اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
واشنطن تُحضّر لخارطة طريق جديدة تلتقي جزئيًا مع الطرح السوداني الرسمي
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تحركات أمريكية متسارعة تهدف لصياغة تسوية سياسية جديدة للأزمة السودانية، تقوم على مبدأ تجميد الصراع على ما هو عليه، في ظل سعي واشنطن لمنافسة النفوذين الروسي والصيني في القارة الأفريقية، خصوصًا على ساحل البحر الأحمر.
تحركات في واشنطن وتأجيل لاجتماع مفصلي
أفادت المصادر أنه تم تأجيل اجتماع رباعي كان مقررًا عقده في 20 يوليو إلى 29 من الشهر ذاته، ويضم كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر، قطر، وبريطانيا. الاجتماع المرتقب سيناقش الرؤية الأمريكية للتسوية، في ظل خلافات بين طرح واشنطن وخارطة الطريق السودانية الرسمية التي تم عرضها في قمة بغداد العربية في مايو الماضي.
التسوية الأمريكية: تنازلات متبادلة أم تجميد دائم؟
المقترح الأمريكي يركز على:
وقف فوري للأعمال العدائية،
ثم بدء مفاوضات مباشرة بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
في المقابل، الطرح السوداني الرسمي يشترط:
انسحاب الدعم السريع من المدن والمناطق التي يسيطر عليها،
رفع الحصار عن الفاشر،
وقف الدعم العسكري للدعم السريع من دول إقليمية،
ثم بدء حوار سياسي سوداني سوداني شامل.
واشنطن تستعين بقطر وبريطانيا وتستبعد الإيقاد
في مشهد يعكس إعادة ترتيب أوراق الوساطة، استعانت واشنطن بقطر وبريطانيا في المسار الجديد، وسط غياب تام لمنظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي، رغم أن الحكومة السودانية كانت قد سلّمت خارطة الطريق لهذين الكيانين الإقليميين.
ترامب يعود للواجهة… من أجل نوبل؟
ووفقًا لمصادر أمريكية، فإن التحركات الحالية يقودها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الطامح إلى نيل جائزة نوبل للسلام من خلال إنهاء النزاعات المسلحة حول العالم، على غرار ما حصل في ملف التطبيع بين إسرائيل ودول عربية خلال ولايته السابقة.
تخوفات من 'اتفاق إطاري جديد'… وردود فعل غاضبة
حذر رئيس التحالف الوطني، د. تجاني سيسي، من عودة ما سماه 'الاتفاق الإطاري بشكل جديد'، مؤكدًا عبر منشور على منصة X أن 'ما يُطبخ في الخفاء لا يتسق مع مصالح البلاد، ويحاول ابتسار الانتصارات التي حققها الشعب السوداني'.
كما عبّر الكاتب والصحفي عبدالماجد عبدالحميد عن قلقه من المخطط الأمريكي، داعيًا الحكومة السودانية إلى الخروج من 'وضع الصامت' وتسمية ناطق رسمي لتحذير الشعب مما وصفه بـ'المؤامرة الرباعية'، والتي أقحمت الإمارات ضمن الثلاثي الأمريكي السعودي المصري.
هل تنجح واشنطن في فرض تسوية شاملة؟
أشار مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيعقد قريبًا اجتماعًا على مستوى وزراء خارجية الدول الست بشأن السودان، مؤكدًا أن 'الحل لن يكون عسكريًا ولا يمكن أن يكون على حساب طرف دون الآخر'. وأضاف: 'لا بد أن يشارك الكل في صناعة هذا الحل، وهي الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة'.
وفي ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى الاجتماع المرتقب في واشنطن، والذي قد يرسم معالم جديدة للمشهد السوداني، في ظل حالة عدم يقين داخلي وغموض خارجي.