تنديدا بـ "الانقلاب".. سودانيون يتظاهرون في الولايات المتحدة

نظم العشرات من الناشطين من أصول سودانية، وقفتين احتجاجيتين في العاصمة الأميركية واشنطن، وأمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ضد ما وصفوه بـ 'الانقلاب العسكري' في السودان.  

وطالب المحتجون بالإفراج عن رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، وبإقامة حكم مدني في السودان.

ورددوا شعارات: 'الشعب.. شعب أقوى والردة مستحيلة'، و'حرية سلام وعدالة'، و'مدنية خيار الشعب'. 

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وقال خليل إبراهيم الذي كان يشارك في الوقفة الاحتجاجية في العاصمة واشنطن، لقناة 'الحرة': 'نطلب من الحكومة الأميركية أن تسقط البرهان واللجنة الأمنية الخاصة بنظام عمر البشير'. 

وأضاف 'ما يقومون به الآن هو ما كان يقوم به نظام البشير في آخر أيامه، وهي نفس المجموعة التي كانت تطبق تعليمات البشير، وهم الآن يصدرون التعليمات لنفس العسكر'. 

وتابع 'نطالب الحكومة الأميركية باتخاذ قرار صارم ضد هذه المجموعة الفاسدة، خاصة أنهم غدروا بالمبعوث الأميركي، حيث قاموا بالانقلاب بعد لقائه بخمس ساعات فقط'. 

وأعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، وحل كل من مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة الانتقالية برئاسة، عبدالله حمدوك، وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمّن مسارا ديمقراطيا نحو الانتخابات والحكم المدني.

وأكدت إحدى المشاركات لقناة 'الحرة'، ضرورة 'عودة الحكم المدني الذي اختاره الشعب'، مطالبة 'كل العالم بأن يقف الآن مع السودان ووقف العنف ضد المتظاهرين'. 

وطالبت ناشطة أخرى بعودة الحكومة المدنية وتراجع الجيش السوداني إلى ثكناته، 'لا نريد أن يكون المكون العسكري شريكا في الحكم مرة أخرى'، مضيفة 'نريدها حكومة مدنية خالصة'. 

وناشدت 'المجتمع الدولي بأن يساهم في حماية الشعب السوداني الذي يقتل الآن'. كما طالبت 'الحكومة الأميركية بأن تتخذ موقفا قويا بعد أن وعدت بدعم الحكم الديمقراطي'. 

وشارك سفير السودان لدى الولايات المتحدة، نور الدين ساتي، في الوقفة التي نظمها النشطاء أمام مقر السفارة في العاصمة الأميركية واشنطن، مقدما التعازي لأهالي من سقطوا نتيجة إصابتهم خلال الاحتجاجات على الإجراءات العسكرية. 

وقال ساتي إن 'العسكر في السودان، ما زالوا يمارسون نفس الممارسات القديمة التي قامت بسببها الثورة، كنا نظن أنهم قد تفهموا الطبيعة السودانية والمرحلة الجديدة، ورغبة الشعب في إنهاء الحكم الشمولي. يتعدون على المدارس والجامعات. ما هذا وبأي حق وقانون يجعلهم يرتكبون مثل هذه الجرائم؟'. 

وحيا ساتي المتظاهرين، قائلا: 'أنا معكم، وشخصيا لست وحدي، هناك العديد من الزملاء الدبلوماسيين في سفارات أخرى وعدد متزايد يقفون معكم'.  

وطالب ساتي الشعب السوداني بمواصلة الاحتجاجات، مضيفا 'أنا على يقين أن استمرار الصمود في مواجهة هذا الانقلاب سيؤدي إلى نتائج إيجابية'. 

وتعالت الهتافات أمام السفارة السودانية في واشنطن ومن بينها 'يسقط يسقط حكم العسكر'. 

وأمام الأمم المتحدة في نيويورك، دعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، المنظمة الدولية وخاصة مجلس الأمن إلى الخروج بقرارات حازمة ضد الجيش وعودة المسار الديمقراطي إلى طبيعته. 

كما طالب المحتجون الأمم المتحدة والولايات المتحدة التدخل لحماية المدنيين الذين يتعرضون للقتل في الشوارع على حد تعبيرهم ودعم مطالب الشعب السوداني بتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية.

وأتى اجتماع مجلس الأمن الطارئ لبحث التطورات في السودان بناء على طلب عدة دول، من أبرزها: المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا وبتأييد من المكسيك وكينيا والنيجر وتونس.

وكشف مصدر دبلوماسي لقناة الحرة، الثلاثاء، أن رئيس بعثة السودان لدى الأمم المتحدة، السفير محمود يوسف، أعلن رفضه 'للانقلاب العسكري' في السودان.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن يوسف وقع على بيان 'رفض الانقلاب' مطالبا بعودة الحكم المدني في البلاد.

ووقع على البيان كذلك سفير السودان لدى واشنطن، وفق المصدر الدبلوماسي ذاته الذي رفض الكشف عن هويته. 

وقال دبلوماسيون لوكالة فرانس برس إن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم بشأن الوضع المضطرب في السودان، مشيرين إلى أن المحادثات للتوصل إلى إعلان مشترك لا تزال جارية.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته للوكالة إنه يمكن تبني نص بحلول مساء الثلاثاء أو الأربعاء.

ووفق دبلوماسي آخر، فإن الإعلان بعكس المسودة الأولى لن يتضمن تنديدا للاستيلاء العسكري على السلطة 'بأشد العبارات'، لكنه سيشجبه، وفقا لفرانس برس.

وتبقى معرفة إن كانت روسيا والصين ستصادقان، بشكل خاص، عليه.

وندد مكتب حمدوك وتجمعات مطالبة بتسليم السلطة إلى المدنيين ودول ومنظمات دولية بـ'الانقلاب' على السلطة، بعد أن اعتقل عسكريون حمدوك ومعظم وزرائه والأعضاء المدنيين في الحكومة الانتقالية.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير، أنتوني بلينكن، تحدث هاتفيا مع حمدوك بعد إعادته إلى منزله، وطالب الجيش بإعادة الحكومة الانتقالية والإفراج عن المسؤولين المعتقلين كافة. 

ووسط أنباء عن استخدام الجيش للذخيرة الحية ضد المتظاهرين في السودان، أكد بلينكن على حق التجمع السلمي وحماية المتظاهرين، ودعا الجيش إلى وقف العنف فورا. 

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان، الثلاثاء، مقتل متظاهر، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الاحتجاجات، الاثنين، إلى أربعة متظاهرين.