اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
القاهرة والخرطوم في خندق واحد… عودة ملف التطبيع مع إسرائيل – بقلم: محمد عثمان الرضي
في توقيت بالغ الحساسية، جاءت زيارة وزير الخارجية المصري السفير بدر عبدالعاطي إلى السودان حاملةً رسائل متعددة، بعضها واضح للعيان، والآخر يظل طي الكتمان لأسباب تتعلق بمصالح الطرفين. هذه الزيارة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة، لتدخل مباشرة في ملفات شائكة لا تحتمل التأجيل أو التسويف.
فأمن مصر، كما يؤكد المقال، 'خط أحمر' لا مجال فيه للمجاملة أو التهاون، ومن هذا المنطلق يمكن فهم أن القاهرة تتحرك لمواجهة خطر داهم قبل وقوعه، عبر اتخاذ التحوطات اللازمة. تمتلك القاهرة أدوات استشعار دقيقة وخبرة تراكمية في إدارة الملفات الأمنية والمخابراتية، ما يمنحها قدرة على قراءة التنبؤات والتعامل مع المتغيرات بمرونة وحنكة.
وتأتي هذه الزيارة عقب وقوع 'مذابح الفاشر'، لتكون أول زيارة لمسؤول دولي رفيع المستوى، ما يعكس أن هناك سيناريوهات إقليمية ودولية قادمة تلعب فيها القاهرة دور حجر الزاوية. فمصر اليوم تضطلع بأدوار إضافية، خاصة بعد تدخلها المحوري في أحداث قطاع غزة.
وفي ظل هذه التطورات، يعود ملف التطبيع مع إسرائيل إلى الواجهة، ولكن هذه المرة عبر بوابة القاهرة، وبقيادة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتشير التحليلات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى نهجًا جديدًا في التعامل مع السودان، لا يمكن تنفيذه إلا عبر القاهرة، التي أكدت قدرتها على لعب هذا الدور الحيوي.
ومن المتوقع أن تتواصل زيارات الوفود المصرية رفيعة المستوى إلى السودان خلال الأيام المقبلة، بهدف إنجاح المهام الجديدة وإقناع الخرطوم بضرورة اتخاذ مواقف وتحالفات استراتيجية تتماشى مع المرحلة القادمة.
لكن الخرطوم، رغم تعدد الخيارات، تواجه صعوبة في اتخاذ القرار، ويكمن التحدي الأكبر في تردد القيادة العليا في حسم موقفها. وكما قال الشاعر:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا


























