اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

أزمة جديدة في شرق دارفور

أزمة جديدة في شرق دارفور

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

تزايدت معاناة مئات النازحين في مدينة أبومطارق بولاية شرق دارفور، عقب قرار السلطات المحلية ترحيلهم من مراكز الإيواء بالمدارس إلى مواقع جديدة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وأقدمت حكومة محلية بحر العرب على ترحيل نحو (70) أسرة نازحة كانت تقيم داخل مدارس بمدينة أبومطارق، وذلك بعد إعلان الولاية استئناف الدراسة في المدارس التي توقفت بسبب الحرب، ما فاقم من الضغوط الإنسانية والمعيشية على هؤلاء المتضررين.

مواقع بديلة دون خدمات

وبحسب إفادات أحد النازحين الذي فضل حجب اسمه، فإن السلطات نقلتهم إلى ثلاثة مواقع بديلة شملت “مدرسة الشرق” و“مدرسة الشمالية” و“مباني جامعة الضعين”، لكنها تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية والخدمات الأساسية.

وأكد النازح أن الأوضاع في تلك المواقع الجديدة تزداد سوءًا بسبب بعدها عن السوق الرئيسي بمسافة تزيد عن كيلومترين، فضلًا عن أن عشر أسر لم تجد أي مأوى حتى اللحظة، مما أجبرها على المبيت في العراء وسط ظروف مناخية قاسية.

غياب مقومات الحياة الأساسية

ويعيش النازحون أوضاعًا مأساوية مع انعدام مصادر المياه النظيفة وندرة الغذاء، إلى جانب غياب الرعاية الطبية ووسائل الإغاثة. وأوضح شهود عيان أن كثيرًا من الأسر تعاني من أمراض بسبب تدهور البيئة الصحية في أماكن الإيواء المؤقتة، بينما تواصل منظمات الإغاثة المحلية محاولاتها لتوفير المساعدات رغم ضعف الإمكانيات وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

تقديرات تشير إلى تزايد عدد النازحين

ووفقًا لتقديرات الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، يبلغ عدد النازحين في محلية بحر العرب أكثر من (450) أسرة، معظمهم من ولايات الخرطوم والفاشر ونيالا، نزحوا إلى شرق دارفور هربًا من المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتشير التقارير إلى أن معظم هؤلاء النازحين يعيشون في أوضاع إنسانية شديدة التعقيد، حيث يفتقرون إلى الغذاء والدواء والمأوى، في ظل غياب الدعم الكافي من الحكومة والمنظمات الدولية.

انتقادات لقرارات الترحيل

وقد أثار قرار الترحيل موجة من الانتقادات وسط سكان أبومطارق، حيث رأى كثيرون أن الخطوة لم تُراعَ فيها الأوضاع الإنسانية للنازحين، خاصة النساء والأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا في مواجهة مباشرة مع ظروف معيشية قاسية، دون أن يتم تجهيز المواقع الجديدة مسبقًا.

وطالب عدد من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني سلطات الولاية بالتراجع عن القرار، أو العمل على تحسين أوضاع المواقع الجديدة عبر توفير الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أن التعليم لا يمكن أن يُستأنف على حساب حياة مئات الأسر المشردة.

دعوات لتدخل عاجل

ودعت منظمات إنسانية محلية الحكومة الانتقالية والجهات المانحة إلى التدخل العاجل لتوفير المأوى والمياه الصالحة للشرب والغذاء، مؤكدة أن استمرار تجاهل الأزمة سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في شرق دارفور.

كما طالبت بتكثيف الجهود لتنسيق عمليات الإغاثة، وضمان حماية النازحين من أي انتهاكات، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية في الإقليم.

واقع مأساوي وسط تجاهل دولي

ويخشى مراقبون من أن تتكرر مأساة النزوح في مناطق أخرى بشرق دارفور إذا لم تتم معالجة الأزمة بشكل جذري، خصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، وتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية التي تجاوزت عامها الأول.

الأمل في مبادرات محلية

في المقابل، تعمل بعض المبادرات المحلية في أبومطارق على تقديم الدعم العيني المحدود، مثل توزيع المياه والغذاء للأطفال، رغم ضعف الموارد. ويرى مراقبون أن مثل هذه المبادرات الشعبية تمثل بارقة أمل وسط واقع مأساوي يعيشه آلاف النازحين في شرق دارفور.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة