اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت صحيفة 'الجارديان' البريطانية عن تقارير مروعة حول الأوضاع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، واصفة المدينة بأنها أصبحت أشبه بـ 'مسرح جريمة ضخمة'، حيث تتراكم 'أكوام كبيرة من الجثث في شوارعها'.
وأكد التقرير أن مجازر مليشيا الدعم السريع حولت المدينة إلى ما يشبه 'مسلخ'، مشيراً إلى أن مصير ما يصل إلى '150 ألفاً من سكان الفاشر لا يزال مجهولاً'.
تقديرات مروعة: 60 ألف قتيل و150 ألف مفقود
بعد ستة أسابيع من سيطرة مليشيا الدعم السريع على المدينة، أشار التقرير إلى أن الجثث يتم جمعها في عشرات الأكوام في انتظار دفنها في مقابر جماعية أو حرقها في 'حفر ضخمة'. ومع استمرار إغلاق الفاشر أمام الغرباء، بما في ذلك 'محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة'، كشفت أدلة 'الأقمار الصناعية' عن شبكة من حفر الحرق والدفن التي تم حفرها حديثاً للتخلص من أعداد كبيرة من الجثث. وفيما لا يزال العدد النهائي لقتلى المذبحة غير واضح، فقد أُطلع البرلمانيون البريطانيون على أن ما لا يقل عن '60 ألف شخص قتلوا في الفاشر'. وقالت سارة شامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم، إن التقدير المنخفض يشير إلى مقتل 60 ألف شخص في الأسابيع الثلاثة التي تلت الهجوم.
الفاشر مدينة أشباح والأسواق مليئة بالأعشاب
أكد التقرير أن مصير ما يصل إلى 150 ألفاً من سكان الفاشر لا يزال مجهولاً منذ سقوط المدينة في أيدي مليشيا الدعم السريع في 26 أكتوبر، ولا يُعتقد أنهم غادروا المدينة، مما يثير 'تكهنات متزايدة التشاؤم حول مصيرهم'. وقال ناثانيل ريموند، مدير مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية في جامعة ييل، الذي يحلل صور الأقمار الصناعية، إن المدينة أصبحت 'فارغة بشكل مخيف'.
وتشير أحدث تحليلات جامعة ييل إلى أن الأسواق التي كانت تعج بالحركة أصبحت الآن غير مستخدمة لدرجة أنها 'أصبحت مليئة بالأعشاب'، ويبدو أن جميع الماشية قد تم نقلها خارج المدينة. وقد أعلن خبراء دوليون أن المدينة في 'حالة مجاعة'.
احتجاز مدنيين وعرقلة دخول المساعدات
تحدثت صحيفة الجارديان إلى مصادر وصفت 'احتجاز سكان الفاشر في مراكز احتجاز' بالمدينة، رغم أن أعداد المحتجزين لا تزال صغيرة.
وكان مسؤولو مليشيا الدعم السريع قد تعهدوا بالسماح للأمم المتحدة بالدخول لتقديم المساعدات والتحقيق في الفظائع، لكن المدينة لا تزال خارج حدود المنظمات الإنسانية ومسؤولي الأمم المتحدة. ونقل التقرير عن مصدر في الأمم المتحدة قوله: 'لا توجد ضمانات للمرور الآمن أو حماية المدنيين أو عمال الإغاثة' في الوقت الحالي.
ويُفهم أن قوافل المساعدات على أهبة الاستعداد في البلدات المجاورة، في ظل استمرار المفاوضات مع مليشيا الدعم السريع لتقديم ضمانات أمنية، وهو ما رفضته المليشيا حتى الآن.
تجديد الدعوات للتحقيق في جرائم الحرب
أكد خبراء حقوق الإنسان أن ما حدث في الفاشر من المرجح أن يكون 'أسوأ جريمة حرب' في الحرب الأهلية السودانية، التي تتسم بالفعل بالفظائع الجماعية والتطهير العرقي.
وتأتي هذه التطورات في ظل تجدد الدعوات لإجراء تحقيق شامل في الهجوم الذي شنته مليشيا الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين قبل ستة أشهر.
ووثّق تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية كيف استهدفت مليشيا الدعم السريع المدنيين، و'احتجزت رهائن، ودمّرت مساجد ومدارس' خلال الهجوم، ودعت المنظمة إلى 'التحقيق مع مليشيا الدعم السريع بتهمة ارتكاب جرائم حرب'.
