اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

اختراق طبي بريطاني يثمر عن ولادة "أطفال بثلاثة آباء"

اختراق طبي بريطاني يثمر عن ولادة "أطفال بثلاثة آباء"

klyoum.com

متابعات – نبض السودان

في سابقة طبية مبهرة، وُلد ثمانية أطفال في المملكة المتحدة باستخدام تقنية طبية ثورية تُعرف باسم "علاج التبرع بالميتوكوندريا"، تهدف إلى القضاء على أمراض وراثية مميتة تصيب الميتوكوندريا، والتي تُعد مصانع الطاقة في خلايا الجسم.

التقنية الجديدة: أمل للمرضى ومحط جدل علمي

تُصنّف هذه التقنية كواحدة من أعقد الابتكارات في مجال أبحاث الأجنة، إذ تعتمد على نقل الحمض النووي من ثلاثة أشخاص: الأب، والأم المصابة، ومتطوعة سليمة الميتوكوندريا. ويتم استخراج المادة الوراثية من جنين الأم بعد تلقيحه، ثم نقلها إلى بويضة من متبرعة سليمة أُزيلت منها مادتها الوراثية، لتكون النتيجة جنيناً يحمل 99.98% من جينات أبويه، و0.02% من المتبرعة، وهي المسؤولة عن الميتوكوندريا السليمة.

من هم المستفيدون من هذه التقنية؟

هذه التقنية مخصصة فقط للنساء اللواتي يحملن طفرات جينية خطيرة في الميتوكوندريا تُعرض أطفالهن لأمراض مميتة، مثل الاضطرابات العصبية والاستقلابية. وقد تم تطبيقها في مستشفيات نيوكاسل أبون تاين ضمن خدمة خاصة بهيئة الخدمات الصحية البريطانية.

وبحسب البيانات المنشورة في مجلة "نيو إنغلاند الطبية"، فإن الأطفال الثمانية، أربع فتيات وأربعة فتيان، من بينهم توأم متطابق، يتمتعون بصحة جيدة، وقد وُلدوا خلال السنوات الخمس الماضية. وفي تصريح مؤثر قالت والدة أحد الأطفال: "لقد رُفع عنّا عبء مرض الميتوكوندريا، وحل محله الأمل والفرح."

معدلات نجاح التقنية وحدودها

رغم الآمال الكبيرة التي تبعثها هذه التقنية، إلا أن معدلات نجاحها لا تزال محدودة؛ فقد خضعت 22 امرأة للإجراء، أسفر فقط عن 7 حالات حمل، و8 مواليد، أي بمعدل نجاح يبلغ 36%.

وأظهرت الاختبارات أن 5 من الأطفال الثمانية وُلدوا دون أي أثر للطفرات، بينما حمل 3 أطفال نسبة ضئيلة من الميتوكوندريا المريضة، لكنها لم تصل إلى مستوى قد يسبب أعراضًا. لذلك، يتطلب الأمر متابعة طبية دقيقة على مدار مراحل نموهم.

هل يُورّث الحمض النووي الثالث للأجيال القادمة؟

نعم، الفتيات المولودات بهذه التقنية قد ينقلن الميتوكوندريا السليمة التي تلقينها من المتبرعة إلى أطفالهن في المستقبل، مما يعني انتقال الحمض النووي الخاص بالمتبرعة عبر الأجيال.

نقاشات أخلاقية وتشريعية

ورغم كون المملكة المتحدة الدولة الأولى التي سمحت بهذه التقنية ضمن إطار قانوني منظم، إلا أنها لا تزال محل جدل عالمي، حيث يثير إدخال حمض نووي من طرف ثالث في الأجنة البشرية نقاشات أخلاقية حول حدود التعديل الوراثي واحتمالات استخدامه لأغراض أخرى.

البروفيسور بوبي ماكفارلاند، قائد المشروع، أكد أن الدراسة المصممة خصيصًا لمتابعة الحالات تهدف لتقييم تأثير التقنية بشكل علمي صارم، مضيفًا: "نحن الجهة الوحيدة في العالم التي تطبق هذا الإجراء بمنهجية علمية منظمة."

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة