×



klyoum.com
sudan
السودان  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
sudan
السودان  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار السودان

»ثقافة وفن» الانتباهة أون لاين»

أنس العاقب يكتب: أيام مع وردي

الانتباهة أون لاين
times

نشر بتاريخ:  الجمعه ٢٣ أيلول ٢٠٢٢ - ١٣:٣٧

أنس العاقب يكتب: أيام مع وردي

أنس العاقب يكتب: أيام مع وردي

اخبار السودان

موقع كل يوم -

الانتباهة أون لاين


نشر بتاريخ:  ٢٣ أيلول ٢٠٢٢ 

 اليوم الثاني …. سينما الخرطوم جنوب 1960

هو أول يوم أشاهد فيه الفنان محمد وردي في حفل جماهيري أقيم على مسرح سينما الخرطوم جنوب التي كانت معروفة بإقامة مثل هذه الحفلات الغنائية كان ذلك في خريف عام 1960 على ما أذكر

السينما كانت ممتلئة على آخرها أمها جمهور ذواق ليس من بينهم شماسة أوعنقالة لأننا نحن أبناء الطبقة الوسطى من موظفين وعمال ومثقفين وطلبة الثانويات والجامعة وغيرهم من المواطنين العاديين كنا بمثابة الترمومتر لكل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والاقتصادية ومن صلب هذه الطبقة الوسطى خرج هؤلاء الفنانون الذين جئنا سراعا لنستمتع بغنائهم الجميل في ذلك الزمان الجميل …. أحمد المصطفى ..عثمان حسين .. حسن عطية .. سيد خليفة ..إبراهيم الكاشف .. عثمان الشفيع ..إبراهيم عوض ..ومع كل هؤلاء العمالقة صعد وردي وغنى وأجاد وصفقنا له بحرارة فقد كان ذلك الشاب النحيل فارع الطول نجم الحفل بالنسبة لي ولآخرين ومنذ ذلك الوقت وقر عندي أن ظهور إبراهيم عوض كان بداية لزلزلة عروش سبقته وأما ظهور وردي بأسلوبه الغنائي الجديد فقد أفضى إلى انحسار الأضواء عن قمم من قمم الغناء وانصرف غير قليل من معجبيهم مع معجبين جدد لإبراهيم عوض ومحمد وردي ولتدور الأيام سراعا ويتقدم وردي على أنموذج إبراهيم عوض ويتربع على القمة لا ينافسه فيها أحد عقدا كاملا ثم تنازل عنه مختارا مهاجرا (مسافر في بلاد الله) منذ قيام (حكم الإنقاذ) في نهاية ثمانينات القرن الماضي مترحلا بين القاهرة وأسمرا وإديس أبابا وطرابلس وابوجا وصنعاء ليستقر به المهجر في الولايات المتحدة سنوات عددا ولكن بعد ان داهمه المرض واستبد به الشوق للوطن يعود إليه وردي وفي ظل (حكم الإنقاذ) متوسدا حب وتقدير أهله وعشيرته وملايين من محبي فنه وشخصه.

في حفل سينما الخرطوم جنوب غنى الفنانون وطربنا لغنائهم وصفقنا بقدر حرارة التجاوب مع الفنان الواقف في مواجهتنا على مسرح تلك السينما وما زلت أذكر سيد خليفة الذي تمكن من سحر الجماهير بأغنية (ليل وكأس وشفاه) للشاعر حسين عثمان منصور واتبعها باغنية (أنشودة الجن) للتيجاني يوسف بشير وعثمان الشفيع وذكريات ود القرشي ورسائل الكاشف ورائعة أحمد المصطفى (أيام زمان) وشاعرها حسين عثمان منصور، ومع انني اهتبلت فرصة وجودي في العاصمة وقررت ألا افوت هذه الفرصة بصحبة أحد الأصدقاء لنستمتع بليلة طرب أصيل وأشاهد فيها فناني المفضل أحمد المصطفى وأرى عن كثب كل أولئك النجوم الزواهر الذين كنا نحلم برؤيتهم بلحمهم وشحمهم أمامنا فقد كنا نرفعهم فوق مستوى الناس صغيرهم وكبيرهم بل كنا في نفس الوقت نقدر ونعجب بالموسيقيين من عازفين وملحنين …. برعي محمد دفع الله / حسن خواض / عزالدين علي حامد / عبدالله عربي /علي ميرغني / عبداللطيف خضر ود الحاوي/موسى محمد ابراهيم/ وكثيرين غيرهم كانوا نجوما لا تخطئهم العيون والأسماع وفي دواخي كنت اتطلع لرؤية وردي رأى العين وأستمع إليه يغني أمامي فتلك كانت المرة الأولى التي أشاهده أمامي وكان ينتابني إحساس خائب ظل يحرك في دواخلي بعض ظلال من ردود فعل سماعي الأول لأغنية ( يا طير يا طاير) برغم أن وردي قد اتجه بعد ذلك يلحن أغانيه لنفسه فقد كنت ومعي صديق من كسلا قد استوقفتنا أغنية أول غرام ( ليالي اللقاء) كلمات الموسيقار علي ميرغني عليه الرحمه يقول مطلعها:

