اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

تصعيد خطير بين شركاء جوبا

تصعيد خطير بين شركاء جوبا

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

تقدمت أربعة من أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق سلام جوبا، اليوم السبت، بمذكرة رسمية إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تطالب من خلالها باستدعاء لجنة الوساطة الجنوب سودانية بشكل عاجل، وذلك بهدف حسم الجدل المتصاعد حول الحقوق والواجبات الواردة في بنود اتفاق السلام الموقع عام 2020 برعاية دولة جنوب السودان.

المطالبة بتطبيق بنود الاتفاق دون تعديل

وأكدت الأطراف الأربعة في مذكرتها أنها تطالب بتنفيذ اتفاق سلام جوبا كما نصت عليه الوثائق الرسمية دون أي تعديل أو اجتهاد، سواء بالزيادة أو النقصان، وبالأخص في ما يتعلق بمسار اتفاق القضايا القومية. كما شددت المذكرة على ضرورة منح الأطراف الأربعة حصتها المستحقة ضمن نسبة الـ25% المخصصة لشركاء سلام جوبا، والتي ظلت تسيطر عليها حركات العدل والمساواة، وتحرير السودان، والحركة الشعبية، والمجلس الانتقالي.

المذكرة المرفوعة إلى البرهان

قال محمد سيد أحمد سر الختم، رئيس كيان الشمال السوداني، في تصريح خاص لقناة "الشروق"، إن الكيان الذي يرأسه، إضافة إلى حركة جيش تحرير السودان – المجلس القيادي بقيادة علي حامد شاكوش، وحركة تحرير كوش بقيادة أسامة دهب، والجبهة الثالثة تمازج بقيادة عكاشة سليمان، تقدموا بهذه المذكرة لرئيس مجلس السيادة.

وأوضح سر الختم أن المذكرة تطالب رئيس مجلس السيادة باستدعاء لجنة الوساطة الجنوب سودانية لتفسير النصوص المختلف عليها بشكل واضح ونهائي.

تفاصيل المطالب الواردة في المذكرة

بينت الأطراف الأربعة أن ملخص مطالبهم يتمثل في الالتزام التام بما جاء في مسار القضايا القومية من اتفاق سلام جوبا، لا سيما في ما يخص توزيع السلطة بشكل عادل ومتساوٍ بين الأطراف الموقعة، حيث نص الباب الأول من الاتفاق (القضايا القومية) على إضافة ثلاثة أعضاء في مجلس السيادة الانتقالي يمثلون أطراف العملية السلمية، وكذلك منح نسبة 25% من مقاعد مجلس الوزراء لهذه الأطراف وفق الوثيقة الدستورية.

استدعاء لجنة الوساطة.. خطوة تصعيدية لكنها منطقية

يرى الدكتور محمد عمر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، أن خطوة استدعاء لجنة الوساطة تعد تصعيدًا منطقيًا في ظل استمرار بعض الأطراف في محاولة الاستئثار بمكتسبات اتفاق جوبا دون غيرها. وأشار إلى أن لجنة الوساطة الجنوب سودانية سبق أن أبدت رأيها بوضوح بأن اتفاق جوبا يشمل جميع الأطراف وجميع المسارات بالتساوي، في رفض صريح لتصريحات محمد بشير أبو نمو القيادي بحركة تحرير السودان.

البرهان بين الحياد والضرورة

رغم أن مراقبين يستبعدون تدخل رئيس مجلس السيادة بشكل مباشر في هذه الخلافات خشية أن يُتهم بالانحياز لطرف دون الآخر، إلا أن الدكتور محمد عمر يرى أن دور البرهان في هذه المرحلة يقتصر على استدعاء لجنة الوساطة الجنوب سودانية لتفسير البنود المختلف عليها بشكل رسمي وموثق.

تحديات تنفيذ قرارات الوساطة

يبقى السؤال الأبرز حول الجهة المخولة بتنفيذ قرار لجنة الوساطة في حال أقر بحق جميع الأطراف في التمتع المتساوي بمخرجات الاتفاق. وهنا يرى المراقبون أن الدولة قد تجد صعوبة في فرض رؤية لجنة الوساطة بالقوة دون موافقة الأطراف كافة، ما يعقد المشهد أكثر.

رئيس الوزراء ينتظر لكنه لن ينتظر طويلا

في المقابل، أفادت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء كامل إدريس لا يزال يترقب نتائج محاولات شركاء جوبا لتجاوز خلافاتهم والوصول إلى تفاهم مشترك. وأكدت المصادر أن الأزمة ليست مرتبطة بموقف المجلس السيادي أو رئيس الوزراء من الاتفاق، بل تعود إلى الخلافات الداخلية بين الشركاء أنفسهم، في مسعى بعض الأطراف للاستئثار بما يرونه حقهم على حساب الآخرين.

وأوضحت المصادر أن كامل إدريس لن ينتظر طويلا، ومن المرجح أن يمضي قدمًا في تشكيل حكومته مكتفيًا بملء بقية المقاعد، بينما يترك مقاعد سلام جوبا لحين توافق الأطراف المتنازعة عليها.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة