الاتحاد الأفريقي يتحرك.. جلسة طارئة لمجلس السلم حول السودان
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
معجزة طبية في السودان.. إنقاذ الطفلة جوري من الموت 3 مرات في 72 ساعةمتابعات- نبض السودان
في تطور لافت يعكس تزايد القلق الإقليمي والدولي بشأن الأزمة السودانية، يعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي جلسة طارئة يوم الاثنين المقبل لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في السودان، وفقًا لمصادر مطلعة في الاتحاد الأفريقي.
مبعوث الاتحاد الأفريقي يلتقي البرهان في بورتسودان
شهد الأسبوع الماضي زيارة مهمة لممثل الاتحاد الأفريقي، محمد بلعليش، إلى مدينة بورتسودان، حيث أجرى محادثات مباشرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وقد عبّر بلعليش خلال اللقاء عن دعمه لخطوة تشكيل حكومة مدنية في البلاد، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تمثل مدخلًا للحل السياسي الشامل في السودان.
الجلسة برئاسة الجزائر وتبحث الحكومة الموازية بنيالا
وقالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأفريقي لموقع "سودان تربيون" إن الجلسة ستُعقد برئاسة الجزائر، وستناقش جملة من التطورات الخطيرة، على رأسها إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا غربي البلاد.
وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد دان هذا الإعلان قبل أيام، محذرًا من أي محاولة لفرض واقع سياسي بديل، ومطالبًا الدول الأفريقية بعدم التعامل مع أي جهة خارج إطار الحكومة الرسمية المعترف بها لدى الاتحاد.
اتصالات غربية مكثفة مع الاتحاد الأفريقي
وبحسب مصادر أفريقية مطلعة، فقد أجرت عدة دول غربية اتصالات مباشرة مع مسؤولين في الاتحاد الأفريقي خلال منتصف الأسبوع الماضي، وذلك لمناقشة تداعيات التطورات في السودان، والتنسيق حول مخرجات الجلسة المرتقبة للمجلس.
وتشير المعطيات إلى اهتمام دولي متزايد بمسألة السودان، خصوصًا في ظل تنامي الدعوات لاستئناف الجهود السياسية من أجل التوصل إلى تسوية شاملة تُوقف الحرب وتعيد الاستقرار.
مصر قد تطرح موقفًا بشأن تجميد عضوية السودان
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مصر قد تطرح خلال الجلسة المرتقبة ملف تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وهو القرار الذي اتُخذ عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في أكتوبر 2021. ويُتوقع أن تثير القاهرة نقاشًا حول مدى استمرار أو إعادة تقييم هذا التجميد، في ظل التحولات السياسية الجارية داخل البلاد.
زيارة سودانية إلى أديس أبابا واجتماعات غير رسمية
وفي سياق التحركات السودانية، كشف مصدر دبلوماسي سوداني أن وفدًا من الحكومة السودانية قام بزيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر أن الوفد أجرى مشاورات غير رسمية مع عدد من المسؤولين في الاتحاد الأفريقي، كما عقد اجتماعات مع البعثة الدبلوماسية السودانية هناك.
وتأتي هذه الزيارة في إطار المساعي الحكومية للتأثير على مواقف الاتحاد الأفريقي، قبيل عقد الجلسة الطارئة، ومحاولة حشد دعم دبلوماسي رسمي في مواجهة محاولات الدعم السريع فرض واقع سياسي جديد.
انتقادات لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بسبب تصريحات سابقة
وعلى صعيد متصل، يواجه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، علي محمود يوسف، انتقادات من بعض القوى السياسية السودانية، عقب إشادته في مايو الماضي بقرار الجيش تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء. هذه الإشادة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السودانية، حيث رأت بعض الجهات أن الاتحاد الأفريقي يتعاطى بشكل إيجابي مع قرارات أحادية تصدر من طرف واحد.
ملفات معقدة على طاولة المجلس
الجلسة المرتقبة ستُعقد في سياق تصاعد التوترات الميدانية وتفاقم الأزمة الإنسانية، إذ يعاني ملايين السودانيين من تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ووفقًا للمراقبين، فإن جلسة الاثنين ستكون مفصلية في تحديد اتجاه تعامل الاتحاد الأفريقي مع الملف السوداني، سواء من خلال تفعيل الوساطات، أو اتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه الأطراف المتصارعة.
دعوات لتفعيل دور أفريقي في التسوية
من جانبه، دعا عدد من المحللين السياسيين إلى ضرورة قيام الاتحاد الأفريقي بدور فاعل ومباشر في تسوية الأزمة، بعيدًا عن البيانات التقليدية، مطالبين بإرسال بعثة مراقبة ميدانية وتعيين مبعوث خاص للأزمة السودانية، بما يضمن الدفع نحو تسوية سياسية واقعية وقابلة للتنفيذ.