في دولة القانون وعهد الثورة.. قصف قرية في النيل الأبيض بـ(آر. بي. جي).. تفاصيل القصـــةّ!!

عرض: أم النصر محمد

(نرجو من دولة العدالة والقانون ان تؤدي دورها الكامل دون محاباة او محسوبية )…

بتلك العبارات ختم اهالي قرية في النيل الابيض شكواهم ضد والي النيل الابيض والتي تم رفعها لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فيا ترى ما الذي قام به الوالي حتى يضطر اهالي قرية تتبع له بشكواه الى حمدوك، هذا ما سوف نعرفه من خلال القصة التالية التي رواها اهالي القرية لـ (الإنتباهة) بانفسهم فاحيلكم الى تفاصيل القصة.

الترعة الخضراء

لم يكن أهل قرية (الترعة الخضراء) في ولاية النيل الابيض يتخيلون في يوم من الايام ان يكون مصير الاحسان والمعروف صاروخ (آر. بي. جي ) يضرب محول الكهرباء في منطقتهم من اناس قاموا بايوائهم عندما ضربتهم السيول والامطار.

وكلمة صاروخ (آر. بي. جي) اعنيها تماماً ــ سيدي القارئ ـــ فاهل قرية الترعة الخضراء كانوا آمنين قبيل سنوات ويسود القرية الأمن والسلام، ولكن سرعان ما تبدلت حياتهم إلى هلع وخوف ورعب وغبن واحساس بالظلم، جراء قيام مجموعة مسلحة قاسمتهم المسكن بعدما جرفت الفيضانات قريتهم، فقامت بضرب عمق قرية الترعة الخضراء بولاية النيل الأبيض بسلاح (آر. بي. جي)، وضرب السلاح المحول الكهربائي مما الحق الضرر بالقرية وأهلها وافقدهم الأمن والأمان، ودون مبالاة لوجود حكومة في الولاية، فاصبح كأنما انت تشاهد فيلماً من افلام (الكابوي) في الغرب الامريكي عندما كانت تسود شريعة الغابة هناك، وعندما لم يكن هناك قانون الا السلاح ومن يمتلكه (حكومة داخل حكومة)، مما جعل المنطقة بكاملها عرضة للحرب والدمار والفتنة وعدم الأمان، في ظل صمت الولاية وحكومتها وواليها رغم علمهم بما حدث، وتحول الامر الى قبول ضمني بما حدث دون اهتمام بدولة تعلن شعار ثورتها كمحرك للحكم فيها (حرية سلام وعدالة).

وعقب حادثة الاعتداء على القرية بـ الـ (آر. بي. جي)، تم فتح البلاغات وتم توجيه الاتهام من اهل القرية لاشخاص بعينهم بالتورط في الحادثة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالبلاغات لم تتحرك حتى الآن، وحكومة الولاية صامتة صمت القبور، وعندما حاول اهل الترعة الخضراء اللجوء للوالي لرفع مظلمتهم غض الوالي الطرف عن الامر، الشيء الذي اضطرهم للجوء لمجلس الوزراء الاتحادي لتقديم مذكرتهم للمطالبة فقط بالعدالة وتقديم الجناة للعدالة حتى لا تستفحل الامور، فماذا يا ترى سيفعل مجلس الوزراء ووزارة الداخلية عبره في هذه الواقعة التي تسمح للمواطنين بأن يحملوا قاذفات الصواريخ وهي اسلحة قتالية داخل القرى كشيء عادي؟ وتقع قرية الترعة الخضراء شمال الدويم على بعد (45) كيلومتراً من الدويم.

إيواء وإذاء

نحاول من خلال السطور التالية ان ننقل لكم رواية اهل القرية عن واقعة الـ (آر. بي. جي)، فيقول علي نور الدائم وهو من اهالي الترعة الخضراء إنه وبعد أن غمرت السيول والفيضانات أجزاءً من ولاية النيل الأبيض لاذت مجموعة من المواطنين بقرية الترعة الخضراء طالبين إيواءهم لشهرين بسبب ما أحدثته الفيضانات والسيول في منطقتهم، واستأذنوهم للمكوث شهرين، وأتى معهم والي النيل الأبيض حيث كان الضامن لهم هو وأعمام والي النيل الأبيض، وهم عبد العظيم حامد وراق وعبد الملك حامد وراق والرشيد رحمة، وكتبوا مع اهل القرية مكاتبة للمكوث شهرين، حيث مكثوا في قطعة تتبع لحرم القرية وتبلغ مساحتها (64) فداناً، وبعد انتهاء المدة المتفق عليها رفضوا الخروج من القرية، وتابع قائلاً: (قمنا بشكواهم للجهات المسؤولة، فجاءت الشرطة ومهندسو المساحة، لكن قامت المجموعة برشقهم بالحجارة وتكسير عربة الشرطة وضرب من بها)!!