أول غـرام يـا أجمل هدية

يا أنبل مودة يا نور عينية

حبي ما هديـتـو ولا خلى اصطفيتـو

واجمل من عيونك في الكون ما رأيتـو

هذا جزء من تلك القصيدة التي تتدفق عذوبة ورومانسية اتسم نسيجها اللحني بالبساطة والتنوع وإطلالات تجديدية أضفت على القالب الغنائي بعدا تراوح بين غناء وردي الهادئ الأسيان وبين أداء لأوركسترا الصغيرة التي شاركها العود منفردا وآلة القانون من وراء حجاب الآلات الأخرى وفي هذا السياق بدا وردي أنه سيقتحم بلا تردد محاولة التحول النغمي ونجح في ذلك في الكوبليه الرابع الأخير الذي مطلعه: ( أنا ما زلت هايم)

أستطيع القول أن أغنية أول غرام هي الأغنية التي قدمت وردي الملحن الناجح وبها سيخطو منافسا ثم متجاوزا لا لموهبته فقط ولكن لأنها موهبة كما سبق وأشرت تنطلق من مخزون ثقافي حضاري قديم وموروث مع تراكم تجارب معاصرة في السودان الكبير بالإضافة لما كانت تقدمه الشقيقة مصر في مرحلة ما بعد ثورة يوليو 1952 ثم جاء انقلاب نوفمبر1958 مجهضا الديموقراطية الأولى.

ومن حسنات ذلك النظام العسكري أنه برغم قصر مدة حكمه (6 سنوات) عرف عنه انفتاحه واهتمامه العميق بالرياضة والفنون والغناء على وجه الخصوص (افتتاح المسرح القومي وإنشاء التلفزيون وإقامة إستاد الخرطوم).

وردي إذن ينتمي لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية (1945/1939 ) ثم كان هو نتاج مرحلة الاستقلال الوطني قصيرة العمر وتشاء الأقدار ان يجد وردي نفسه ضحية لكل تلك الانقلابات العسكرية الأربعة ( 1958/ 1969/ 1971/ 1989 ) التي استولت على الحكم في السودان حتى من تلك التي أيدها ثم انقلب عليها أو انقلبت عليه ومن المفيد والمدهش ان كل تلك المحن والمواقف والاغتراب لم تحبط ذلك المبدع وردي بل زادته ثباتا وألقا وأثرت تجربته الغنائية وعمقت نظرته للحياة بواقعها السياسي والاجتماعي والفني فتحولت عنده الى فن غناء وطني رسالي في التنادي بالهتاف الثوري الصاخب أحيانا بكلمات لشاعر الوطن محجوب شريف رحمه الله:

حنتقدم ونتقدم ونرفع سد ونهدم سد واشتراكيه لآخر حـد

أو:

وبيك يا مايو يا سيف الفدا المسلول / نشق اعدانا عرض وطول

كما اتجه وردي أحيانا أخرى للشعر الرمزي الهادئ عميق المعاني التي تستجلي الحرية وتدعو لها بين مواءمة واندغام الحس العاطفي في حب جارف للوطن المحبوب أو للمحبوبة الوطن وللإنسان والإنسانية جمعاء فهو يغني لعمر الطيب الدوش:

ولما تغيب عن الميعاد

بفتش ليها في التاريخ

واسأل عنها الأجـداد

واسأل عنها المستقبل

اللسع سنينـو بعـاد

ثم بعيدا عن السياسة وهموم الوطن ظل وردي يقدم غناءً هزجاً مشبوب العاطفة مستخدما كل أشكال التلوين اللحني والغنائي بين حرارة الإيقاع وطلاقة الأداء الذي يضفيه وردىي دائما على أغنياته الخفيفة السارحة مرحا وعتابا في حديقة الكلمات الملونة وهذه التي نمنمها الشاعر إسحق الحلنقي:

الحنينة السُكرة ســمــحة والله ومـقدرة

جينا ليها نذكرا الحفلة لازم تحـــضـــرا

يمكن القول ان الشاعر إسماعيل حسن كان بمثابة عراب وردي الذي احتضنه وكتب له حوالى عشر أغنيات في العقد الأول من ظهور وردي عام 1957 وعندما اعتلى خشبة مسرح سينما الخرطوم جنوب تمنيت لو أنه غنى ( اول غرام) ولكنه بدلا منها غنى (ذات الشامة) التي ألهبت مشاعرنا وأحاسيسنا ونحن في فورة شباب جياش بعواطف مشبوبة لا تهدأ ولا تعرف النوم ومع طرب الغناء لأن أغنية ( ذات الشامة ) بكلماتها الجريئة المفعمة بلغة شاعرية جديدة كانت في الحقيقة:

تنادي ، تستحلف ، تستجدي ، توصف ، تتغزل ، تتباهى ، تتحسس

تقول كلاما ما كان ممكنا قوله إلا في أغنية ذات الشامة . قلت لصديقي الذي جاء معي للحفل: ( وردي يتغزل في محبوباتنا عديل: أنظر كيف يناديهن:

). وحياتك/ وحياتي عندك / وحياة حبك).

أخر اخبار السودان:

فنانو السودان أصوات رافضة للحروب والعنف

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1637 days old | 179,281 Sudan News Articles | 1,220 Articles in Apr 2024 | 15 Articles Today | from 20 News Sources ~~ last update: 14 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



أنس العاقب يكتب: أيام مع وردي - sd
أنس العاقب يكتب: أيام مع وردي

منذ ٠ ثانية


اخبار السودان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل