اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

سقوط درع إسرائيل: كيف كسرت إيران القبة الحديدية؟

سقوط درع إسرائيل: كيف كسرت إيران القبة الحديدية؟

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

كشفت التطورات الأخيرة في المواجهة بين إيران وإسرائيل عن تحول نوعي في قدرة إيران على اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المعروف بـ«القبة الحديدية»، وهو ما سلّطت عليه الضوء صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير موسع تناول أوجه ضعف هذا النظام، وتكتيكات إيران الجديدة في المواجهة.

القبة الحديدية.. نظام فعال لكنه ليس محصنًا

وصفت «إندبندنت» القبة الحديدية بأنها نظام صاروخي أرض-جو يستخدم لاعتراض الصواريخ التي تهدد المناطق السكنية داخل إسرائيل. ورغم فعاليته العالية، أقر مسؤولون إسرائيليون مرارًا بأنه لا يوفّر حماية بنسبة 100%، ما يعني أن النظام لديه حدود واضحة، خاصة عند تعرضه لهجمات كثيفة وغير تقليدية.

نقاط الضعف التقنية والتكتيكية في النظام الدفاعي

ونقلت الصحيفة عن ماريون ميسمر، الباحثة في دراسات الأمن في معهد «تشاتام هاوس»، أن «القبة الحديدية تحيط بها دعاية تفوق حقيقتها»، مشيرة إلى أنه ورغم كفاءتها، فإنها ليست درعًا منيعة.

وأضافت ميسمر أن أحد الأسباب التي أدت إلى نجاح بعض الضربات الإيرانية هو الكم الهائل من الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أُطلقت بشكل متزامن، ما جعل من الصعب على النظام التعامل مع جميع التهديدات في وقت واحد.

صواريخ تفوق سرعة الصوت وتشويش إلكتروني

وطرحت الصحيفة فرضية استخدام إيران لصواريخ تفوق سرعة الصوت، أو ما يعرف بـ«هايبرسونيك»، وهي صواريخ تستطيع المناورة بسرعة عالية، ما يجعل اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية أمرًا بالغ الصعوبة. وقد يكون ذلك ضمن الأسباب التقنية التي فسّرت جزئيًا الاختراق الإيراني للقبة الحديدية.

وأشارت ميسمر إلى أن هذه الصواريخ يمكن برمجتها مسبقًا على مسارات غير متوقعة، أو أن تُغيّر اتجاهها عند اكتشاف صواريخ اعتراض، ما يقلل من فرص اعتراضها بنجاح.

الحرس الثوري الإيراني يكشف عن «خدعة دفاعية»

وفي تصعيد واضح، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أنه استخدم أسلوبًا مبتكرًا تسبب في تفعيل أنظمة الدفاع الإسرائيلية ضد بعضها البعض، وهو ما أدى إلى نجاح إيران في ضرب أهداف داخل إسرائيل.

ورجّحت مارينا ميرون، الباحثة في كلية «كينجز كوليدج» بلندن، أن يكون هذا الأسلوب قائمًا على استخدام طائرات مُسيّرة وهمية تُوضع قرب الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية، بحيث تُجبر النظام على إطلاق صواريخ اعتراضية تصيب منظومات دفاعية أخرى عن طريق الخطأ.

استراتيجية «الإغراق» أو الحمل الزائد

لكن العامل الأهم في هذا الاختراق، بحسب ميرون، كان «الحمل الزائد» الذي تعرّض له النظام الدفاعي، بعد إطلاق أعداد هائلة من الصواريخ من قبل إيران، بعضها حقيقي وبعضها وهمي، مما أدى إلى استنزاف قدرة القبة الحديدية على الاستجابة لكل التهديدات.

وتابعت ميرون أن إسرائيل لم تواجه من قبل مثل هذا الزخم من الضربات في وقت زمني قصير، وهو ما فاق قدرة النظام الدفاعي على الرد، مضيفة أن «العدد الهائل من الصواريخ والطائرات بدون طيار هو ما جعل هذه الموجة مختلفة عن كل ما سبقها».

احتمال استخدام إيران للحرب الإلكترونية

كما لم تستبعد ميرون احتمال أن تكون إيران قد استخدمت الحرب الإلكترونية لتعطيل أجزاء من أنظمة الرصد أو التشويش على الردود الدفاعية، مما سمح لبعض الصواريخ بعبور الدفاعات دون اعتراض.

تهديد مستقبلي: أنظمة الدفاع الإسرائيلية تحت الضغط

تُبرز هذه الهجمات تحديًا إستراتيجيًا متزايدًا لإسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على القبة الحديدية في حماية سكانها من الضربات الصاروخية. ومع ظهور تكتيكات جديدة، مثل الإغراق بالصواريخ أو استخدام تقنيات التخفي والتشويش، تصبح القبة الحديدية أقل قدرة على توفير حماية شاملة في وجه الخصوم المتطورين تقنيًا.

ماذا يعني ذلك في السياق العسكري والسياسي؟

يمثل نجاح إيران الجزئي في اختراق القبة الحديدية نقطة تحول في ميزان الردع في المنطقة، ويثير تساؤلات حول مدى استعداد إسرائيل لمواجهة صراع متعدد الجبهات قد يشتمل على هجمات غير تقليدية تشمل الحرب الإلكترونية والتقنيات المتقدمة.

من جانبها، لا تزال إسرائيل تواصل تطوير منظوماتها الدفاعية الأخرى مثل «مقلاع داوود» و«آرو» لمجابهة الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، لكن الصدمة التي تسببت بها الهجمات الإيرانية الأخيرة قد تؤدي إلى إعادة تقييم شاملة لبنيتها الدفاعية الجوية.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة