مفاجأة بشأن أسعار النفط وسط الرعب النووي بالشرق الأوسط
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
بعد ضرب أميركا لإيران.. إسرائيل ترفع التأهب وتمنع التجمعاتمتابعات- نبض السودان
تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب أشار فيها إلى أن اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران سيستغرق وقتًا أطول، مما خفف من حدة التوترات الجيوسياسية التي كانت تلوح في الأفق وأثارت مخاوف المستثمرين خلال الأيام الماضية.
برنت يتراجع 2.3% و"غرب تكساس" دون 74 دولارًا
انخفض سعر خام برنت، المؤشر العالمي لأسعار النفط، بنسبة 2.3% ليستقر فوق 77 دولارًا للبرميل، وذلك بعد تعليقات أدلى بها البيت الأبيض وتقرير نشرته وكالة "رويترز" يفيد باستعداد طهران لمناقشة قيود جديدة على تخصيب اليورانيوم. في المقابل، شهد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ضعفًا في حجم التداول نتيجة العطلة الرسمية في الولايات المتحدة وانتهاء صلاحية عقود أغسطس، ليغلق تحت مستوى 74 دولارًا للبرميل.
بوادر دبلوماسية تخفف حدة التوتر
على الصعيد الدبلوماسي، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الجمعة بنظرائه الأوروبيين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في جنيف، وأكد خلال الاجتماع استعداد بلاده لعقد لقاءات إضافية مستقبلية، لكنه شدد على أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يمنع أي تفاوض مع أطراف أخرى، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بأن "لحظة حرجة" تمر بها المنطقة، مؤكدًا على أهمية تجنّب التصعيد الإقليمي. ودعا إيران إلى مواصلة المحادثات مع الولايات المتحدة، في محاولة لخفض التوترات المتصاعدة.
ترمب: هناك فرصة كبيرة للمفاوضات
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أشار، عبر تصريح نقلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إلى أن قرار الضربة على إيران "سيستغرق بعض الوقت" بسبب ما وصفه بـ"فرصة كبيرة لبدء مفاوضات"، وهو ما أسهم بشكل كبير في تهدئة الأسواق وتقليل احتمالات حدوث تصعيد فوري.
وفي خطوة لافتة، أفادت وكالة "فرانس برس" بأن المملكة المتحدة بدأت بسحب موظفيها من سفارتها في إحدى دول الشرق الأوسط، في إشارة إلى توتر الأوضاع الأمنية في المنطقة.
الأسواق تواصل تقلباتها رغم المكاسب
رغم التقلبات الشديدة التي شهدتها الأسواق خلال الأسبوع، سجّل كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي. واتسمت الأسواق بالتذبذب الشديد، حيث تراوحت العقود الآجلة في نطاق بلغ نحو 8 دولارات، في حين ارتفعت حدة الفجوات الزمنية، ووصلت بعض عقود الخيارات إلى مستويات تفاؤلية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكانت أسعار برنت قد ارتفعت بنسبة 3% يوم الخميس في جلسة تداول قصيرة تأثرت بالعطلة الأميركية، مدفوعة بالمخاوف من توجيه ضربة عسكرية محتملة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تداولت وسائل الإعلام تقارير تفيد بأن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى كانوا يُعدّون لاحتمال شنّ هجوم على أهداف إيرانية.
محللون يحذرون من "فترة عدم يقين"
أرنه لوهمان راسموسن، كبير المحللين في شركة "إيه إس غلوبال ريسك مانجمنت"، أعرب عن تشككه في نجاح المفاوضات بين واشنطن وطهران، محذرًا من دخول الأسواق فترة ممتدة من "عدم اليقين" خلال الأسبوعين القادمين، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في الأسعار.
إيران تُسرّع تصدير نفطها رغم التهديدات
رغم استمرار الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيرانية مرتبطة بالبرنامج النووي، لم تتأثر بعد البنية التحتية الخاصة بتصدير النفط الإيراني، بحسب متابعين. إلا أن هناك مؤشرات واضحة على أن طهران تسارع في عمليات تصدير الخام، حيث امتلأت صهاريج التخزين في محطة جزيرة "خرج" – إحدى المحطات النفطية الحيوية – بكميات ضخمة من النفط الجاهز للشحن.
مضيق هرمز تحت المراقبة
ورغم التوترات، لا توجد حتى الآن أي دلائل على نية إيران تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، وهو الممر البحري الضيق الذي يعبر من خلاله نحو خُمس إجمالي إمدادات النفط الخام العالمية. ويُعد المضيق أحد أبرز النقاط الاستراتيجية التي تراقبها الأسواق عن كثب في ظل التوترات المستمرة بين طهران وواشنطن وحلفائهما في المنطقة.
الأسواق تترقب وتحبس أنفاسها
الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط لا يزال مضطربًا، وقد يشهد تحولات مفاجئة خلال الأيام المقبلة، في ظل تضارب المؤشرات بين احتمالات التصعيد العسكري وخطوط التفاوض المفتوحة. ويبقى العامل النفسي للمستثمرين هو المحرك الأبرز لتقلبات أسعار النفط خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة التي أشار إليها الرئيس ترمب.