إدريس يفتح النار على المليشيا ويعيد الجامعات إلى خط المواجهة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
إدريس يفتح أبواب الجحيم على الجهل باستدعاء عقول السودانمتابعات- نبض السودان
أصدر رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، الدكتور كامل الطيب إدريس، توجيهات صارمة بعودة الجامعات السودانية إلى العاصمة الخرطوم، وبدء عمليات صيانة شاملة لمباني المؤسسات التعليمية المتضررة نتيجة الاعتداءات التي نفذتها المليشيا المتمردة على الجامعات والمراكز البحثية.
جاءت التوجيهات خلال اجتماع عقده إدريس ببورتسودان، حيث شدد على ضرورة الشروع الفوري في حصر الأضرار التي لحقت بمباني الجامعات في الخرطوم، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية التعليمية في العاصمة، باعتبارها القلب الأكاديمي للبلاد.
توجيهات مباشرة لإعادة الجامعات إلى حضن العاصمة
طالب رئيس الوزراء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتنفيذ خطة سريعة وفعالة لإعادة الجامعات والمراكز البحثية إلى الخرطوم، مؤكدًا أن استعادة الجامعات لعافيتها تمثل خطوة محورية في طريق الاستشفاء الوطني واستعادة الدولة لعافيتها المؤسسية والفكرية.
وقال إدريس إن الجامعات ليست مجرد مبانٍ تعليمية، بل هي منابر للوعي الوطني، وهي أولى المؤسسات التي يجب أن تُعاد إلى موقعها الطبيعي لتلعب دورها في ترميم ما أفسدته الحرب وتثبيت دعائم الوحدة الوطنية.
المناهج الدراسية في قلب عملية الاستشفاء الوطني
وفي خطوة موازية، وجه إدريس المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بإدراج دروس جديدة في المناهج التعليمية، تركز على نبذ خطاب الكراهية، وتعزيز قيم التسامح والهوية الوطنية الجامعة، ضمن مشروع كبير أطلق عليه اسم "الاستشفاء الوطني الشامل".
وأوضح أن المرحلة الراهنة تتطلب تدخلاً فكريًا وتربويًا لوقف نزيف الفرقة المجتمعية، مشددًا على أن المعركة القادمة ليست فقط في ميادين القتال بل في عقول وضمائر الأجيال الجديدة.
دور المساجد ورجال الدين في التوعية الوطنية
وفي سياق متصل، وجه رئيس الوزراء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بإطلاق حملة وطنية عبر منابر المساجد والكنائس لحث الخطباء ورجال الدين على التبشير بالوحدة الوطنية ونبذ الجهوية والعنصرية وخطاب الكراهية، وفتح المجال لرسالة دينية موحدة تعزز السلم الاجتماعي وتدعم مشروع الدولة المدنية.
وأكد إدريس أن خطباء المساجد ورجال الدين المسيحي يمتلكون تأثيرًا بالغًا في تشكيل الوعي المجتمعي، ما يحتم توظيف هذه المنابر لصالح تعزيز مشروع الدولة الوطنية الشاملة، بعيدًا عن الاصطفافات الضيقة.
الحكومة تضع التعليم في قلب معركة إعادة البناء
وتأتي هذه التوجيهات في وقت حساس تمر به البلاد، حيث تتزامن مع مساعٍ حثيثة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، واستعادة مظاهر الحياة الطبيعية في العاصمة الخرطوم والمدن الكبرى، والتي كانت مراكز إشعاع أكاديمي وثقافي قبل أن تطالها نيران الفوضى والتمرد.
وأكد مراقبون أن قرار إعادة الجامعات إلى الخرطوم يمثل مؤشرًا قويًا على تحسن الوضع الأمني، وعودة مؤسسات الدولة إلى سابق عهدها، رغم حجم الدمار الكبير الذي خلفته الحرب.
كما أشاروا إلى أن إدراج قيم وطنية في المناهج خطوة مهمة على طريق المصالحة الوطنية، وخلق جيل جديد يضع الوطن فوق الجغرافيا والقبيلة والانتماءات الضيقة.
مطالب بتوسيع مبادرة الاستشفاء الوطني لتشمل الإعلام والثقافة
ويرى مختصون أن مبادرة "الاستشفاء الوطني الشامل" يجب ألا تقتصر على التعليم والدين فقط، بل تشمل كذلك المؤسسات الثقافية والإعلامية، عبر خطاب موحد يستنهض الهمم ويرسخ قيم العدل والمواطنة والمصالحة المجتمعية.
ودعوا إلى إشراك الشباب في حوارات مجتمعية يقودها مثقفون وخبراء ومصلحون اجتماعيون، حتى لا تكون المعركة على الورق فقط، بل على الأرض في تفاصيل حياة الناس اليومية.
توقعات بإعادة فتح الجامعات تدريجيًا
تشير التوقعات إلى أن الحكومة قد تبدأ تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء بشكل تدريجي، بدءًا بالجامعات التي لم تتعرض لتدمير كلي، وتلك التي تقع في مناطق أكثر استقرارًا، على أن تُستكمل الصيانة والترميم في بقية الجامعات خلال الأشهر القادمة.
ويأمل الشارع السوداني أن تسهم هذه الخطوات في إعادة الحياة الجامعية إلى طبيعتها، وأن يكون العام الأكاديمي القادم بداية لمرحلة جديدة من البناء الوطني والفكري.