنّع بوقف العبث الإقليمي_* في هذه القراءة، التحذير البريطاني ليس سوى إشارة مباشرة إلى ملف السودان، ورسالة إلى أبوظبي بأن استمرار دعمها لطرف مسلح يعرقل الحل ويهدد الاستقرار لم يعد مقبولًا. الرسالة هنا ليست فقط أمنية، بل سياسية واستراتيجية، مرتبطة بإعادة ترتيب موازين النفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

* *_الاحتمال الثالث: تمهيد لتصفية حسابات متعددة الجبهات_* قد يكون التحذير مقدمة لخطوة أكبر تستهدف إماراتيًا أكثر من كونها دفاعًا عنها؛ خطوة تجمع بين إظهار الخطر على أبوظبي، وربطها علنًا بساحات نزاع مثل السودان واليمن، بما يفتح الباب لعقوبات أو ضغوط دولية.

*_الـترجـيـح الاستـراتيـجـي_*

* في ضوء التحركات الغربية المكثفة في الملف السوداني خلال الأسابيع الماضية، فإن الاحتمال الثاني يبدو الأكثر منطقية : تحذير سياسي مقنّع يضع السودان في قلب الرسالة، ويطالب أبوظبي بالانسحاب التدريجي من لعبتها الأخطر في القرن الأفريقي والبحر الحمر .

*_خلاصـة القـول ومنـتهـاه :_*

> قد يبدأ الخبر بعنوان عن "هجمات محتملة في الإمارات"، لكن المؤشرات المتراكمة تجعل من السودان ساحة محتملة لجزء من الرسالة. ما إذا كانت هذه القراءة صائبة أم لا، فالأيام القادمة وحدها كفيلة بتأكيدها أو نفيها.

*المصدر: أثير نيوز | atheernews.net
اخبار السودان على مدار الساعة