اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
الخرطوم- نبض السودان
وصل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس إلى العاصمة الخرطوم، في أول زيارة له منذ توليه المنصب في 19 مايو 2025، قادمًا من ولاية نهر النيل، التي كانت أولى محطاته الرسمية بعد تنصيبه. وجاءت زيارته لتفقد الأوضاع ميدانيًا في الخرطوم والبدء في ترتيبات نقل حكومة الأمل إلى العاصمة، وذلك في خطوة وصفت بأنها جريئة وتحمل دلالة قوية على رفضه الاكتفاء بالتقارير الرسمية.
لجنة عليا لتأهيل الخرطوم وتهيئتها لعودة المؤسسات
بالتزامن مع الزيارة، أصدر رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارًا بتشكيل لجنة قومية عليا برئاسة الفريق إبراهيم جابر، تتولى مهمة تهيئة ولاية الخرطوم لعودة عاجلة للمؤسسات الاتحادية وتطبيع الحياة تدريجيًا داخل العاصمة، في خطوة تؤكد حرص القيادة على استعادة مركزية الدولة ومؤسساتها.
إصرار على المعاينة الميدانية
وصل إدريس إلى الخرطوم برًا عبر الطريق القادم من مدينة عطبرة، في موقف لافت يعكس إصراره على الوقوف ميدانيًا على حجم التحديات التي تعيشها العاصمة، دون الاعتماد فقط على التقارير المكتوبة أو المرفوعة من الجهات المعنية. هذه الخطوة لاقت إشادة من مراقبين اعتبروها بداية فعلية لنهج جديد في إدارة المرحلة الانتقالية، يقوم على المباشرة والشفافية.
زيارة تاريخية لولاية نهر النيل
وكان الدكتور إدريس قد شارك في زيارة تاريخية إلى ولاية نهر النيل برفقة عضوي مجلس السيادة الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر وسلمى عبد الجبار المبارك، وهي الزيارة الأولى من نوعها التي تجمع رئيس الوزراء وعضوين من مجلس السيادة في ولاية واحدة، مما يعكس التنسيق العالي بين مؤسسات الحكم الانتقالي في هذه المرحلة الحساسة.
تقرير شامل عن الوضع الأمني في نهر النيل
قدم والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي الماجد تقريرًا شاملاً للوفد الزائر حول الأوضاع الأمنية بالولاية، وذلك خلال اجتماع عُقد بقصر الضيافة في مدينة الدامر، بحضور عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، من بينهم قائد سلاح المدفعية اللواء محمد الأمين، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ياسر البشير، إلى جانب أمين عام الحكومة عثمان محمد عثمان. واستعرض التقرير الإجراءات الأمنية المتخذة لضبط الاستقرار في الولاية.
النهضة الاقتصادية والصناعية في نهر النيل
أطلع الوالي الوفد رفيع المستوى على الطفرة التنموية والاقتصادية التي تشهدها ولاية نهر النيل، خاصة في قطاعات الزراعة والتعدين والصناعة والاستثمار. وأشار إلى أن الولاية استقبلت عشرات المصانع التي انتقلت من الخرطوم واستقرت في مدن شندي، الدامر، عطبرة وبربر، مما مكن منتجاتها من تغطية احتياجات السودان كافة، وهو ما يعكس نجاح خطة جذب الاستثمارات الداخلية رغم ظروف الحرب.
إشادة بالجيش ودوره في الميدان
حيّا والي نهر النيل القوات المسلحة السودانية التي وصفها بأنها تحقق الانتصارات في جميع محاور القتال وتطهر البلاد من التمرد، في وقت تعيش فيه البلاد ظروفًا أمنية معقدة بفعل النزاع المستمر. وقد لقيت هذه الإشادة دعمًا وتقديرًا من رئيس الوزراء الذي عبر بدوره عن امتنانه لجهود حكومة الولاية في مجالات التنمية والخدمات التي تقدمها للمواطنين رغم التحديات.
إدريس يؤسس لمرحلة جديدة في الحكم التنفيذي
زيارة رئيس الوزراء إلى الخرطوم والولايات، وقراره بالتحرك برًا لمعاينة الواقع، تعكس توجها جديدًا في الحكم القائم على التواصل المباشر مع الأرض والمواطن، وهي سياسة قد تُسهم في كسر الجمود الإداري الذي لازم مؤسسات الدولة لفترة طويلة، وتدفع باتجاه تكريس الفاعلية والشفافية في إدارة الشأن العام.
مؤشرات على انتقال فعلي لمقر الحكومة
وبحسب مراقبين، فإن وصول إدريس إلى الخرطوم يفتح الباب أمام الانتقال الفعلي لمقر الحكومة، بعد أن ظلت حكومة الأمل تمارس مهامها من خارج العاصمة، نتيجة للظروف الأمنية. وتُعد هذه الخطوة تمهيدًا حقيقيًا لعودة الدولة المركزية بكل مؤسساتها إلى العاصمة القومية، وبدء مرحلة جديدة من التعافي الوطني.
ترقب شعبي لما بعد الزيارة
المواطنون، من جهتهم، ينتظرون أن تترجم هذه التحركات السياسية إلى قرارات تنفيذية على الأرض، تنعكس إيجابًا على واقعهم اليومي، سواء في الخرطوم أو باقي الولايات. ويأمل الكثيرون أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لسياسات أكثر واقعية وارتباطًا باحتياجات الناس.