المحسوبية

وبعد فرار افراد الشرطة ودون أن تأخذ أي جانٍ من الذين قاموا بالاعتداء عليها، قام اهالي القرية بتدوين بلاغ في مركز الشرطة، وبموجب تصوير فيديو تم القبض على الجناة الذين افرج عنهم في الحال بواسطة عمدة الدويم مما يدل على المحسوبية.

ويضيف نور الدائم أن لدى هؤلاء المعتدين خمسة مواقع، حيث تقع في شرق القرية قرية الرياض وغرب الموقع المتنازع عليه قرية ترتورة وجنوبها قرية البارا وجنوبها قرية توم الهندي، وكل هذه الأراضي يستخدموها استثماراً ثم ينتزعون أراضينا (مستندين على الوالي) ــ على حد قوله.

استخدام الـ (آر. بي. جي)

ويتابع نور الدائم قائلاً: (بعد أن طرقوا باب كل الجهات المسؤولة وبعد قذف عربة الشرطة، جاءت المجموعة المعتدية مرة أخرى في نفس الليلة وهم مسلحون، واستخدموا قذائف (آر. بي. جي)، حيث ضربوا عمق القرية، وتم ضرب محول الكهرباء مما نتج عنه تعطيل الحياة كاملة، حيث تسبب في خسائر كبيرة جداً بسبب قطع الكهرباء عن المنطقة، والذي بدوره تسبب في قطع المياه وانعدام الأدوية المنقذة للحياة وتوقف الطواحين وقطع الاتصالات، وحتى الذين يعملون في تحويل الرصيد توقفوا عن العمل. وأصبحت المياه تشترى حيث يتم تأجير التناكر يومياً بـ (100) مليون، إضافة إلى الإرهاب الذي أصبح يعيشه المواطنون وزعزعة الأمن (الخلعة التي دخلت في المواطنين).

وأضاف قائلاً: (إن السلاح الذي تم استخدامه يستخدمه جنود الجيش ولا يمتلكه الاشخاص العاديون).

تساؤلات

ويعبر نور الدائم عن استغرابه لعدم تحرك اي مسؤول حكومي لزيارة منطقة تعرضت للقذف بسلاح قتالي صاروخي (آر. بي. جي)، ويضيف ان الشيء المؤسف أن الوالي مربوط مع شبكة اتصالات مع الشباب، وهو يعلم أن هذه القرية تعرضت لضرب ولم يأتِ لزيارة القرية إلا في اليوم الرابع، ولم تحقق الأجهزة الأمنية في الأمر ولا غيرها من الجهات النظامية، بالرغم من أن الجناة كانوا معروفين لهم وبشهادة عم الوالي الذي قال (ديل أولاد عمنا).

طوق حماية

ويقول نور الدائم: (ان نفس هذه المجموعة المعتدية تعرضت في أوقات سابقة للقرية، حيث تعرضوا للكهرباء وفتحت فيهم العديد من البلاغات، وقاموا بقطع أسلاك الكهرباء ورمي الحيوانات النافقة داخل البئر، ونحن تضررنا منهم كثيراً جداً جداً).

ويلمح الى وجود تواطؤ من بعض منسوبي الشرطة في المنطقة، قائلاً: (البلاغات لا يتم فيها اي شيء، وهناك اقرباؤهم من الادارات الاهلية يشكلون لهم طوق حماية، حيث يتم اخراجهم وافلاتهم من العقاب، وهذا العمل تضررنا منه ضرراً كبيراً جداً والحق بنا خسائر كبيرة).

دون جدوى

ويرى حسن عثمان محمد بابكر وهو من اهالي القرية، ضرورة فتح المسارات ومحاكمة الجناة الذين ضربوا المحول بـ (آر. بي. جي) وإزالة المعتدين عن الأراضي، وأضاف أن الوالي حتى الآن لم ينصفهم، أو بالأحرى الحكومة بأكملها لم تنصفهم حيث ذهبوا إلى مجلس الوزراء والقصر الجمهوري ووزارة الداخلية والأمن والمخابرات وكلهم سلموهم خطابات بأن ينصفوهم.

مهدد أمني

ويقول فيصل يس المبارك: (إن وجود سلاح (آر. بي. جي) لدى المواطنين يعتبر مهدداً امنياً للمنطقة وسكانها، والقبض على الجناة يجنبنا عدم أخذ حقنا بأيدينا).

ويلح متوكل أحمد سليمان على ضرورة قبض الجناة الذين اعتدوا على المحول وضربه بـ (آر. بي. جي)، قائلاً: (لأن هذا السلاح مدعوم من جهات لا نعرفها، وهذا شيء لم يحدث في الولاية لسنين، ولذلك نتمنى من الجهات المسؤولة إزالة تلك المجموعة وإرجاعها إلى منطقتها وإعطاء الناس حقوقها والقبض على الجناة).

