اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
خلصت دراسة علمية حديثة إلى تحديد العلامات التحذيرية والمقدمات الصحية التي تسبق الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهما من أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في العالم، ما يجعل من هذه النتائج أداة مهمة للتنبيه المبكر وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان
مؤشرات مبكرة تحذر من خطر داهم
الدراسة التي نشرتها صحيفة 'ذا إندبندنت' البريطانية واطلعت عليها 'العربية.نت'، رصدت مجموعة من الأعراض والعلامات التي تسبق بشكل شبه دائم حدوث النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، معتبرة أن تجاهلها قد يقود إلى نتائج مأساوية
ووفقاً للبحث، فإن أبرز العلامات التحذيرية تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم، وهي العوامل التي غالباً ما تكون بمثابة جرس إنذار واضح يسبق الكارثة القلبية أو الدماغية
عوامل الخطر الأربعة التي لا يجب تجاهلها
الباحثون من كلية 'جامعة يونسي' في كوريا الجنوبية أكدوا أن وجود أي من هذه العوامل الأربعة – ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع سكر الدم، أو التدخين – يزيد من احتمالية الإصابة بشكل كبير، مشيرين إلى أن الكشف المبكر عن هذه المؤشرات وتعديل نمط الحياة قد يقللان من معدلات الوفيات بنسبة ضخمة
الدراسة اعتمدت على تحليل السجلات الطبية لأكثر من 9 ملايين شخص في كوريا الجنوبية، ونحو 7 آلاف شخص في الولايات المتحدة، حيث تمت متابعة حالتهم الصحية لفترة تجاوزت العقدين
أرقام مذهلة تكشف حجم الخطر
وجد الباحثون أن ما يقارب 99% من الذين أُصيبوا بأزمة قلبية خطيرة كانت لديهم مستويات غير مثالية لعامل خطر واحد على الأقل، بينما كان لدى 93% منهم عاملان أو أكثر من عوامل الخطر المعروفة
كما أظهرت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم تحديداً كان العامل الأكثر انتشاراً بين المصابين، حيث تجاوزت نسبته 95% في كوريا الجنوبية و93% في الولايات المتحدة
النساء أيضاً في دائرة الخطر
ورغم الاعتقاد السائد بأن النساء أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، إلا أن الدراسة فندت هذا التصور تماماً، حيث أظهرت النتائج أن أكثر من 95% من النساء دون سن الستين كان لديهن عامل خطر واحد على الأقل قبل الإصابة بالسكتة الدماغية أو قصور القلب
ما هو المعدل الآمن وما هو الخطر؟
وحددت الدراسة المستويات التي يجب الانتباه إليها بدقة، حيث يُعتبر ضغط الدم الذي يتجاوز 120/80 ملم زئبق غير مثالي، ويصبح مرتفع الخطورة إذا تجاوز 140/90 ملم زئبق. أما الكوليسترول الكلي فيجب ألا يزيد عن 200 ملغ/ديسيلتر، في حين أن الغلوكوز الصائم لا ينبغي أن يتجاوز 100 ملغ/ديسيلتر. أما التدخين فهو العامل الأكثر وضوحاً في زيادة المخاطر دون أي استثناء
تحذير من البحث عن 'عوامل خفية'
البروفيسور فيليب جرينلاند، المشارك في إعداد الدراسة من 'جامعة نورث وسترن' الأمريكية، أكد أن نتائج البحث تقدم دليلاً دامغاً على أن جميع حالات الإصابة تقريباً كانت نتيجة مباشرة لهذه العوامل الأربعة، مشدداً على ضرورة تركيز الجهود الطبية على السيطرة عليها بدلاً من الانشغال بعوامل غامضة أقل تأثيراً
دعوة للتحرك قبل فوات الأوان
وشدد الباحثون على أهمية تبني برامج صحية عالمية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، مع حملات توعية مستمرة لتشجيع الإقلاع عن التدخين، معتبرين أن هذه الخطوات البسيطة كفيلة بإنقاذ ملايين الأرواح سنوياً
الخلاصة الطبية
خلصت الدراسة إلى أن النوبات القلبية والسكتات الدماغية ليست أحداثاً مفاجئة بالكامل، بل هي نتيجة تراكمية لعوامل خطر يمكن التنبؤ بها والسيطرة عليها، وأن تجاهل ارتفاع الضغط أو السكر أو الكوليسترول هو تجاهل لفرصة حقيقية للنجاة من خطر قاتل
تحذير عالمي من 'القاتل الصامت'
في ضوء هذه النتائج، دعت المؤسسات الصحية حول العالم إلى التعامل مع ضغط الدم والسكري والكوليسترول والتدخين كأعداء صامتين يجب مراقبتهم بدقة، لأنهم يشكلون مجتمِعين المقدمات الأكيدة لأخطر الأمراض القاتلة في العصر الحديث


























