احذر .. مرض صامت يهدد بفتك قلبك
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
انفجار حفل محمد رمضان.. التحقيقات تكشف مفاجآت صادمةمتابعات – نبض الصحة
في وقت تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتصاعد فيه الضغوط اليومية، أطلق أطباء القلب تحذيرًا صارمًا من الآثار الصحية العميقة للتوتر المزمن على القلب، مشيرين إلى أن بقاء الجسم في حالة استنفار لفترات طويلة قد يقود إلى نتائج كارثية تبدأ بأعراض بسيطة وتنتهي بذبحة صدرية أو نوبة قلبية قد تودي بالحياة، وفقًا لما كشفه تقرير طبي لمؤسسة «كليفلاند كلينك».
هرمونات التوتر وسيناريو الخطر الصامت
الدكتور دينيس برويمر، اختصاصي أمراض القلب، أوضح في تصريحات خاصة أن أجسام البشر مبرمجة للتعامل مع الضغوط المؤقتة عبر ما يُعرف بردة فعل "الكرّ والفرّ"، وهي آلية دفاع بيولوجية تُفرَز خلالها هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول غير أن الخطر يبدأ حين تستمر هذه الحالة لفترات طويلة، ما يؤدي إلى إنهاك القلب وتدهور أدائه التدريجي دون إنذار مسبق.
التوتر لا يؤذي الأعصاب فقط.. بل يُدمّر القلب
وأكد الدكتور لوك لافين، استشاري أمراض القلب، أن التوتر المزمن لا يظل حبيس الحالة النفسية، بل يترك تأثيراته المباشرة على الجسم، خصوصًا القلب والأوعية الدموية، حيث يؤدي إلى تسارع نبضات القلب، ضعف الجهاز المناعي، وارتفاع خطر الإصابة بتصلب الشرايين كما أن اضطراب النوم الناتج عن التوتر يعزز قابلية الجسم لتخزين الدهون، ويفتح الشهية بشكل مرضي، ما يزيد فرص الإصابة بالسكري وارتفاع الضغط.
سلوكيات خطرة تُفاقم الأزمة
ورصد الخبراء أن الكثيرين يلجؤون عند الإحساس بالتوتر إلى ممارسات ضارة مثل التدخين، الإفراط في الأكل غير الصحي، أو حتى شرب الكحول، وهي سلوكيات اعتبروها عوامل ضغط إضافية على القلب واعتبر الأطباء أن هذا التفاعل بين الضغط النفسي والعادات المدمرة من أكبر التحديات في سبيل الوقاية من أمراض القلب.
إشارات تحذيرية لا يجب تجاهلها
وشدد الطبيبان على ضرورة الانتباه إلى علامات جسدية قد تشير إلى أن القلب يعاني بسبب التوتر، مثل الخفقان غير المنتظم، اضطراب في النبض، ضيق في التنفس، أو ألم مفاجئ في الصدر وفي حال تكررت هذه الأعراض أو اجتمعت أكثر من واحدة منها، يصبح التوجه للطبيب أمرًا لا يحتمل التأجيل، لأنها قد تكون دليلاً على اقتراب حدوث أزمة قلبية.
التدخل الوقائي يبدأ من الداخل
على الجانب الإيجابي، أكد الأطباء أن التوتر ليس قدرًا محتومًا، بل يمكن السيطرة عليه وتحويله إلى أداة حماية للقلب ونصح الدكتور برويمر باتباع تقنيات تهدئة فعالة مثل التأمل، التنفس العميق، المشي المنتظم، والتواصل الاجتماعي الحقيقي، إلى جانب النوم الجيد والتغذية السليمة.
من جهته، دعا الدكتور لافين إلى دمج إدارة التوتر في روتين الحياة اليومي، مشبهًا إياها بعادة تنظيف الأسنان، مؤكدًا أن التعامل الوقائي مع التوتر يحمي القلب أكثر مما تفعله الأدوية في بعض الأحيان.
خطر متصاعد قابل للسيطرة
وفي نهاية المطاف، اتفقت الآراء الطبية على أن التوتر المزمن لم يعد مسألة نفسية يمكن التغاضي عنها، بل أصبح تهديدًا صريحًا لصحة القلب. ومع ذلك، فإن مواجهة هذا العدو الصامت تبدأ بوعي بسيط وممارسة مستمرة للعادات الصحية اليومية، ما يجعل حماية القلب ممكنة في زمن أصبحت فيه الضغوط سمة العصر.