اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

مأساة في دارفور.. فتاة تُقـ.ـتل لأنها قالت "لا"

مأساة في دارفور.. فتاة تُقـ.ـتل لأنها قالت "لا"

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

اهتزت ولاية شرق دارفور على وقع جريمة قتل مأساوية راحت ضحيتها فتاة في مقتبل العمر بعد أن رفضت الزواج من شاب تقدم لخطبتها. حيث فارقت الفتاة “ك، م، م” البالغة من العمر 25 عاماً الحياة متأثرة بطعنات قاتلة سددها لها أحد الشباب بآلة حادة “سكين” في إحدى قرى محلية ياسين بولاية شرق دارفور.

تفاصيل الجريمة

ووفقاً لشهادة أحد جيران أسرة الضحية المقيمين بقرية “مرزوبة” الواقعة غربي رئاسة محلية ياسين، فإن الجاني كان قد تقدم قبل نحو شهر لطلب الزواج من المجني عليها، إلا أنها رفضت طلبه بشكل قاطع. وبعد هذا الرفض، استشاط الشاب غضباً وقام بمهاجمتها وسدد لها ثلاث طعنات متتالية بالسكين، مما تسبب في وفاتها على الفور قبل أن تتمكن الأسرة من إسعافها.

القبض على الجاني

من جهتها، أكدت مصادر شرطية بمحلية ياسين لـ“دارفور24” أن قوات الدعم السريع في المنطقة تمكنت من إلقاء القبض على الجاني بعد وقت قصير من ارتكابه الجريمة. وتم ترحيله إلى رئاسة المحلية تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، وسط مطالبات من الأهالي بضرورة تقديمه للمحاكمة العاجلة وإنزال أقصى العقوبات بحقه ليكون عبرة لغيره.

خلفيات اجتماعية مأساوية

وتسلط هذه الحادثة الضوء على تزايد ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات في بعض مناطق السودان، لاسيما في ولاية شرق دارفور التي تشهد معدلات مرتفعة من الانتهاكات الإنسانية بحق النساء. حيث تتعرض الفتيات لأشكال متعددة من الانتهاكات الجسيمة، تشمل القتل والتعذيب والزواج القسري، خاصة في الحالات المرتبطة بعلاقات عاطفية أو رفض الزواج داخل نطاق الأسرة.

جرائم بلا عقاب

وأشار مراقبون محليون إلى أن محليات مثل الفردوس وياسين شهدت في فترات سابقة حوادث مشابهة من قتل وتعذيب لفتيات بسبب قضايا اجتماعية تتعلق بالزواج أو العلاقات الشخصية، إلا أن العديد من تلك القضايا لم تصل إلى المحاكم، ما سمح للجناة بالإفلات من العقاب واستمرار دوامة العنف ضد النساء في الإقليم.

دعوات لردع الظاهرة

وأثارت هذه الجريمة موجة من الغضب الشعبي في أوساط المجتمع المحلي ومنظمات حقوق الإنسان، التي طالبت السلطات بضرورة التصدي لهذه الظاهرة بحزم من خلال تطبيق القوانين الرادعة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أعمال عنف أو تهديد ضد النساء، مؤكدين أن التساهل في مثل هذه القضايا يشجع على تكرارها.

مأساة تعكس أزمة مجتمعية

ويرى خبراء اجتماعيون أن مثل هذه الجرائم لا يمكن فصلها عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تعيشه بعض المناطق في دارفور، إضافة إلى ضعف التوعية المجتمعية بحقوق المرأة، وغياب آليات الحماية القانونية والاجتماعية للفتيات، وهو ما يجعل كثيرات عرضة للعنف والابتزاز في ظل غياب ثقافة المساءلة.

الحاجة لإصلاحات قانونية ومجتمعية

وطالب ناشطون بإصلاحات شاملة في القوانين الخاصة بحماية المرأة وتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم العنف الأسري والزواج القسري. كما دعوا إلى إطلاق حملات توعية داخل المجتمعات الريفية في شرق دارفور للتأكيد على حق المرأة في رفض الزواج دون أن تتعرض للتهديد أو الاعتداء.

الغضب الشعبي يتصاعد

من جهة أخرى، شهدت قرية مرزوبة حالة من الحزن والغضب عقب الحادث، حيث خرج الأهالي في مسيرات سلمية للمطالبة بالعدالة للضحية ومحاسبة القاتل. وعبّر المشاركون عن استيائهم من تكرار هذه الحوادث في المنطقة دون ردع حقيقي، مؤكدين أن دماء النساء لا يجب أن تذهب هدراً.

مأساة جديدة تفتح جرحاً قديماً

وتعيد هذه الجريمة إلى الأذهان سلسلة من الجرائم المشابهة التي راح ضحيتها عدد من الفتيات في دارفور خلال السنوات الماضية، ما يجعلها ناقوس خطر يدق بقوة في وجه المجتمع والسلطات لوضع حد نهائي لهذه الممارسات التي تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة