سلطان القراء.. مصر تودع أحد أشهر أعلام التلاوة
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
أرقام مرعبة من قلب المستشفيات.. الكوليرا تحاصر العاصمةمصر – نبض السودان
فُجع الوسط الديني والقرآني في مصر والعالم العربي بوفاة القارئ الشيخ السيد سعيد، أحد أبرز قراء القرآن الكريم المعروفين بصوته العذب وتلاوته المؤثرة، والذي غيّبه الموت اليوم عن عمر ناهز 82 عامًا، بعد رحلة طويلة مع مرض الكلى، تاركًا خلفه إرثًا ضخمًا من التلاوات التي هزّت القلوب وأبكت العيون.
من ميت مرجا إلى آفاق العالم الإسلامي
ولد الشيخ السيد سعيد في عام 1943 بقرية ميت مرجا سلسيل بمحافظة الدقهلية، وكان منذ صغره من بين الفتيان النابهين، حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سن التاسعة من عمره، ليلتحق سريعًا بركب كبار القراء، ويُذيع صيته في محافظة دمياط أولًا، ثم في أرجاء الجمهورية، ومنها إلى العديد من دول العالم الإسلامي، حيث اعتُبر سفيرًا لصوت مصر القرآني إلى المحافل الدولية.
صوت استثنائي وتلاوة لا تُنسى
عرف الشيخ السيد سعيد بلقب "سلطان القراء"، وهو اللقب الذي لم يكن من فراغ، إذ تمتع بصوت فريد جمع بين الخشوع والتأثير، واشتهر بتلاوته المؤثرة لسورة يوسف، والتي كانت تُبكي المستمعين وتغمرهم بالسكينة. واعتبره كثيرون من تلاميذ الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالباسط عبدالصمد من حيث النبرة والقدرة على تطويع المقامات في خدمة معاني القرآن.
محنة مرض الكلى.. ودعم رئاسي في اللحظات الصعبة
في يناير من العام 2021، تعرض الشيخ السيد سعيد لوعكة صحية شديدة بسبب معاناته المزمنة من مرض الكلى، وهو ما تطلب خضوعه لجلسات غسيل كلوي منتظمة. وخلال مكالمة هاتفية شهيرة في برنامج "آخر النهار"، كشف القارئ الراحل أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وجه بعلاجه على نفقة الدولة، تقديرًا لقيمته الكبيرة في خدمة كتاب الله.
قال الشيخ الراحل حينها: "لا أعرف كيف علم الرئيس السيسي بمرضي، لكن مدير مكتبه كلمني وقال أي شيء تحتاجه سيتم توفيره"، وأكد أن نقله إلى معهد ناصر للعلاج تم بقرار رئاسي مباشر، شاكرًا اهتمام القيادة السياسية بحالته الصحية.
لحظة وداع.. العالم الإسلامي ينعى صوتًا لن يتكرر
فور إعلان الوفاة، نعت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم برئاسة الشيخ محمد صالح حشاد، الشيخ السيد سعيد، ووصفت وفاته بأنها خسارة لا تعوض في عالم التلاوة القرآنية. وقالت النقابة في بيانها: "نسأل المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم من خدمة جليلة لكتاب الله".
كما أكدت النقابة أن الشيخ الراحل كان من أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، داعية للأمة الإسلامية أن تحتسبه عند الله، فقد عاش حياته في خدمة القرآن وقرّب بين المسلمين وكتاب الله بصوته الفريد.
إرث خالد في ذاكرة الأمة
برحيل الشيخ السيد سعيد، تطوي الأمة الإسلامية صفحة مشرقة من صفحات فن التلاوة القرآنية، التي كان من أعمدتها الراسخة. لكن صوته سيبقى خالدًا عبر التسجيلات، وستظل تلاواته تُسمع في المساجد، والمحافل، والإذاعات، والبيوت، ليظل صوته جسرًا روحيًا يصل قلوب المسلمين بكلام الله.
ترك الشيخ السيد سعيد وراءه إرثًا صوتيًا زاخرًا سيظل مادة ثمينة لدارسي المقامات ومحبي فن التلاوة الأصيلة، وسيبقى منارة تهتدي بها أجيال القراء الجدد في مشوارهم مع كتاب الله.