همسة وصل.. هادية قاسم: (صلة الماء بالورد)

الولاء من أهم أركان المحبة والإنتماء ،ولا ينطبق الأمر على الولاء في العلاقات العاطفية فقط أو بأشخاص بأعينهم ،وإنما يندرج أيضاً ضمن الذوق العام للمتلقي والذي يظهر ولاءه لفنان ما أو لضرب إبداعي معين ،بحيث تكون صلة المتلقي بأحد الفنانين مثلاً كصلة الماء بالورد ،..وأجد هذا المعنى ينطبق تماماً لدى عشاق فن الطنبور بمختلف مدارسه والذين أجمعوا على روعة فنهم وأصالته،ساقني لهذا الحديث ما وجدته من إحتفاء وولاء ومهنية عالية من محبي (فن الطنبور ) الذين أنشأوا صفحات اسفيرية عبر (الفيس بوك) و(الواتس آب) وهم ينشرون ويحللون ويدعمون ويقومون كل ما هو جميل من إنتاج ابداعي ثر ،فإجتمعت في هذه الصفحات الإسفيرية قامات لفناني الطنبور وأضحت بمثابة أرض خصبة للمجايلة ،سيما وأنها تضم فطاحلة أمثال ميرغني النجار وجعفر السقيد وحافظ الباسا وغيرهم بجانب شعراء كبار ،وفنانين وشعراء شباب أيضاً .

ومما يثير الدهشة أن هذا العمل الكبير الذي يقف خلفه الشاعر والناقد الفني (عمار مكي ) يتناول موضوعات الطنبور تناولاً دقيقاً إبتداءاً من النص الشعري مروراً باللحن والموسيقى والآداء ،كما نجد أن الجماهير التي لم يجمعها في هذه المنابر الفنية غير (الولاء) لفن الطنبور  تتمتع بذائقة مختلفة ومهارات عالية وربما هي التي جعلتهم من محبي فن الطنبور والذي يحتاج لأن تكون عاشقاً له ذات المهارات الفنية الذوقية العالية المختلفة والمغايرة لضروب الفن الأخرى .

تمكن القائمون على أمر هذه الصفحات من توثيق حتى الحفلات الأخيرة لفنانين كبار كانت قد أقيمت بالمملكة العربية السعودية وبطريقة أو بأخرى وثّقوا لهذه الحفلات التي وجدت صيتاً كبيراً بالخارج .فقد أبدع ميرغني النجار وكذلك جعفر السقيد وحافظ الباسا وهم ينثرون الدرر بالمملكة ويدهشون المتلقي أيما إدهاش بإبداعهم الذي يثير الشجون ويمتّع الأنفس .وخلاصة القول نتمنى أن تُستغل هذه الوسائط الإجتماعية استغلالاً طيباً مثلما فعلت (فن الطنبور ) وأن يقدم كل شخص من زاويته ما يفيد بها المجتمع .