اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة مفصلية أنهت شهورًا من الجدل بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت اليوم الخميس أن الصين وافقت رسميًا على صفقة نقل ملكية تطبيق 'تيك توك' للفيديوهات القصيرة، وذلك عقب اجتماع جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
موافقة صينية تمهد لتسوية النزاع حول 'تيك توك'
وأوضح الوزير بيسنت أن الاتفاقية، التي كانت محور نزاع تجاري وأمني طويل بين واشنطن وبكين، ستدخل حيز التنفيذ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، مشيرًا إلى أن الخطوة تمثل نهاية لأحد أكثر الملفات التقنية حساسية بين البلدين منذ بداية الحرب التجارية في عام 2018.
وقال بيسنت في تصريحاته لوكالة 'رويترز': 'في كوالالمبور، انتهينا من اتفاقية تيك توك من حيث الحصول على الموافقة الصينية، وأتوقع أن تمضي قدماً قريباً، وسنرى أخيراً حلاً لذلك'، دون أن يكشف عن تفاصيل تتعلق بهوية المالكين الجدد أو نسب الملكية بعد النقل.
بيان وزارة التجارة الصينية يؤكد 'إدارة هادئة للملف'
في المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا اليوم الخميس أكدت فيه أن بكين ستتعامل مع القضايا المرتبطة بتطبيق 'تيك توك' مع الولايات المتحدة بشكل سليم ومتوازن، في إشارة إلى رغبتها في احتواء التوترات التقنية التي تصاعدت خلال العام الماضي بسبب اتهامات أميركية للشركة المالكة 'بايت دانس' بنقل بيانات المستخدمين إلى الصين.
ويُعد هذا التصريح الرسمي أول إشارة صينية واضحة على قبول التفاهم مع إدارة ترامب بعد أشهر من التوتر والاتهامات المتبادلة حول الأمن السيبراني وحماية البيانات.
خلفية الحرب التجارية وتأثير الاتفاق الجديد
يأتي هذا الاتفاق ضمن إطار التفاهم التجاري الجديد بين واشنطن وبكين، الذي يمتد لمدة عام، ويتضمن خفض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية إلى 47% بعد أن كانت 57%، مقابل التزامات من الصين باستئناف مشترياتها من فول الصويا الأميركي واستمرار تصدير المعادن الاستراتيجية إلى الأسواق العالمية.
كما تضمن الاتفاق فرض قيود صارمة على تجارة مادة الفنتانيل، التي اتهمت الولايات المتحدة شركات صينية بالمساهمة في تصديرها بطريقة غير مشروعة.
ويرى محللون اقتصاديون أن خطوة نقل ملكية 'تيك توك' تأتي ضمن صفقة شاملة تهدف إلى تخفيف الاحتقان بين البلدين، وإعادة بناء الثقة التجارية التي تضررت بسبب سنوات من الرسوم الجمركية المرتفعة والعقوبات المتبادلة.
ترامب يعتبر الاتفاق 'انتصارًا اقتصاديًا وتقنيًا'
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق مع الصين بشأن 'تيك توك' بأنه انتصار اقتصادي وتقني للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الخطوة ستضمن حماية بيانات المستخدمين الأميركيين من أي تهديدات خارجية، وتعزز فرص الشركات الأميركية في قطاع التكنولوجيا العالمية.
وقال ترامب في تصريحات مقتضبة عقب الاجتماع: 'هذا الاتفاق يؤكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية أمنها الرقمي، وفي الوقت نفسه ستواصل التعاون التجاري مع الصين في المجالات التي تحقق المنفعة المشتركة'.
الصين تؤكد 'المنفعة المتبادلة' وتجنب التصعيد
في الجانب الآخر، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن الاتفاق حول 'تيك توك' يمثل نموذجًا جديدًا للتعاون المتوازن بين البلدين، موضحة أن بكين وافقت على ترتيبات نقل الملكية بما يحافظ على مصالح الطرفين ويجنب التصعيد التقني الذي كان يهدد الاستقرار في الأسواق العالمية.
وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أن الصين 'ترى في هذا الاتفاق خطوة لبناء الثقة الاقتصادية وإعادة فتح قنوات التعاون'، لافتًا إلى أن بلاده تسعى إلى تحقيق شراكة نزيهة مع الولايات المتحدة في مجال الابتكار الرقمي بدلاً من المواجهة.
خبراء: صفقة 'تيك توك' قد تفتح الباب أمام تسويات أخرى
ويرى خبراء في العلاقات الاقتصادية الدولية أن الاتفاق الجديد بين واشنطن وبكين بشأن 'تيك توك' قد يشكل بداية مرحلة تهدئة في الحرب التجارية الممتدة بين القوتين الاقتصاديتين منذ أكثر من خمس سنوات.
ويعتقد المراقبون أن نجاح الصفقة سيؤدي إلى تخفيف الضغوط على الشركات الصينية العاملة في الولايات المتحدة، كما قد يشجع على تسويات مماثلة تخص شركات مثل 'هواوي' و'زد تي إي'، التي واجهت سابقًا قيودًا أميركية صارمة.
توقعات بتحسن في العلاقات الاقتصادية
تتوقع الأوساط الاقتصادية أن يسهم الاتفاق في تحسين العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والزراعة، مع احتمال عقد جولة جديدة من المفاوضات في مطلع العام المقبل لمراجعة التزامات الطرفين ضمن إطار الاتفاق الجديد.
ويرى محللون أن موافقة الصين على صفقة 'تيك توك' تمثل إشارة إلى استعداد بكين لتقديم تنازلات مدروسة مقابل استقرار أكبر في التجارة العالمية، فيما تأمل واشنطن أن تعزز الخطوة من مكانتها كحامية لأمن البيانات ومركز الابتكار التكنولوجي العالمي.


