(ربنا يكفينا شرهم)

ويرى عبد الرحيم أن وجودهم اصبح يخلق نوعاً من البلبلة وعدم الأمن، خاصة انهم يحملون الاسلحة البيضاء مع وجود المهاترات ومشكلات، مما قد يتسبب في فتنة، وقال: (نطلب من الحكومة ان ترى الوضع وان يكون الوالي قريباً من الحدث وحل المشكلة).

يقول ياسر محمد: (ان القضية طويلة جداً (بقوا لينا في رقابنا ربنا يكفينا شرهم)، وطلبوا فترة للبقاء وجاءوا عبر اعمام الوالي، حيث وعد عبد العظيم عم الوالي بذهابهم، وهذه الأرض تابعة لنا ومسجلة ويجب إزالة هؤلاء الناس فوراً).

حكمنَّا القانون

ويضيف دفع الله الشيخ أن هذا الموضوع لن يتركونه، خاصة ان لهم أدلة ومستندات، وأضاف قائلاً: (إن الجهات المسوؤلة إذا لم تجد بحوزتنا مستندات حقيقية فلا تنصفنا.. (وما بنتكلم من فراغ، وحاجة غريبة انو النيل الأبيض يكون فيها اربجي ونحن ما في ارض حرب لوجود مثل هذا السلاح، نحن في ارض سلمية ونحن عايزين نعرف الآربجي ده كيف وصل الى المنطقة ومنو الجابو وكيف الوالي يهمل مثل هذا الموضوع.. انت قالوا ليك المنطقة الفلانية تم فيها ضرب محول بآربجي)، وهذه علامة استفهام وبإمكاننا الرد عليهم، ولكن حكمنا القانون ولجأنا للجهات المسؤولة).

استحالة التعايش

ويتابع عمر محمد قائلاً: (والله انا مواطن من مواطني القرية، وبسبب ما قاموا به لن يحدث معهم تعايش الى الابد، ولذلك أرى ان حل المشكلة ابعاد هذه المجموعة من قرية الترعة الخضراء لاستحالة التعايش معهم، وقبض الجناة الذين ضربوا المحول وعطلوا الحياة بأكملها).

شكوى ضد الوالي

بعد كل ما سبق، وبعد ان طرق اهالي القرية كل ابواب المسؤولين في ولاية النيل الابيض وحتى باب الوالي الذي اتت به ثورة ترفع شعار العدالة ضمن شعاراتها دون مجيب، اضطر اهالي القرية للجوء للمركز للتقدم بشكوى ضد والي الولاية اسماعيل وراق.

مماطلة الوالي

وبعد مماطلة الوالي قدم أهل الترعة الخضراء شكوى إلى رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ضد والي ولاية النيل الأبيض وتماطله في قضية الأشخاص الذين اعتدوا على قريتهم بقذائف (آر. بي. جي) ليلة 23/3/2021م، ولم يتم القبض على الجناة ولم تتحرك القضية ولم يُنصف الحق.

وذكر ممثلون لاهالي القرية في المذكرة المرفوعة لحمدوك، انهم يتقدمون بشكوى ضد والي النيل الابيض لتماطله في قضية ضرب قريتهم بقاذف صواريخ (آر. بي. جي) ليلة (23) مارس الماضي، وتم تسليم شكوى رسمية للوالي يوم (25) مارس الماضي، اي بعد يومين من قذف القرية بـ (آر. بي. جي)، ولم يتم القبض على الجناة حتى الآن.

وقال اهالي القرية ان القضية لم تتحرك قيد أنملة، وتم اغلاق جميع الابواب التي كان من المفترض ان تتحرك في القضية، وجاء في المذكرة ان الوالي زارهم يوم (29) مارس 2021م ووعدهم بأن يتم القبض على الجناة خلال (24) ساعة.

حق الرد

واوضحت المذكرة ان الوالي خدرهم بهذا الكلام فلم يتم القبض على الجناة حتى الآن، ومازالوا تحت رحمة جناة يحملون أسلحة قتالية متطورة. وذكر الاهالي في المذكرة انهم يحتفظون بحق الرد اذا لم يحدث الانصاف.

وطالب اهالي قرية الترعة الخضراء رئيس الوزراء بمساءلة الوالي اسماعيل وراق عن اسباب التماطل في القضية والقبض على الجناة، وان يتم اخلاء المعتدين من القرية.

وفي ختام مذكرتهم طالبوا رئيس الوزراء بأن تقوم دولة العدالة والقانون بدورها الكامل دون محاباة او محسوبية.