اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تواجه شركة 'جوجل' الأمريكية أزمة قانونية غير مسبوقة بعد اتهامها باستخدام مساعدها الذكي 'جيميني' في عمليات تجسس غير مشروعة على اتصالات المستخدمين الخاصة، بما في ذلك البريد الإلكتروني والمحادثات عبر 'تشات' ومؤتمرات الفيديو في تطبيق 'ميت'. الدعوى الجماعية التي رُفعت ضد الشركة في محكمة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، تتهم جوجلبانتهاك صارخ لقوانين الخصوصية عبر تشغيل 'جيميني' سراً دون علم المستخدمين أو موافقتهم
تشغيل سري لـ'جيميني' في برامج جوجل
ووفقاً لصحيفة الدعوى التي تم تقديمها مساء الثلاثاء، فإن وحدة 'ألفابت' – الشركة الأم لجوجل– قامت في أكتوبر الماضي بتفعيل أداة الذكاء الاصطناعي 'جيميني' بشكل خفي داخل تطبيقات 'جي ميل' و'تشات' و'ميت'، مما سمح لها بجمع وتحليل بيانات المستخدمين الخاصة دون إذنهم. وتوضح الدعوى أن هذه الخطوة تمت 'في الظل'، مما مكّن النظام الذكي من الوصول إلى الرسائل الإلكترونية والمرفقات والمحادثات المسجلة، وتحليلها لتحقيق مكاسب تجارية وتطوير قدراته الذاتية
الوصول الكامل إلى بيانات المستخدمين دون موافقة
تؤكد الدعوى أن 'جيميني' استغل اتصالات المستخدمين المسجلة بالكامل، بما في ذلك كل رسالة ومرفق تم إرساله أو استقباله عبر 'جي ميل'، بشكل يُعتبر انتهاكاً مباشراً لـ'قانون كاليفورنيا لانتهاك الخصوصية' الصادر عام 1967، والذي يحظر التسجيل السري للاتصالات دون موافقة جميع الأطراف المعنية. كما أشار محامو الدعوى إلى أن المستخدمين لم يتم إبلاغهم إطلاقاً بأن تفعيل الذكاء الاصطناعي سيتم بشكل تلقائي
ثغرات في إعدادات الخصوصية
من جهة أخرى، تدعي الدعوى أن جوجل لم توفر شفافية كافية بشأن كيفية تعطيل 'جيميني'، إذ يتعين على المستخدمين التنقل بعمق داخل إعدادات الخصوصية لإيقاف عمل الأداة. وهو ما جعل آلاف المستخدمين عرضة للتجسس دون علمهم، رغم أن خيار الإيقاف متاح نظرياً. واعتبرت الدعوى أن هذا الأسلوب 'مضلل ومتعمد'، إذ يجعل المستخدمين يظنون أن بياناتهم آمنة بينما هي تُستخدم لتغذية خوارزميات الشركة
جوجل في مرمى النيران القانونية مجدداً
وتأتي هذه القضية لتضاف إلى سلسلة من الدعاوى القضائية التي واجهتها جوجل في الأعوام الأخيرة حول قضايا الخصوصية وجمع البيانات دون إذن المستخدمين. وقد سبق للمحاكم الأمريكية أن غرمت الشركة في قضايا مشابهة تتعلق بتتبع المستخدمين حتى أثناء تشغيل وضع التصفح الخفي. ويرى محللون أن هذه الدعوى الجديدة قد تشكل نقطة تحول في تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي التجاري، خاصة مع توسع شركات التكنولوجيا في جمع بيانات المستخدمين دون رقابة كافية
صمت رسمي من الشركة
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر جوجل أي تعليق رسمي على الاتهامات الجديدة. وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن الشركة لم ترد على طلبات التعليق كونها خارج أوقات الدوام الرسمي. غير أن خبراء قانونيين يتوقعون أن تعتمد جوجل في دفاعها على حجة أن المستخدمين وافقوا ضمنياً على الشروط عند استخدام خدماتها
ردود فعل غاضبة من المستخدمين والناشطين
أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مستخدمون عن صدمتهم من إمكانية مراقبة محتوى بريدهم الإلكتروني ومحادثاتهم الخاصة. واعتبر ناشطون في مجال الخصوصية الرقمية أن القضية تمثل 'نقطة سوداء' في سجل جوجل ، وأنها تكشف عن هشاشة الثقة في أدوات الذكاء الاصطناعي التي يُفترض أنها تعمل لخدمة الإنسان لا لمراقبته
المطالبات القانونية والتعويضات المحتملة
تسعى الدعوى الجماعية للحصول على تعويضات مالية ضخمة لجميع المستخدمين المتضررين، بالإضافة إلى إلزام جوجل بوقف تشغيل 'جيميني' بشكل افتراضي في تطبيقاتها. كما تطالب المحكمة بإجبار الشركة على الكشف الكامل عن طبيعة البيانات التي تم جمعها منذ أكتوبر الماضي وكيفية استخدامها أو تخزينها
مستقبل الذكاء الاصطناعي أمام اختبار الخصوصية
القضية الحالية تضع صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها تحت المجهر، إذ تتصاعد المخاوف من أن الشركات التقنية الكبرى تستخدم هذه الأدوات لتوسيع سيطرتها على بيانات المستخدمين بطرق غير أخلاقية. ويرى مختصون أن الحكم في هذه القضية قد يشكل سابقة قانونية تحدد مستقبل الذكاء الاصطناعي وعلاقته بحقوق الأفراد في الخصوصية
معركة قانونية قد تهز عالم التكنولوجيا
من المنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة تطورات مثيرة في هذه القضية، خاصة مع استعداد مجموعات الدفاع عن الخصوصية والانضمام إلى الدعوى الجماعية ضد جوجل . وإذا ثبتت الاتهامات، فإن الشركة قد تواجه واحدة من أكبر الغرامات في تاريخها، وربما إعادة صياغة كاملة لطريقة عمل أدواتها الذكية


























