أزمة مزدوجة تهدد الأمن الغذائي في البلاد
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
مشروع خفي لإسرائيل يثير مخاوف مصر والأردن.. ماذا تخبئ تل أبيبمتابعات- نبض السودان
بورتسودان – 2 يوليو 2025 – يواجه القطاع الزراعي في السودان أزمة حادة نتيجة تصاعد النزاع المسلح والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية. هذه الأزمة المزدوجة أدت إلى تراجع كبير في الإنتاج الزراعي، مما يلقي بظلاله على اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة.
تراجع إنتاج الزراعة بنسبة تفوق 40%
تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى انخفاض إنتاج القطاع الزراعي بأكثر من 40%، وهو ما يمثل ضربة موجعة لاقتصاد السودان الذي يسهم فيه هذا القطاع بنسبة 35% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لأكثر من 40% من القوى العاملة.
العقوبات الأميركية.. بين السياسة والواقع
أكد دبلوماسي غربي في تصريح خاص لـ”سودان تربيون” أن العقوبات الأميركية التي بدأت سريانها الجمعة الماضية تهدف إلى الضغط على الجيش السوداني للعودة إلى مسار التفاوض والحل السلمي، مشيرًا إلى أنها "مدروسة" ولن تؤثر على القطاعات الحيوية.
لكن الخبراء الزراعيون لا يشاركون هذا التفاؤل. فالباحث بابكر حمد أوضح أن العقوبات تؤثر بشكل كبير على قطاع الزراعة، خاصة في دولة مثل السودان، التي تعتمد على الصادرات من السلع الاستراتيجية والواردات من مدخلات الإنتاج الزراعي والدعم الفني من المنظمات الدولية.
تفاصيل العقوبات وتأثيرها المباشر
تشمل العقوبات الأميركية منع السودان من الحصول على أي ائتمان أو ضمانات ائتمان أو مساعدات مالية من الجهات الحكومية الأميركية، بما في ذلك بنك التصدير والاستيراد الأميركي. ويأتي هذا الإجراء نتيجة اتهامات السودان باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع مع قوات الدعم السريع الذي اندلع منذ أبريل 2023.
في الوقت نفسه، أشار البنك الدولي إلى انكماش الاقتصاد السوداني بنسبة 13.5% خلال عام 2024، بعد تقلص حاد في العام السابق، وتوقع أن يصل الفقر المدقع إلى 71% من السكان في ظل استمرار النزاع المسلح.
آراء مزارعين: العقوبات "عادية" لكنها تضغط على القطاع
نائب رئيس اتحاد مزارعي القطاع المطري، غريق كمبال، وصف العقوبات الأميركية بأنها "عادية" لأن السودان اعتاد عليها منذ فترة طويلة، لكنه أقر بأنها تحمل تأثيرًا سياسيًا أكثر من الاقتصادي المباشر على حياة الناس، مع تأثير واضح على المزارعين.
وأكد كمبال أن العقوبات تستهدف بالأساس قطع الغيار وبعض المواد المستوردة، ولكن الحياة اليومية للمواطنين في كثير من الأحيان لا تشعر بتأثيرات العقوبات بشكل مباشر.
مشكلات داخلية تفاقم الأزمة الزراعية
في المقابل، ركز رئيس اتحاد المزارعين في الشمالية، طه جعفر، على أن العقوبات الأميركية ليست العائق الأكبر أمام الزراعة في السودان، بل إن المشكلات الداخلية تلعب دورًا أكبر.
وقال جعفر إن تدمير محطات الكهرباء وانعدام الطاقة يشكلان أزمة حقيقية تعطل العمل الزراعي، مع وجود بيروقراطية وشروط معقدة أمام استيراد أنظمة الطاقة الشمسية والرياح التي يمكن أن تساعد القطاع.
وأشار إلى أن ضعف الأداء الحكومي وعدم الاجتهاد في إيجاد حلول جعل الأزمة تتفاقم، مؤكدًا أن مشكلة الطاقة ليست مرتبطة بالعقوبات الأميركية.
كما انتقد جعفر الإجراءات الحكومية المتشددة التي تعيق استيراد أنظمة الطاقة المتجددة، وبيّن أن البنك الزراعي لا يقدم الدعم الكافي، خاصة في تمويل الأسمدة التي تُطرح بأسعار مرتفعة توازي أسعار السوق الحرة.
تدمير كامل للقطاع الزراعي يهدد الأمن الغذائي
إن استمرار هذه الأزمة التي تجمع بين عوامل داخلية وخارجية يهدد قدرة السودان على تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، ويزيد من معاناة المزارعين الذين يقفون في مقدمة المتضررين من الحرب والعقوبات، في ظل غياب حلول فعالة من الجهات المعنية.