اخبار السودان
موقع كل يوم -خبطة نيوز
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢١
هل يفلت السودان من فخ البنك الدولي؟؟
الخرطوم: خبطة نيوز
توقع خبراء اقتصاديين إرتفاع معدلات التضخم في السودان الى (500%) ونسبه لزيادة أسعار الغذاء والوقود التي تمت زيادته مؤخرا و اشعل شرارة موجة التضخم من جديد وذلك بفضل اشتراطات سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من تعويم الجنيه ورفع الدعم عن السلع والمحروقات … الخ.
حيث تلقى أنشطة البنك الدولي انتقادا واسعا من خبراء الاقتصاد العالميين والمحليين، وقد وصف جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد ، الذي يحظى باحترام المخصين ان سياسة البنك الدولي تجاه البلدان النامية بأنها (فظيعة وغير عادلة) وأظهر التحليل الذي أجراه الخبراء أن برامج البنك الدولي لا يتضمن تنمية اقتصاديات الدول بل على العكس يؤدي إلى تدهور حاد في الوضع الاقتصادي للدول التي قامت بتطبيق سياساته وبرامجه .
ويرى مراقبون أن أمريكا اليوم تتمتع بصوت حاسم في اتخاذ القرارات في البنك والذي يحاول باستمرار اتباع سياسة استعمارية فيما يتعلق بالدول النامية والجدير بالذكر أن وهذا الأمر يجعل الوضع يزداد سوءا بالنسبة لبعض الدول التي أصبحت تحت خط الفقر بفضل تلك السياسات والبرامج والخطط والقرارات ، بينما تلبي هذه السياسات المصالح القومية للولايات المتحدة.
وأوضح مراقبون انه عندما تصبح الدولة فقيرة وتعتمد فقط على الأموال التي يقدمها البنك الدولي ، عندها يصبح من السهل جدًا عليهم إدارتها، ويفعلون ما هو مفيد لأمريكا فقط، وعل سبيل المثال لا الحصر في العام ( 1980 إلى 2003) ، تلقت (105) دولة 'فقيرة' قروضًا ومنحًا من البنك الدولي، ونتيجة لذلك انخفض الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد في جميع البلدان تقريبًا واندلعت أزمة اقتصادية خطيرة، وظهرت صورة أكثر حزناً في إفريقيا، وقد تلقت 48 دولة الأموال من البنك الدولي ، ويمكن لثلاث دول فقط اليوم أن تحافظ بطريقة ما في السيطرة على الوضع.
وأوضح خبراء اقتصاديين أن المطلب الرئيسي لتلقي الأموال من البنك الدولي هو رفض جميع الدعوات الاجتماعية وتعويم العملة ورفع الدعم عن المحروقات ، و هذا ما يحدث في السودان اليوم، ويبدو أن الخطوة الأولى هي زيادة أسعار الوقود التي أشعلت شرارة موجة التضخم بالإضافة إلى الزيادة المرتقبة في تكلفة الكهرباء والمياه.
واكد الخبير الاقتصادي عالم عباس السودان يعاني من ازمات اقتصادية متجددة في الوقود والخبز والغاز وكذلك ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، ودعا عباس الى ضرورة وضع خطط ورؤى اقتصادية للخروج من فخ البنك الدولي.
وتساءل عباس ماذا سيحدث بعد تأزم الاوضاع الاقتصادية في السودان ، وإلى ماذا ستؤدي؟ وقال عباس ليس بالضرورة أن تكون خبيرًا لفهم سياسات البنك الدولي في إفقار الشعب السوداني وإيقاعه في كارثة اقتصادية.
وأوضح عباس أن البنك الدولي يقوم بإقراض الدول الفقيرة والمتعثرة من اجل التنمية، ولكنه يفرض عليها سياساته النقدية وفي الغالب تكون ضد مصالح الشعوب ما يحدث في السودان الآن وهو بصورة اخرى يهدف الى إذلال تلك الشعوب في البلدان التي ارتضت باخذ القروض، مما زاد من معدلات الاجرام والفقر والعوز والحاجة في تلك البلدان، واذا نظرنا الى تلك الشعوب نجد انها غارقة في الفقر وهذا يجعل البنك الدولي وصى على تلك البلدان.
ويري عباس أن السودان على وشك أن تفرض عليه الوصايا وخصوصا بعد تطبيق سياسات البنك الدولي من رفع الدعم عن المحروقات والخبز والسلع الاساسية و تعويم الجنيه.
وقال عباس ان حال السودان الان في وضع لا يحسد عليه نرزح تحت خط الفقر و نكافح من أجل لقمه العيش بينما البعض يدخرون أموالهم في (الملاذات الآمنة).