طويلة تغرق في وباء قاتـ.ـل

شمال دارفور- نبض السودان

أعلنت مصادر صحية في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور عن تفشي 'مخيف' لوباء الكوليرا في مخيمات النازحين، وسط ضعف كبير في التدخلات الصحية والاستجابة الميدانية، ما أثار مخاوف من تحول الوضع إلى كارثة صحية واسعة النطاق.

260 إصابة و8 وفيات خلال أسبوع واحد

ووفقًا لمصدر صحي مفضلاً حجب اسمه، فقد تم تسجيل أكثر من 260 حالة إصابة بالكوليرا خلال أسبوع واحد فقط، مع 8 وفيات، في حين تعافت 177 حالة حتى الآن. وأوضح المصدر أن غالبية الإصابات تتركز في مخيمات دبة نايرة جنوب منطقة طويلة، والتي تشهد اكتظاظًا سكانيًا شديدًا خاصة بالنساء والأطفال، بحسب 'دارفور24.

نقص الاحترازات الصحية ساهم في انتشار الوباء

عزا المصدر سبب تفشي الوباء إلى الكثافة السكانية العالية داخل المخيمات وغياب الاحترازات الوقائية، مؤكدًا أن المجتمعات نفسها لا تلتزم بالإجراءات الصحية الضرورية لمواجهة الأمراض المعدية، ما ساعد في تسريع انتشار الكوليرا.

أطباء بلا حدود: الجهود مستمرة بالتنسيق مع السلطة الصحية

من جهته، أكد مصدر طبي بمنظمة أطباء بلا حدود أن المنظمة تبذل جهودًا بالتنسيق مع القطاع الصحي التابع للسلطة المدنية لاحتواء انتشار الكوليرا في طويلة. وكشف عن إنشاء مركز عزل صحي بمدرسة طويلة الثانوية بنات لاستقبال الحالات المصابة، بالإضافة إلى مركز عزل آخر داخل مخيم دبة نايرة.

اتهامات للسلطة المدنية بالتكتم على حجم الكارثة

في السياق، وجه نشطاء محليون اتهامات مباشرة إلى السلطة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور بالتكتم على المعلومات المتعلقة بوباء الكوليرا، وعدم إعلانه رسميًا حتى اللحظة، رغم اتساع رقعة الإصابات.

وأشار أحد الناشطين في المنطقة إلى أن حالات الإسهالات المائية الحادة والكوليرا تنتشر بشكل مرعب في مخيمات النازحين، فيما لا تزال المطاعم والمرافق العامة تفتح أبوابها في ظل تدهور بيئي مقلق.

غياب الاحترازات البيئية وتأخر التوعية المجتمعية

وأضاف الناشط أن القطاع الصحي لم يتخذ إجراءات كافية حتى الآن، حيث لم تُغلق المطاعم أو تُفرض أي قيود وقائية، مشيرًا إلى ضعف الاستجابة في ظل تدهور بيئي واضح وتراكم النفايات. وطالب بضرورة إشراك المجتمع المحلي في حملات توعية تلامس الواقع، خصوصًا داخل مخيمات النزوح.

آلاف الأسر معرضة للخطر وسط صمت رسمي

وتحتضن منطقة طويلة آلاف الأسر النازحة من مخيمي زمزم وأبوشوك، بعد فرارهم جراء النزاع المحتدم في مدينة الفاشر. وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي من القطاع الصحي التابع للسلطة المدنية بخصوص التقارير المتداولة عن تفشي الكوليرا في المنطقة، ما يزيد من غموض المشهد الصحي.