اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور خطير ينذر بتصاعد العنف في العاصمة الليبية، طرابلس، أكدت مصادر ليبية متطابقة مقتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم 'غنيوة'، قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، إثر إطلاق نار داخل مقر 'اللواء 444 قتال' التابع لمنطقة طرابلس العسكرية.
ورغم غياب تأكيد رسمي حتى الآن، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر جثث أربعة أشخاص، من بينهم الككلي، غارقين في دمائهم، وسط عناصر ترتدي الزي العسكري، فيما أكدت تقارير إعلامية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بعد فشل مفاوضات بين قادة أجهزة أمنية بارزة.
من هو عبد الغني الككلي 'غنيوة'؟
عبد الغني الككلي كان يُعد أحد أبرز الشخصيات الأمنية المثيرة للجدل في ليبيا، وكان يتولى قيادة جهاز دعم الاستقرار منذ تأسيسه عام 2021 بقرار من المجلس الرئاسي الليبي بقيادة فايز السراج. وقد مُنح الجهاز صلاحيات واسعة شملت حماية المقرات السيادية وتنفيذ العمليات الأمنية والقتالية.
وقبل توليه هذا المنصب، كان الككلي يقود ميليشيا 'الأمن المركزي' وشارك في معارك رئيسية، أبرزها عملية 'فجر ليبيا' عام 2014، ويواجه اتهامات عديدة بارتكاب انتهاكات وجرائم ضد حقوق الإنسان، ما جعله موضع جدل دائم في الأوساط المحلية والدولية.
اشتباكات متصاعدة في طرابلس.. وتوتر أمني غير مسبوق
تزامنًا مع الإعلان عن اغتيال الككلي، اندلعت اشتباكات عنيفة في مناطق عدة من طرابلس، خاصة في منطقة أبوسليم، التي تُعد من أبرز معاقل النفوذ الأمني. وقد أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية عن بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة، وأكدت أن العملية العسكرية انتهت بنجاح مع توجيه الأوامر باستكمال الخطة الأمنية لضمان الاستقرار.
في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا دعت فيه المواطنين في جنوب وغرب طرابلس إلى البقاء في منازلهم، وأكدت أنها تتابع الأوضاع لحظة بلحظة وتسعى للسيطرة الكاملة على الوضع الميداني.
بعثة الأمم المتحدة تحذر: الوضع يهدد المدنيين
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق حيال تصاعد القتال، مؤكدة أن الاشتباكات تجري داخل أحياء مدنية ذات كثافة سكانية عالية، ما يعرّض حياة المدنيين للخطر. ودعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف القتال فورًا، وشددت على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية قد يرقى إلى جرائم حرب، مطالبة بحماية المدنيين بشكل كامل ودعم جهود التهدئة.
سيطرة حكومية على مقار أمنية.. ومصير جهاز دعم الاستقرار غامض
تداول ناشطون تسجيلات تُظهر سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية على غالبية مقار جهاز دعم الاستقرار، بالإضافة إلى مقرات تابعة لجهاز الأمن الداخلي المساند له، ما يُوحي بتحول جذري في خريطة النفوذ الأمني داخل طرابلس. كما لم يُعرف بعد مصير قادة الصف الثاني في الجهاز، وسط أنباء عن اعتقالات وتفكيك لبعض الوحدات التابعة له.
القطاع الصحي يستنفر.. والتعليم يتوقف في طرابلس
استجابةً لتطورات الوضع الأمني، طالبت وزارة الصحة الليبية جميع المستشفيات برفع درجة الجاهزية القصوى تحسبًا لتزايد عدد الإصابات. كما أعلنت جامعة طرابلس وعدد من مراقبات التعليم في بلديات طرابلس الكبرى عن تعليق الدراسة والامتحانات حتى إشعار آخر.
خلفيات الصراع.. تحشيدات من مصراتة والزاوية والزنتان
الاشتباكات الأخيرة جاءت بعد أيام من تحركات وتحشيدات عسكرية من ميليشيات تابعة لمدن مصراتة والزاوية والزنتان باتجاه طرابلس. وتشير مصادر مطلعة إلى تصاعد التوترات بين جهاز دعم الاستقرار والقوة المشتركة مصراتة، ما فجر الوضع في العاصمة بعد فشل محاولات الوساطة.
تحذيرات من انفجار شامل.. والداخلية تطالب السكان بعدم الخروج
أصدرت وزارة الداخلية الليبية تحذيرًا عاجلًا دعت فيه سكان طرابلس إلى التزام منازلهم وعدم التجول حفاظًا على أرواحهم، وسط تقارير عن دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق متفرقة من المدينة. ونشر ناشطون مقاطع فيديو توثق لحظات اندلاع الاشتباكات المسلحة، ما عزز المخاوف من انزلاق الوضع نحو فوضى شاملة.
الفوضى السياسية تغذي العنف.. والجمود يطيل أمد الأزمة
يأتي هذا التصعيد الدموي في سياق جمود سياسي مستمر منذ أشهر، حيث فشلت الأطراف الليبية في التوصل إلى صيغة توافقية تُنهي الانقسام، رغم المبادرات الدولية والأممية المتعددة. ومع غياب الحوار السياسي، تُترك الساحة مفتوحة أمام لغة السلاح والحلول العسكرية، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني والإنساني في البلاد.