اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

ضربات لم تهزم النووي الإيراني.. هل خدعت واشنطن العالم؟

ضربات لم تهزم النووي الإيراني.. هل خدعت واشنطن العالم؟

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

في تطور جديد يلقي بظلاله على الموقف الدولي تجاه البرنامج النووي الإيراني، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الخميس، نقلاً عن مصادر استخباراتية أوروبية، أن التقييمات الأولية بعد الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تشير إلى أن مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب لم يتعرض لتدمير واسع، بل بقي "سليمًا إلى حد كبير".

توزيع اليورانيوم يقلص فعالية الضربة الأميركية

أفاد المسؤولان الأوروبيان للصحيفة أن المخزون الإيراني، البالغ نحو 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من مستوى صناعة السلاح النووي، لم يكن متمركزًا فقط في منشأة "فوردو" وقت الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي. وأكدت التقييمات أن هذا اليورانيوم كان موزعًا على عدة مواقع، ما أضعف من فاعلية الضربة الأميركية في تحقيق هدفها.

تشكيك في تصريحات ترمب عن "محو" البرنامج النووي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد أعلن، عبر منصته "تروث سوشال"، أن الضربات الجوية الأميركية "دمرت" البنية النووية الإيرانية، واصفًا العملية بأنها قضت على قدرات إيران النووية. لكنه شدد على أن عملية نقل المواد النووية تحتاج وقتًا طويلاً بسبب خطورتها ووزنها الكبير، ما يوحي بأنه لم يكن هناك وقت كافٍ أمام الإيرانيين لإخلاء المنشآت.

تقارير استخباراتية تشير إلى "أضرار واسعة لا تدمير كامل"

أوضحت "فاينانشال تايمز" أن الدول الأوروبية تنتظر تقريرًا استخباراتيًا نهائيًا عن حجم الأضرار، فيما تشير المعطيات الأولية إلى وقوع أضرار واسعة في منشأة "فوردو"، لكنها لم تصل إلى مستوى التدمير الكامل. وتقع "فوردو" تحت جبل قرب مدينة قم، ما يجعلها محصنة بشكل كبير، وهو ما قلص من فعالية القنابل الخارقة للتحصينات التي استخدمتها الولايات المتحدة.

منشآت متعددة استهدفتها الضربات الأميركية

الضربات الأميركية شملت أيضًا منشأة "نطنز"، وهي من المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى استهداف مفاعل "أصفهان" بواسطة صواريخ "كروز"، حيث يستخدم المفاعل في دورة تحويل الوقود النووي وعمليات التخزين. ورغم ذلك، لم تؤكد أي جهة حتى الآن تدميرًا كاملاً للبنية النووية الإيرانية.

تقييم استخبارات الدفاع الأميركية: التأثير مؤقت

سبق أن أشارت تسريبات من الاستخبارات الدفاعية الأميركية إلى أن البرنامج النووي الإيراني "تضرر" فقط، وأن التأثير المحتمل سيستمر لبضعة أشهر، وهو ما رفضه ترمب، معتبرًا أن المواقع النووية الإيرانية "دُمرت بالكامل". لكنه لم يقدم دليلًا ملموسًا على ذلك، ما زاد من غموض الموقف الأميركي.

موقف متباين من حلفاء الولايات المتحدة

رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، إيال زامير، صرح الأربعاء بأن البرنامج النووي الإيراني "تضرر بشكل كبير وواسع وعميق"، وتراجع لعدة سنوات. إلا أن خبراء غربيين حذروا من أن إيران قد تكون ما تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم، خاصة إذا كانت قد قامت بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في مواقع سرية.

مدير الوكالة الذرية: أضرار كبيرة لكنها ليست مدمرة

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، قال لإذاعة فرنسا، الخميس، إن البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار كبيرة بالفعل، لكنه شدد على أن الادعاء بأنه "تم تدميره بالكامل" هو مبالغة، ويحتاج إلى تدقيق أوسع.

تفاصيل المخزون النووي الإيراني قبل الضربة

وفقاً للخبراء، فإن الـ408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والتي كانت قريبة من مستوى 90% اللازم لصنع سلاح نووي، كانت موزعة على منشآت "فوردو"، "نطنز"، و"أصفهان". أما إجمالي المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب فيصل إلى أكثر من 8800 كيلوجرام، أغلبه مخصب بمستويات منخفضة.

صور الأقمار الصناعية تؤكد تضرر فوردو دون كشف حجم الضرر الكامل

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التُقطت لمنشأة "فوردو" بعد الضربات الأميركية، مداخل مغطاة بالتراب وحفر تشير إلى نقاط اختراق القنابل الأميركية، التي تزن نحو 30 ألف رطل. كما أظهرت الصور تضررًا واضحًا في الطرق المؤدية إلى المنشأة.

غموض في الموقف الأميركي وعدم مشاركة للمعلومات

ثلاثة مسؤولين أوروبيين أكدوا أن الولايات المتحدة لم تزود حلفاءها الأوروبيين بمعلومات استخباراتية حاسمة بشأن ما تبقى من القدرات النووية الإيرانية. كما لم تقدم واشنطن تصورًا واضحًا بشأن استراتيجيتها المقبلة في التعامل مع طهران، ما جعل سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إيران "معلقة"، في انتظار مبادرة دبلوماسية أميركية جديدة.

محادثات محتملة لكن بدون آمال كبيرة

أشار الرئيس الأميركي ترمب، الأربعاء، إلى احتمال الحديث مع إيران الأسبوع المقبل، لكنه أضاف أن "التوصل إلى اتفاق لم يعد ضروريًا" بعد الضربات. ويعكس هذا التصريح توجهًا نحو موقف أكثر تصلبًا من واشنطن، وسط استمرار حالة من الترقب والقلق الدولي.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة