ارتفاع جنوني في أسعار العملات والدولار يلامس الـ4000
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
اتحاد بورتسودان يؤجل مباريات اليوم لهذا السببمتابعات- نبض السودان
شهدت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني قفزة غير مسبوقة، حيث اقترب الدولار الأمريكي من حاجز الـ 4 آلاف جنيه في تداولات السوق الموازي، بينما سجل اليورو أكثر من 5 آلاف جنيه، في مشهد يعكس تدهورًا حادًا وتاريخيًا في قيمة العملة الوطنية، وسط غياب التحديثات الرسمية من البنوك والمصارف المحلية.
انهيار متسارع للجنيه السوداني
وبحسب رصد (نبض السودان)، فإن الجنيه السوداني فقد أكثر من 560% من قيمته منذ أبريل 2023م، حينما كان سعره 560 جنيهًا للدولار الواحد، بينما بلغ اليوم أكثر من 3700 جنيهًا في السوق الموازي، وسجل سعر الشراء 3660 جنيهًا وهو أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق منذ بداية الأزمة الاقتصادية.
وتُعد هذه القفزة الدراماتيكية علامة خطيرة على استمرار التآكل السريع لقيمة الجنيه السوداني، في ظل غياب السياسات النقدية الفاعلة، وتراجع الثقة في النظام المصرفي، وازدياد الفجوة بين السعر الرسمي والسوق الموازي.
السوق الموازي يقود الاقتصاد
وفي الوقت الذي توقفت فيه البنوك والمصارف المحلية عن تحديث أسعار العملات منذ أكثر من ستة أشهر، أصبحت شركات الصرافة والتجار في السوق الموازي هم المرجع الحقيقي لتحديد اتجاهات الأسعار، ما أدى إلى غياب أي دور فعلي للبنك المركزي أو السلطات المالية في ضبط السوق.
ووفقًا لنشرات عدد من البنوك السودانية، فإن سعر الدولار الرسمي لا يزال يتراوح بين 2400 إلى 2540 جنيهًا، مما يؤكد أن المصارف فقدت السيطرة الكاملة على السوق، وأصبحت خارج معادلة العرض والطلب.
انهيار شامل في سعر الجنيه مقابل العملات العربية
وفي موازاة الارتفاع الحاد للدولار واليورو، شهدت العملات العربية الأخرى قفزات قوية مقابل الجنيه السوداني. حيث بلغ سعر الريال السعودي 986.666 جنيهًا للبيع مقابل 976 جنيهًا للشراء، وسجل الريال القطري 1016.483 جنيهًا للبيع مقابل 1005.494 جنيهًا للشراء.
كما بلغ الدرهم الإماراتي 1008.174 جنيهًا للبيع مقابل 997.275 جنيهًا للشراء، وسجل الريال العُماني 9700 جنيهًا، فيما وصل الجنيه الإسترليني إلى 5000 جنيهًا للبيع مقابل 4945 جنيهًا للشراء، بينما بلغ الدينار الكويتي نحو 11935 جنيهًا.
اليورو يقفز فوق حاجز الخمسة آلاف جنيه
وفي تطور لافت، تخطى اليورو الأوروبي حاجز الـ 5 آلاف جنيه سوداني، حيث بلغ 4305 جنيهًا للشراء و4352 جنيهًا للبيع، وهو أعلى مستوى في تاريخ العملة الأوروبية مقابل الجنيه السوداني، ما يعكس حالة الانهيار الواسع في السوق السوداني نتيجة انعدام الاستقرار المالي والاقتصادي.
الجنيه المصري يقترب من 80 جنيهًا سودانيًا
وفي تعاملات المصريين داخل السودان وخارجه، سجل الجنيه المصري نحو 75 جنيهًا في التحويلات الصغيرة عبر تطبيق بنكك، بينما بلغ 78 جنيهًا في السوق الموازي داخل السودان، وهو ما تسبب في زيادة الأعباء المعيشية على السودانيين المقيمين في مصر، ودفع عددًا كبيرًا من الأسر إلى العودة الطوعية إلى السودان رغم الظروف الصحية الحرجة التي تمر بها البلاد.
آثار إنسانية واقتصادية مضاعفة
تزامن انهيار الجنيه السوداني مع أزمة معيشية متفاقمة وارتفاع حاد في الأسعار، ما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل غير مسبوق. كما فاقم الوضع انتشار الأوبئة والأمراض في العاصمة الخرطوم، خصوصًا حمى الضنك والملاريا والكوليرا، في ظل ضعف الخدمات الصحية وتراجع الإمدادات الطبية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا التدهور دون تدخل عاجل سيؤدي إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي والإنساني، مطالبين بضرورة إعادة هيكلة النظام المصرفي وتوحيد سعر الصرف لوقف النزيف المتواصل للعملة الوطنية.