اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

سوداني يعلق 41 يومًا في مطار إسطنبول.. والسبب سيصدمك

سوداني يعلق 41 يومًا في مطار إسطنبول.. والسبب سيصدمك

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

في واقعة إنسانية نادرة تُذكّر بفيلم "المحطة" (The Terminal) الشهير الذي جسّده الممثل الأمريكي توم هانكس، علق مواطن سوداني في صالة المغادرة بمطار إسطنبول الدولي لمدة 41 يومًا متواصلًا، وسط صمت إعلامي غريب وتجاهل تام من الجهات المعنية.

من الخرطوم إلى دمشق.. ثم إلى "التيه"

بدأت القصة حينما غادر المسافر السوداني بلاده متجهًا إلى العاصمة السورية دمشق، عبر رحلة جوية تتطلب التوقف ترانزيت في إسطنبول، لكن المفاجأة كانت في تعليق الرحلات الجوية إلى سوريا مؤخرًا، ما أدى إلى إلغاء رحلته الثانية، وتركه عالقًا في مطار إسطنبول الدولي منذ أواخر مايو الماضي.

لا يستطيع الدخول.. ولا العودة

وبحسب ما أوردته منصة "هافا" التركية المتخصصة في أخبار الطيران المدني، فإن المسافر لم يستوفِ شروط الدخول إلى الأراضي التركية، كما لم يُصنَّف ضمن فئة "الإعادة"، وهي الفئة التي تُتيح إعادة المسافرين إلى بلدانهم الأصلية.

وفي ظل هذا المأزق الإداري، رفضت شركة الطيران التي جاء على متنها إعادة نقله إلى السودان، وتركته وحيدًا يواجه المجهول في صالة الانتظار، دون تذكرة، ودون وجهة، ودون أي قدرة مالية على الخروج من الأزمة.

41 يومًا داخل المطار.. بلا تذكرة ولا موارد

خلال فترة احتجازه القسري داخل المطار، عانى المسافر من نقص الموارد المالية، إذ لم يكن قادرًا على شراء تذكرة جديدة أو التواصل مع ذويه بشكل فعّال، ما جعله ينام ويأكل ويقضي أيامه داخل صالة المطار الدولية، وسط عشرات المسافرين العابرين.

وتُشير بعض التقارير إلى أن هناك مسافرين آخرين في أوضاع مشابهة داخل المطار، إلا أن قصصهم لم تحظَ بالاهتمام الكافي، على الرغم من أنها تعكس أزمة إنسانية صامتة في قلب واحد من أكبر مطارات العالم.

تجاهل إعلامي رغم رمزية الحادثة

ما يُثير الدهشة هو أن هذه الحادثة، على الرغم من طابعها الإنساني البالغ وشبهها المباشر بقصة "The Terminal"، لم تحظَ بأي تغطية إعلامية تذكر، سواء من وسائل الإعلام التركية أو العربية، ما فتح باب التساؤلات حول أسباب هذا التعتيم أو التجاهل.

السياق السوداني.. الهروب من الحرب واللجوء للمجهول

تأتي هذه القصة في سياق موجة نزوح واسعة من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث يسعى الآلاف من السودانيين للفرار من جحيم الحرب، باحثين عن الأمان، فرص العمل، أو الهروب إلى أوروبا عبر محطات مثل تركيا.

وتُعد إسطنبول محطة عبور رئيسية لكثير من السودانيين الذين يحاولون اللجوء إلى أوروبا أو بدء حياة جديدة في المهجر، وهو ما يضاعف من احتمالات الوقوع في مثل هذه السيناريوهات الكارثية لمن لا يملكون أوراقًا قانونية مكتملة أو موارد مالية كافية.

شركات الطيران تحت المجهر

أشارت منصة "هافا" إلى أن بعض شركات الطيران تتخلّى عن المسافرين في حال عدم استيفائهم الشروط، وتتركهم عالقين في صالات الانتظار، دون تقديم أي دعم لوجستي أو مالي، وهو ما يطرح أسئلة قانونية وأخلاقية خطيرة حول مسؤولية هذه الشركات تجاه الركاب.

وبينما يُضطر البعض لشراء تذاكر جديدة مع شركات أخرى، فإن الآلاف يواجهون خطر التشرد داخل المطارات في حال تعذر ذلك، كما حدث مع الراكب السوداني الذي استمر في الانتظار القسري لأكثر من شهر ونصف.

نهاية مؤقتة.. العودة إلى السودان

وأكدت "هافا" في ختام تقريرها أن الراكب السوداني في طريقه للعودة إلى بلاده بعد أن قضى نحو 41 يومًا داخل المطار، دون الكشف عن هويته أو تفاصيل إضافية بشأن من ساعده على الخروج من هذه المحنة.

ويبقى السؤال الأهم: من يتحمل مسؤولية إنقاذ هؤلاء العالقين في المطارات؟ وهل يمكن أن تتحول هذه القصة من مأساة إلى منبّه للسلطات والمنظمات الإنسانية لإعادة النظر في آليات التعامل مع الركاب المجهولين في زمن الحروب والانهيارات؟

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة