هل تفتح الشرائح الدماغية بابًا جديدًا للسيطرة على البشر؟
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
بيان رسمي من والي شمال دارفورمتابعات- نبض السودان
في إنجاز علمي لافت، أعلنت شركة "نيورالينك" المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك أنها نجحت في زراعة الشرائح الدماغية لدى 12 شخصًا حول العالم، بعد أن أعلنت العام الماضي عن أول حالة زراعة في إنسان، وتهدف الشركة من خلال هذه الشرائح إلى تمكين المصابين بإصابات خطيرة من التحكم في الأجهزة الإلكترونية بمجرد التفكير، فماذا نعرف عن هذه التكنولوجيا الثورية؟
"نيورالينك".. واجهة بين الدماغ والحاسوب
تأسست شركة "نيورالينك" في عام 2017 بهدف تطوير واجهة قابلة للزرع بين الدماغ والحاسوب (BCIs)، وهي أجهزة تتيح للأشخاص التحكم في هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر باستخدام أفكارهم فقط، وابتكرت الشركة جهازًا صغيرًا مزودًا بخيوط رفيعة جدًا تُزرع في الدماغ بدقة عالية باستخدام روبوت جراحي، وفي فبراير 2024، أعلن ماسك أن أول مريض زُرعت له الشريحة، وهو شخص مصاب بالشلل، استطاع التحكم بمؤشر الفأرة عن طريق التفكير، كما نجح مرضى آخرون في ممارسة الألعاب وبرمجة تصاميم ثلاثية الأبعاد بأفكارهم فقط، ويُشير التقرير إلى أن الشركة تخطط لتوسيع تجاربها في المملكة المتحدة لتشمل مستشفيات في جامعتي لندن كولدج ونيوكاستل.
شرائح الدماغ.. وظائف وأهداف
تُعرف شرائح الدماغ بأنها رقائق إلكترونية دقيقة تُزرع في الدماغ لالتقاط الإشارات العصبية أو تحفيز مناطق معينة، وهي تعمل كواجهة بين الدماغ والآلة، حيث تُحوّل النشاط العصبي إلى إشارات رقمية يمكن للجهاز قراءتها، والعكس صحيح، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه التقنية في: استعادة القدرات المفقودة مثل الحركة والنطق، وتمكين التحكم في الأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة، وعلاج أمراض مثل الشلل الرعاش والصرع، وفي المشاريع الطموحة، تسعى هذه الشرائح إلى دمج الإنسان بالذكاء الاصطناعي أو تعزيز قدراته الإدراكية.
مسيرة تاريخية وجدل أخلاقي
بدأت فكرة واجهات الدماغ في الظهور خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي مع تجارب أولى على الحيوانات والبشر، وظهر مصطلح "واجهة دماغ" بشكل رسمي في التسعينات، وشهدت هذه الحقبة أولى التجارب الناجحة لمرضى مشلولين في تحريك مؤشر الكمبيوتر بالتفكير، وشهد القرن الحادي والعشرين قفزة ضخمة بفضل التقنيات الدقيقة والذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا التطور لم يخلُ من الجدل القانوني والأخلاقي، ففي مايو 2023، منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "نيورالينك" الموافقة على التجارب البشرية بعد سلسلة من الرفض، ولكن الشركة واجهت انتقادات واسعة بسبب تجاربها على الحيوانات، حيث أظهرت تقارير وجود مشاكل في ضبط الجودة، ووقوع وفيات بين الحيوانات نتيجة لإجراءات متسارعة، كما فتحت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تحقيقًا بعد أن زعم مشرعون أن إيلون ماسك قد يكون قد ضلل المستثمرين بشأن سلامة تقنيات الشركة.
تجربة واقعية.. نولاند أربو
يُعد الأمريكي نولاند أربو أول من حصل على شريحة "نيورالينك" في عام 2024، بعد أن أصيب بالشلل الرباعي في حادث غوص عام 2016، وبعد خضوعه لعملية جراحية استغرقت أقل من ساعتين، تم زرع الشريحة في دماغه بواسطة جهاز جراحي آلي، وتُمكنه الآن من قياس النشاط الكهربائي ومعالجة الإشارات وتحويلها إلى أوامر رقمية، ونتيجة لذلك، يستطيع أربو التحكم بجهاز الكمبيوتر والتلفاز وتشغيل الأجهزة المنزلية بمجرد التفكير، مما أعاد له جزءًا من استقلاليته المفقودة.