بخاري بشير يكتب: الإسلاميون في حملة إطلاق سراح د. نافع!

عندما أعلن الدكتور محمد طاهر ايلا القيادي الاسلامي والشرقاوي و(المؤتمر الوطني) البارز عن عودته برسالة طرحها في الأسافير؛ ضج القحتاويون؛ وازداد صراخهم بأن الوطني عاد.. وهو الحزب الـ (محلول).. ثم عاد الدكتور ايلا؛ وأحدث استقباله حالة من (الهلع) طالت جميع أهل اليسار ومن والاهم؛ وزادت (خيباتهم) عندما خرج أهل الشرق؛ وذوو ايلا ومحبوه؛ لمعانقته على ارض مطار بورتسودان؛ ونقلت الوسائط الصور والفيديوهات؛ وكان الاستقبال اسطورياً؛ ومثل نقطة فارقة بين الأمس واليوم.. أمس (الشيطنة).. واليوم (الوعي).

وقلناها؛ ولا زلنا نكررها إن ما حبب أهل السودان لقيادات الوطني؛ واعلانهم ذلك بالصوت والصورة.. هو(المقارنة) بين عهد البشير وعهد قحت؛ وأهل السودان يذكرون الماضي الذي كان (سمح وزين).. وهم الآن يعيشون في (أسوأ) مرحلة يمكن أن يتخيلها الانسان.. الفشل يتمدد في كل شي (الخدمات؛ والصحة والتعليم والمعاش والأمن)؛ وصار حال الناس في بلادي أسوأ من حال اللاجئين في المنافي.. ومعلوم أن الوطن هو الأرض التي تقدم لمنسوبيها الحياة السهلة والرغيدة؛ وتحميهم من جور الأيام.. فماذا قدمت حكومات ما بعد الثورة منذ حمدوك الأولى والثانية؛ مروراً بسلام جوبا؛ ونهاية باجراءات اكتوبر 2021؛ وما تلاها؛ وحتى اليوم؟ الاجابة يعلمها الجميع.

تباكى القحتاويون على عودة ايلا؛ مثلما تباكوا على حكم القضاء العادل باسترجاع المفصولين؛ واعادة الممتلكات التي نزعتها (لجنة التمكين.). وللأسف أن القضاء حتى اليوم.. لم يسأل عن المال (المضاع) الذي بددته اللجنة؛ منذ ليلة استلامها للمهمة؛ ومروراً بكل سنوات (الغفلة).. أموال كثيرة لا يعرف مصيرها أحد؛ ومؤسسات وشركات ومزارع؛ كان انتاجها اليومي يملأ الأسواق.. أين ذهب كل هذا؟

وكلما اصدر القضاء العادل حكماً لصالح المؤتمر الوطني وقياداته؛ أو استرجاع أموالهم وشركاتهم؛ ارتجفت أوصال قحت؛ واصتكت أسنانها؛ وكلما عاد غائباً منهم كمحمد طاهر ايلا؛ اهتزت فرائصهم بالخوف؛ وقد صرخ عرمان أن عودة ايلا واستقباله هي تدشين لعودة الوطني حزباً حاكماً.. وماذا اذا عاد فعلاً ولكن بطلب من الجماهير وليس النخب المسيسة.؟

القحتاويون يخافون من يوم غد؛ الذي سيقول فيه القضاء كلمته؛ ويطلق سراح جميع الشرفاء.. د. نافع علي نافع؛ ومولانا احمد هارون؛ والبشير ورفاقه.. لأن المحاكمات لن تستمر الى ما لا نهاية؛ ولا بد أن يقول القضاء كلمته.. بالأمس عاد ايلا؛ وغداً يعود آخرون.. وما لا يشك فيه أحد أن الأبرياء سينالون حريتهم يوماً ما.

لا ندري ماذا سيقول عرمان؛ وبماذا سيصرح وجدي صالح؛ عندما يطالعون تدشين حملة اطلاق سراح الدكتور نافع علي نافع؛ والمطالب بتقديمه لمحاكمة عادلة وعاجلة.. فقد شهدت قاعة جامعة مأمون حميدة بالأمس تدافع الألوف من شباب الاسلاميين وشيوخهم وكهولهم؛ وهم يحضرون تدشين هذه الحملة؛ التي بلا شك ستعقبها حملات كثيرة قادمة.

لا يريد الاسلاميون غير تطبيق العدالة على الجميع؛ من أخطأ يحاسب ومن نال البراءة يطلق سراحه دون شرط أو قيد.. لا أحد يحابي المفسدين؛ ومن ثبت فساده ينال عقابه بالقانون والقضاء.. ولكن ليعلم أهل اليسار بكل أطيافهم أن احقاق الحق يعلو على الجميع؛ وأركان العدالة تطال الجميع بلا استثناء؛ وان وقت تسييس العدالة قد ولى ولن يعود.