اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في 26 أكتوبر، تعطلت جميع أجهزة الاتصال من ثريا ولاسلكي وموتورولا، لتجد غرفة العمليات نفسها معزولة تمامًا عن القيادة في الخرطوم وبورتسودان وعن الوحدات المتقدمة في الميدان. الجنود والقادة وصفوا اللحظة بأنها 'انقطاع كامل' جعل التنسيق مستحيلًا.
التشويش كسلاح حاسم
إلى جانب الطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، كان التشويش هو العامل الأكثر فاعلية. فصل الوحدات عن بعضها أفقدها القدرة على التواصل، ليصبح الفارق في العتاد والتقنيات بين الجيش والدعم السريع هائلًا.
انسحاب بلا صفقة
القادة والجنود شددوا على أن الانسحاب لم يكن نتيجة اتفاق، بل جاء نتيجة الفوضى التي أحدثها انقطاع الاتصالات. كثير من الجنود لم يتلقوا أوامر بالانسحاب، فوقعوا بين القتل أثناء القتال أو أثناء الفرار.
خطة 21 أكتوبر التي انهارت
كانت الخطة استدراج الدعم السريع إلى مقر الفرقة السادسة ثم الانقضاض عليه، لكن التشويش أطاح بالخطة وأفشل الهجوم المضاد. الهجوم وُصف بأنه 'الأعنف وغير المسبوق'، حيث تقدمت مليشيا الدعم السريع على خمس جبهات بقيادة عبد الرحيم دقلو.
الكمين المضاد الذي فشل
مع بدء الهجوم المضاد، اكتشف الجنود أن جميع وسائل الاتصال معطلة. محاولات إعادة التشغيل باءت بالفشل، لتنهار الخطة وسط عزلة كاملة بين غرفة العمليات والقوات على الأرض.
فوضى واجتماع أخير
في ليلة 26 أكتوبر، اجتمع قادة القوات المسلحة والقوات المشتركة في جامعة الفاشر بعد عمليات خطيرة لنقلهم سرًا. الاجتماع خلص إلى قرار الانسحاب، بعدما تبيّن استحالة مواصلة القتال دون اتصال بالقيادة العامة.
الانسحاب عبر ستارلينك
رغم التشويش، تمكن القادة من استخدام اتصال ستارلينك للحصول على موافقة خطة الانسحاب. الأولوية كانت إخراج كبار القادة ثم المعدات الثقيلة، وهو ما تم دون وقوعها في يد الدعم السريع.
تعطيل الثريا وستارلينك
مصادر تقنية أكدت أن الاتصالات في دارفور وكردفان شهدت انقطاعًا حادًا بين 24 و26 أكتوبر. سكان الفاشر أبلغوا عن تعطيل ستارلينك كلما حلّقت طائرات مسيّرة مجهولة فوق المدينة. صور متداولة أظهرت أجهزة تشويش صينية الصنع زُوّد بها الدعم السريع.
أربعة خطوط دفاع انهارت
على مدى أكثر من 500 يوم، صمدت الفاشر خلف أربعة خطوط دفاع:
– متاريس وخنادق مدعومة بمركبات مسلحة.
– قوات خاصة في أنفاق تحت الأرض.
– قاعدتان محصنتان بالألغام والخنادق.
– وحدات الدبابات والمدفعية والطائرات المسيّرة.
لكن مع التشويش وفقدان الاتصال، انهارت هذه المنظومة الدفاعية تدريجيًا، رغم نجاحها سابقًا في نصب كمائن مؤلمة لقوات الدعم السريع.


























