حدث تاريخي داخل مستشفى علياء في قلب الخرطوم
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
لن تصدق ماذا إستخدم سكان الفاشر بديلا لـ ملح الطعام؟الخرطوم- نبض السودان
في إنجاز طبي لافت، شهدت مستشفى علياء بالسلاح الطبي في الخرطوم، اليوم الاثنين، إجراء أول عملية قسطرة علاجية منذ اندلاع الحرب، وذلك في خطوة تُعد بداية فعلية لإعادة تشغيل جهاز القسطرة الذي ظل متوقفًا لأشهر، إيذانًا بعودة الخدمات العلاجية المتخصصة في أمراض القلب.
إنقاذ حياة مريض يعاني من ذبحة قلبية
وجاءت العملية النوعية في سياق تدشين مرحلة جديدة من العناية الطبية بالقلب، حيث أجريت أول قسطرة علاجية لمريض كان يعاني من ذبحة قلبية حادة، وتم خلالها تركيب دعامة قلبية ناجحة. العملية نفذها طاقم طبي بقيادة استشاري القلب القسطرة بالمستشفى، الدكتور سامر حسب الرسول، الذي وصف الخطوة بأنها بداية حقيقية نحو معالجة مشكلات القلب والقسطرة داخل العاصمة، بعد فترة من التوقف القسري.
المستشفى واصل العمل رغم الحرب
وأوضح الدكتور سامر حسب الرسول أن مستشفى علياء ظل يعمل في تقديم الخدمات الطبية طيلة فترة الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023م، وحتى شهر نوفمبر من نفس العام، حيث اضطرت إدارة المستشفى إلى تعليق العمل بجهاز القسطرة نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي عن كامل المجمع الطبي، وهو ما تسبب في إيقاف عدد كبير من العمليات الحرجة.
وأضاف أن الطواقم الطبية واجهت تحديات جسيمة خلال تلك الفترة، وتمكنت من معالجة العديد من الحالات التي كانت تُحال من مناطق الاشتباكات، خصوصًا من منطقة المدرعات، رغم الأوضاع الأمنية المعقدة. ولكن مع تعطل جهاز القسطرة، أصبح من الصعب مواصلة تقديم الخدمة داخل الخرطوم.
مرضى القلب نُقلوا إلى شندي ومروي
وبيّن استشاري القلب أن فترة توقف جهاز القسطرة كانت تمثل أزمة حقيقية للمرضى الذين كانوا يُضطرون يوميًا للسفر إلى مستشفيات شندي ومروي لتلقي العلاج، مما فاقم معاناتهم الصحية والنفسية، مشيرًا إلى أن أعداد المحولين يوميًا كانت كبيرة للغاية.
عودة الأمل لمرضى القلب في الخرطوم
وقال الدكتور سامر إن العملية التي نُفذت اليوم ليست مجرد إجراء طبي عادي، بل تمثل تحولًا مهمًا في الخدمات الصحية المقدمة لمرضى القلب، وتفتح الباب واسعًا لاستئناف تركيب الناظمات القلبية، وعلاج الذبحات القلبية بمختلف درجاتها، وكل ما يتعلق بأمراض القلب التي تتطلب تدخلاً عبر القسطرة.
وأكد أن استعادة تشغيل جهاز القسطرة في مستشفى علياء سيسهم في تقليل الضغط على المستشفيات الطرفية، ويخفف من عبء السفر على المرضى، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة، كما يُعد إنجازًا طبيًا يُحسب للكوادر السودانية التي واصلت العطاء في أصعب الظروف.
رسالة للمجتمع الطبي السوداني
واختتم الدكتور سامر حديثه بتوجيه رسالة فخر وامتنان للكوادر الطبية التي واصلت تقديم الخدمات رغم الحرب والنقص في الإمكانيات، مشيرًا إلى أن تدشين هذه المرحلة الجديدة هو بمثابة دعوة لكل المؤسسات الطبية في السودان لاستعادة دورها الحيوي، والعمل على إعادة بناء المنظومة الصحية في البلاد تدريجيًا رغم التحديات الكبيرة.