اخبار السودان

نبض السودان

سياسة

دفع دون لمس أو تفكير… الذكاء الاصطناعي يدخل جيبك

دفع دون لمس أو تفكير… الذكاء الاصطناعي يدخل جيبك

klyoum.com

متابعات- نبض السودان

كشفت شركة "فيزا" العالمية عن رؤيتها الثورية للمستقبل القريب، حيث لن يحتاج المستهلك إلى إخراج محفظته أو حتى هاتفه للدفع، بل ستتولى بطاقاته الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي هذه المهمة بالكامل، في نقلة نوعية تعيد تعريف تجربة الشراء من الأساس.

تسوّق بدون محفظة… ولا حتى لمسة واحدة

في إعلان كبير تحت عنوان "إطلاق منتج جديد" (The Product Drop)، أعلنت "فيزا" أن مستقبل التجارة لم يعد خيالاً علمياً، بل واقعاً تتبناه الشركة من خلال تطوير بطاقات ائتمان تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يسمح للمستهلك بالشراء والخروج دون الوقوف في طوابير أو استخدام الهاتف.

هذه التكنولوجيا الجديدة لا تقتصر على الشراء داخل المتاجر فقط، بل تمتد لتشمل الإنترنت، حيث يكفي تمرير المستخدم عبر منصة رقمية لإتمام عملية الشراء تلقائياً، دون أي تدخل يدوي.

ذكاء اصطناعي يشتري عنك… قبل أن تطلب

في قلب هذه الرؤية الجديدة، تكمن فكرة الانتقال من "الدفع التلقائي" إلى "الدفع التوقعي"، فبطاقات "فيزا" الجديدة ستكون قادرة على فهم تفضيلات المستهلك والتنبؤ باحتياجاته بناءً على البيانات السياقية مثل الموقع والجدول الزمني وحتى المقاييس الحيوية.

قال أحد مسؤولي "فيزا": "تخيل أن بطاقتك تشتري لك فنجان قهوتك اليومي قبل أن تطلبه"، وهو أمر لم يعد ضرباً من الخيال، خصوصاً مع توقعات 75% من المستهلكين، بحسب دراسة من "ماكنزي"، بتجارب شراء مخصصة بالكامل.

بطاقة تشتري وقودك… وثلاجتك تطلب الحليب

تعمل "فيزا" على تطوير بطاقات قادرة على التفاعل مع واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وأجهزة الاستشعار في المتاجر أو السيارات أو المنازل الذكية. فعلى سبيل المثال، عندما يوشك وقود سيارتك على النفاد، تقترح البطاقة الذكية محطة الوقود الأرخص، وتقوم بالدفع تلقائياً عند الوصول.

وفي سيناريو منزلي، يمكن للثلاجة اكتشاف نفاد الحليب، وتقديم طلب شراء عبر الإنترنت، والدفع باستخدام البطاقة الذكية نفسها، دون تدخل المستخدم.

"فيزا": الدفع سيكون في كل جهاز وكل لحظة

ولتفعيل هذا التحوّل، تستثمر "فيزا" في بناء شبكة قوية من خدمات التشفير "Tokenization" وواجهات برمجة التطبيقات، ما يتيح دمج الدفع داخل تطبيقات اللياقة البدنية، الساعات الذكية، وحتى الأجهزة المنزلية، ليصبح كل جهاز متصل نقطة بيع.

في هذا السياق، أوضحت الشركة: "لم نعد نطمح فقط لأن نكون في كل مكان تريد أن تكون فيه، بل نهدف إلى أن نكون في كل مكان توجد فيه أجهزتك".

حماية خصوصية المستخدم في صدارة الأولويات

رغم التطور الكبير، تدرك "فيزا" التحديات التي ترافق الأتمتة، خصوصاً ما يتعلق بالخصوصية ومنع الاحتيال. لذلك تؤكد الشركة أن للمستخدم كامل التحكم في طريقة عمل البطاقة، مع إمكانية ضبط الإنفاق وتفعيل التنبيهات اللحظية.

كما تعتمد "فيزا" على أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لرصد الاحتيال، تراقب يومياً أكثر من 500 مليون معاملة، لحماية المستهلك بنفس الكفاءة التي تدير بها الدفع.

لماذا تراهن "فيزا" على الأتمتة بهذا الشكل؟

وفقاً لموقع "ستاتستا"، من المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الإلكترونية العالمي 8 تريليونات دولار بحلول 2027، بينما تعالج "فيزا" حالياً ما يفوق 14 تريليون دولار سنوياً. لذلك، لم تعد المنافسة على الحجم فقط، بل على الابتكار وتجربة المستخدم.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها "فيزا" أن 64% من المستهلكين يشعرون بالراحة تجاه السماح للذكاء الاصطناعي بالمساعدة في قرارات الشراء، خاصة في المشتريات الروتينية، وتزداد هذه النسبة بين جيل "زد"، ما يعكس تغيراً في علاقة المستهلك بالتكنولوجيا والثقة الرقمية.

من الدفع كخطوة نهائية إلى الدفع كجزء من التجربة

تسعى "فيزا" من خلال هذه المبادرة إلى تحويل الدفع من كونه الخطوة الأخيرة في عملية الشراء إلى جزء مدمج منذ البداية، يعتمد على السياق والنوايا والتكنولوجيا. فالمستهلك لن يُجبر بعد الآن على التفكير في "كيف" و"متى" و"أين" يدفع، بل ستتولى أجهزته الذكية هذه المهام نيابة عنه.

ورغم أن التطبيق الكامل لهذا المفهوم سيستغرق وقتاً، خاصة في ظل ضرورة وجود أطر تنظيمية صارمة لحماية الخصوصية، فإن ملامح المستقبل أصبحت واضحة: لا مزيد من الوقوف في الطوابير، ولا الحاجة لحمل النقود أو حتى الهاتف.

تساؤلات المستقبل: هل سندفع أم تُدفع عنا؟

ما تطرحه "فيزا" ليس فقط تقنية جديدة، بل فلسفة جديدة في العلاقة بين الإنسان والشراء، وفي السؤال الجوهري: "هل المستقبل يتجه نحو عالم لا يحتاج فيه الإنسان إلى الدفع بنفسه؟"، حيث تنوب عنه أجهزته التي تعرفه أكثر مما يعرف نفسه.

*المصدر: نبض السودان | nabdsudan.net
اخبار السودان على مدار الساعة