بحضور الملوك والرؤساء.. مصر تقدم هديتها للعالم

متابعات- نبض السودان

شهدت العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم السبت حدثًا يوصف بأنه الأضخم في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة، حيث افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي رسميًا المتحف المصري الكبير بمشاركة 79 وفدًا رسميًا من مختلف أنحاء العالم، بينهم 39 وفدًا يرأسهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في احتفال مهيب وصفته الرئاسة المصرية بأنه 'هدية مصر للعالم'.

حدث استثنائي في تاريخ الحضارة الإنسانية

وأكد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل 'حدثًا استثنائيًا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية'، مشيرًا إلى أنه يجسد اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة، والدور الثقافي والإنساني الذي تضطلع به مصر عبر التاريخ.

ويعد المتحف المصري الكبير أحد أهم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث استغرق بناؤه أكثر من 20 عامًا بتكلفة تجاوزت مليار دولار، ليصبح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وتحديدًا الحضارة الفرعونية الممتدة لأكثر من 5 آلاف عام.

تصميم عالمي وإطلالة على الأهرامات

ويقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة الشهيرة، ويتميز بتصميم معماري معاصر يضم قاعات ضخمة عالية السقف تطل بإطلالة بانورامية على الأهرامات. ومن المتوقع أن يستقطب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا، نظرًا لما يحتويه من مقتنيات نادرة وقطع أثرية تعرض لأول مرة أمام الجمهور.

حضور عالمي من 79 دولة

وبحسب السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فقد ضم الحفل حضورًا رفيع المستوى من مختلف دول العالم، من بينهم ملوك وملكات وأمراء من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والأردن والبحرين وسلطنة عمان والإمارات والسعودية ولوكسمبورغ وموناكو واليابان وتايلاند.

كما حضر رؤساء دول من جيبوتي والصومال وفلسطين والبرتغال وألمانيا وكرواتيا وقبرص وأرمينيا وألبانيا وبلغاريا وغانا والكونغو وإريتريا، إلى جانب رؤساء مجالس قيادية من ليبيا واليمن.

رؤساء حكومات ووزراء من أوروبا وآسيا وأفريقيا

وشهد الحفل مشاركة رؤساء وزراء من اليونان والمجر وبلجيكا وهولندا والكويت ولبنان ولوكسمبورغ وأوغندا، فضلًا عن وزراء وبرلمانيين من الجزائر وقطر والمغرب وتونس وأوزبكستان وأذربيجان، إضافة إلى وفود من فرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا والسويد والنمسا والصين والهند واليابان وسنغافورة وروسيا.

كما شارك ممثلون رفيعو المستوى من زامبيا وأنغولا والكاميرون وكينيا ورواندا وجنوب أفريقيا والبرازيل وكندا والولايات المتحدة، ما يعكس الزخم الدولي غير المسبوق لهذا الحدث الثقافي.

مشاركة المشاهير والفنانين

وحضر الافتتاح عدد من الفنانين المصريين والعرب والعالميين، من بينهم شريهان، التي كانت ضمن الشخصيات البارزة التي شاركت في الفعالية، التي وصفتها وسائل الإعلام المصرية بأنها 'ليلة تاريخية تعيد مصر إلى صدارة المشهد الثقافي العالمي'.

'هدية مصر للعالم'

ورأت السلطات المصرية أن المتحف المصري الكبير يمثل 'هدية مصر للعالم'، و'فصلًا جديدًا في تاريخ الحضارة المصرية'، حيث يحتضن المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون تحت سقف واحد لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.

وسيتاح للزوار اعتبارًا من الثلاثاء المقبل مشاهدة 4500 قطعة جنائزية أصلية من أصل 5000 قطعة كانت موزعة سابقًا في مواقع متعددة، بينها المتحف المصري القديم في ميدان التحرير.

استعدادات مكثفة واهتمام رئاسي

وترأس الرئيس السيسي الأسبوع الماضي اجتماعًا لمتابعة التحضيرات النهائية لحفل الافتتاح، مؤكدًا ضرورة تنظيم احتفال 'يليق بمكانة مصر ويعكس ريادتها في مجال الثقافة العالمية'.

كما زار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي المتحف لمتابعة اللمسات الأخيرة، مشددًا على ضرورة خروج الحفل 'بالشكل الذي يعبر عن عظمة مصر وحضارتها أمام العالم'.

مشروع تأخر لظروف تاريخية

وكان افتتاح المتحف قد أُرجئ أكثر من مرة بسبب أحداث سياسية وإقليمية، من بينها الربيع العربي وجائحة كوفيد-19 والتوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة، حيث كانت السلطات قد حددت في وقت سابق الثالث من يوليو 2025 موعدًا رسميًا للافتتاح قبل أن يتم تأجيله إلى اليوم.

قطاع السياحة يستعيد عافيته

ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير في وقت يشهد فيه قطاع السياحة المصري انتعاشًا كبيرًا، إذ بلغت إيرادات السياحة 14.4 مليار دولار في العام المالي 2023-2024 بزيادة 34.6% عن العام السابق، واستقبلت مصر 15 مليون زائر في الأشهر التسعة الأولى من العام، مع توقعات بوصول العدد إلى 17.8 مليون زائر بنهاية العام.

ويُنتظر أن يسهم المتحف المصري الكبير في ترسيخ مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية في العالم، وأن يكون مركزًا عالميًا للحوار بين الحضارات والثقافات.