اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في مشهد اختلطت فيه مشاعر الحزن والإيمان بقضاء الله، أعلن الأمير خالد بن طلال آل سعود، اليوم السبت، وفاة نجله الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب 'الأمير النائم'، بعد أن أمضى نحو عشرين عامًا في غيبوبة كاملة، إثر حادث مروري مروع وقع عام 2005، أنهى حياته الواعدة وأدخله في رحلة صامتة طويلة بين الحياة والموت.
بداية حكاية الأمير الوليد
وُلد الأمير الوليد بن خالد بن طلال في أبريل 1990، كأكبر أبناء الأمير خالد بن طلال، وتجلّت فيه علامات النبوغ والتميّز منذ سنواته الأولى. قرر الالتحاق بالدراسة العسكرية في لندن، بعد تفوقه الدراسي اللافت، متطلعًا إلى مستقبل مشرق في صفوف القوات المسلحة السعودية.
حادث مأساوي غيّر مسار الحياة
لكن القدر كان له مسار آخر. ففي عام 2005، وأثناء دراسته في لندن، تعرّض الأمير الوليد لحادث سير مأساوي، أصيب على إثره بنزيف حاد في الدماغ، دخل بسببه في غيبوبة عميقة لم يستفق منها طوال عقدين من الزمن، رغم تلقيه الرعاية الطبية المكثفة في كل المراحل.
'الحياة بيد الله'.. صمود والد لا يعرف اليأس
ورغم توصية الأطباء بفصل أجهزة الإنعاش عن الأمير في عام 2015، تمسك والده الأمير خالد بالأمل، ورفض الاستجابة لتلك التوصيات، موقنًا بأن الشفاء ممكن، مرددًا باستمرار عبارة: 'الحياة بيد خالقها، وليست بيد الأطباء'. ظل الأمير خالد حارسًا لابنه، داعمًا له، لا ييأس من لحظة وعي قد تعود.
مؤشرات أمل.. لم تكتمل
شهدت حالة الأمير الوليد بعض الحركات الطفيفة عام 2019، ما أعاد الأمل إلى قلوب المتابعين وعائلته، لكنه لم يستعد الوعي الكامل أبدًا. وزاد ذلك من ارتباط الناس بقصته، وأصبح مثالًا للصبر والتشبث بالرجاء، حتى تحوّلت رحلته الطويلة إلى قضية وجدانية تمس الملايين.
إشاعة الاستيقاظ.. وحقيقة الفيديو المنتشر
انتشر خلال الفترة الأخيرة مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، زُعم فيه أنه يُظهر الأمير الوليد وقد استعاد وعيه، لكن سرعان ما تبيّن أنه فيديو قديم للسائق السعودي يزيد الراجحي بعد تعرضه لحادث خلال مشاركته في رالي الأردن، ولا علاقة له بالأمير النائم.
تفاصيل التشييع والعزاء
حدد والد الفقيد موعد صلاة الجنازة لتُقام يوم الأحد 20 يوليو 2025 بعد صلاة العصر، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالعاصمة السعودية الرياض، على أن يُقام عزاء للرجال والنساء لمدة ثلاثة أيام، وسط حضور رسمي وشعبي مرتقب، لما تمثله قصة الأمير الراحل من وقع إنساني على قلوب السعوديين والعرب.
نهاية فصل مؤلم.. وقصة لن تُنسى
يشكل رحيل الأمير الوليد نهاية فصل إنساني مؤلم، عاش فيه والد مكلوم على أمل أن يرى ابنه واقفًا من جديد. تحولت قصته إلى رمز للأمل والإيمان والوفاء العائلي، ولامست قلوب كل من سمع بها. ولعلّها تظل تذكيرًا بأن في بعض القصص، يكون الصبر بطل الحكاية، حتى وإن غابت النهاية السعيدة.