محجوب أبو القاسم يكتب : الحرب ضد المواطن
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
أحكام بالإعـ.ـدام والسجن المؤبد لعملاء المليشيادخلت الحرب التي فرضتها مليشيا الدعم السريع عامها الثالث لكنها لم تعد مجرد مواجهة عسكرية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع بل تحولت إلى حرب شاملة ضد المواطن الأعزل ذلك الذي لم يحمل سلاح ولم يخطط لانقلاب ولم يعتد على أحد مواطن وجد نفسه ضحية لمليشيا لا تعرف للرحمة طريق ولا للإنسانية مكان في قاموسها.
هُجر الملايين من ديارهم وامتلأت المدن بصرخات النازحين وامتهنت الكرامة في بلاد كانت يوما منارة لأفريقيا اغتُصبت النساء نُهبت الممتلكات وسحقت البنى التحتية الصحية والخدمية ليس فقط بلا سبب بل بتشفي يكشف عن مشروع تدميري ممنهج.
وفي صباح اليوم شهد السودان تصعيد خطير وغير مسبوق عندما اخترقت طائرات مسيرة تابعة للمليشيا أجواء البلاد ووصلت إلى العاصمة الإدارية بورتسودان مستهدفة مطارها الحيوي بعد أن دمرت سابقا مطار الخرطوم ما اضطر السلطات إلى تعليق الرحلات الجوية بالكامل.
هذه ليست مجرد غارات بل رسالة واضحة بأن الحرب تحوّلت إلى حرب ضد السيادة الوطنية ضد الحياة المدنية وضد حلم البقاء نفسه.
وما يزيد الأمر وجعا أن هناك من بيننا من باع الوطن والضمير، ورضي أن يكون جسرا لعبور الخراب حفنة من المال جعلتهم ينكرون التاريخ وينحازون إلى المليشيا التي دمرت كل جميل وبدلوا الولاء للوطن بولاء لمشاريع أجنبية مشبوهة تدار من إمارة صغيرة تعرف في وجدان السودانيين بإمارة الشر.
إن السؤال الذي يطرحه كل وطني غيور لماذا لم تتم محاكمة هؤلاء العملاء علنا؟ لماذا لا نُفعل القانون في ميادين عامة لتكون الأحكام عظة وعبرة لكل من يفكر في خيانة هذا الوطن؟
إنها ساعة الحقيقة يجب أن تتحرك القيادة بحزم دون تهاون وأن تضرب بيدٍ من حديد كل من يثبت تواطؤه أو تعاونه مع هذا المشروع التخريبي أي كانت صفته أو موقعه.
وفي ذات الوقت على السودان أن يبحث عن شركاء حقيقيين في معركة البقاء وأن يطرق أبواب الدول التي يمكن أن تسانده في توقيع اتفاقيات دفاع مشترك تحفظ ما تبقى من السيادة وتردع المعتدين.
فالوطن اليوم يستباح وكل تأخير في اتخاذ القرار الحاسم يُعطي المليشيا فرصة جديدة للتمدد ويمنح الخونة وقت إضافي لتمزيق ما تبقى من نسيجنا الوطني.
إنّ أملنا في أن نعود إلى وطن خالي من العملاء والمرتزقة وطن ينعم فيه المهجرون بالأمن والاستقرار وينتصر فيه الحق على الباطل، والعدل على الفوضى.
لقد آن الأوان أن نحسم الخيار إما وطن للجميع، أو ضياع لا عودة منه.
ولنا عودة