اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف تقرير ميداني صادر عن المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور، عن أوضاع إنسانية كارثية في مدينة الفاشر منذ سيطرة مليشيا الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر الماضي، مع استمرار الحصار والاعتقالات وفشل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الاتصالات والصحة.
المدنيون بين الزنازين والمقابر
أشار المتحدث باسم المقاومة الشعبية، أبوبكر أحمد الإمام، إلى أن المدنيين بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على الفاشر 'إما داخل السجن أو تعرضوا للتصفية المباشرة'، مؤكداً أن آلاف المدنيين تم اقتيادهم من المنازل ونقاط التفتيش، بينهم شبان وناشطون، على أساس الاشتباه أو الانتماء القبلي أو المناطقي، وتم ترحيلهم يوميًا إلى سجن دقريس في نيالا وسجن شالا جنوب غرب المدينة.
أوضاع الاعتقال والتعذيب
وثّق التقرير معاناة المعتقلين في سجن شالا من الاكتظاظ الشديد، وانعدام التهوية، وانتشار الأمراض مثل الكوليرا، إلى جانب نقص حاد في الغذاء والماء ومنع إدخال الأدوية أو التواصل الخارجي، ما أسفر عن حالات إغماء ووفيات غير موثقة.
تحويل المستشفيات والمدارس لمعتقلات
ذكر التقرير أن مستشفى الأطفال شرق الفاشر حول إلى معتقل تحت إشراف مليشيا الدعم السريع، مع احتجاز مئات المدنيين من نساء وشيوخ، وطرد الطاقم الطبي، واستخدام عنابر التنويم للتحقيق والتعذيب، إلى جانب مراكز احتجاز أخرى تشمل المستشفى الجنوبي، ومدرسة السلام بأبوشوك، ومباني جامعة الفاشر، ومبنى كلية قرب الميناء البري، ومبنى المدرعات التابع للجيش قرب المطار، حيث يتم الاحتجاز القسري والتعذيب بالضرب، والتعليق، ومنع النوم والطعام والماء لفترات طويلة.
مقابر جماعية ومحارق للجثث
كشف التقرير عن مواقع متعددة لحرق ودفن الجثث في منطقة قرني شمال غرب الفاشر، قرب نقطة تفتيش تابعة لمليشيا الدعم السريع، ومناطق شمال المدينة قرب عمارة عباس كريم، وعلى الطريق الرابط بين الفاشر و'جبل وانا'، وغرب مقر بعثة اليوناميد، وغرب 'قشلاق الجيش'، وداخل مطار الفاشر. كما تم توثيق حرق الجثث في منطقة شرق مستشفى الأطفال، والساحة المجاورة، وشمال غرب المدينة بالقرب من مركز صحي تابع لمليشيا الدعم السريع، وموقع شرق البورصة قرب منطقة الطاقة الشمسية، مع استخدام آليات ثقيلة لنقل الجثث ليلاً، في محاولة لإخفاء الأدلة وتقليل فرص التوثيق.
أوضاع النساء
وأشار التقرير إلى أن العديد من النساء اعتُقلن من منازلهن أو أثناء النزوح، ويحتجزن في مواقع سرية يصعب الوصول إليها، مع إخفاء عدد كبير منهن دون معرفة أماكنهن وظروفهن، كما تم نقل بعضهن مع معتقلين آخرين إلى سجن دقريس في نيالا في ظروف قاسية.
التنديد الدولي
اختتم التقرير بالإشارة إلى سيطرة مليشيا الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر 2025، وسط تنديد دولي وإقليمي واسع بالجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، محذراً من استمرار الأزمة الإنسانية وانعدام الأمان في المدينة.


























