ظاهرة فلكية لا تتكرر كثيراً في سماء العالم الأحد المقبل
klyoum.com
أخر اخبار السودان:
بالطاقة القصوى.. تشغيل عاجل لهذه المستشفيات في الخرطوممتابعات- نبض السودان
يشهد العالم مساء الأحد المقبل الموافق 7 سبتمبر، ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في خسوف كلي للقمر يمكن متابعته بالعين المجردة دون الحاجة لأي أدوات خاصة، حيث يُعد من أبرز الأحداث الفلكية لهذا العام. ويتزامن الخسوف مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول 1447هـ، فيما تستمر مراحله لأكثر من خمس ساعات متواصلة.
ذروة الخسوف وظاهرة تغطية كاملة للقمر
أكد الدكتور محمد غريب، أستاذ أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن القمر سيغيب كلياً داخل ظل الأرض بنسبة 136.2% عند ذروة الخسوف، موضحاً أن الظل سيغطي مساحة أكبر من قرص القمر نفسه. وأشار إلى أن هذه الظاهرة الفريدة تمنح مشهداً بديعاً يمكن متابعته بالعين المجردة دون أي خطورة على النظر، بخلاف كسوف الشمس الذي يحتاج إلى وسائل حماية خاصة.
توقيت بداية ونهاية الخسوف
تبدأ أولى مراحل الظاهرة عند الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة بدخول القمر منطقة شبه الظل، يعقبها بداية الخسوف الجزئي عند 7:27 مساءً. ويكتمل الخسوف الكلي عند الساعة 8:31 مساءً ليصل إلى ذروته في تمام الساعة 9:12 مساءً. وبعدها يبدأ القمر بالخروج تدريجياً من ظل الأرض حتى تنتهي الظاهرة تماماً عند الساعة 11:55 مساءً.
وأشار الدكتور غريب إلى أن مرحلة الخسوف الكلي ستستمر ساعة و22 دقيقة تقريباً، وهي اللحظة التي سيبدو خلالها القمر مظلماً تماماً.
الخسوف يُشاهد من معظم قارات العالم
تكون الظاهرة مرئية بوضوح في المناطق التي يظهر فيها القمر وقتها، وتشمل أفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا والأميركتين، إضافة إلى المحيطات والقطبين الشمالي والجنوبي. ويرى علماء الفلك أن مثل هذه الظواهر تعزز الاهتمام العام بعلوم الفضاء وتتيح للمهتمين فرصاً نادرة للرصد والمتابعة المباشرة.
أهمية الخسوف في الحسابات الفلكية
وأوضح الدكتور غريب أن خسوف القمر يساعد في تأكيد بدايات الأشهر الهجرية، حيث لا يحدث إلا عندما يكون القمر في طور البدر وعلى خط واحد مع الأرض والشمس عند إحدى العقد المدارية. وفي هذه الحالة يدخل القمر كلياً في ظل الأرض، ليبدو مظلماً في مشهد يترقبه الفلكيون والمهتمون.
مراحل يمكن ملاحظتها بالعين المجردة
من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد الفتاح، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن المرحلة الأولى من دخول القمر إلى شبه ظل الأرض لن تكون مرئية بالعين المجردة. لكن بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 7:27 مساءً ستُظهر بوضوح سواد ظل الأرض على الحافة الشرقية لقرص القمر. وأضاف أن اكتمال الخسوف عند الساعة 8:31 مساءً سيجعل القمر في وضع الإعتام الكامل حتى يبلغ ذروته في التاسعة و12 دقيقة مساءً.
سبب ظهور القمر باللون الأحمر أو البرتقالي
وحول سبب اكتساب القمر اللون الأحمر الدموي أو البرتقالي خلال الخسوف، أوضح أستاذ أبحاث الشمس أن ذلك يعود إلى الغازات والأتربة في الغلاف الجوي للأرض، حيث تعمل على انكسار أشعة الشمس، ما يمنح القمر هذا المظهر المميز.
احتفالية علمية في مصر
وفي إطار الاهتمام بهذه الظاهرة، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر عن تنظيم احتفالية علمية يوم 27 من الشهر الجاري، حيث سيتم فتح أبواب المعهد أمام المواطنين لمتابعة الخسوف عن قرب. كما ستُعقد ندوات ومحاضرات علمية لتوضيح الظاهرة الفلكية وأهميتها العلمية والفلكية.
ظاهرة استثنائية تترقبها البشرية
يصف علماء الفلك خسوف 7 سبتمبر بأنه ظاهرة استثنائية تتيح للإنسان فرصة مشاهدة واحدة من أعظم المشاهد الطبيعية في الكون. وستستمر هذه الظاهرة 5 ساعات و27 دقيقة، وهي مدة طويلة نسبياً تسمح لعشاق الفلك برصد المراحل المختلفة للخسوف بتفاصيل دقيقة.
بين العلم والجمال الكوني
يرى الخبراء أن هذا الحدث يجمع بين الأهمية العلمية والمتعة البصرية، حيث يوضح التوازن الدقيق بين الأرض والقمر والشمس، كما يقدم فرصة لتعزيز الوعي بعلوم الفضاء بين الأجيال المختلفة، وخاصة الأطفال والشباب.