خطر الإنفصال يقود وزير الخارجية المصري إلى زيارة السودان

متابعات – نبض السودان

حذرت القاهرة من استغلال التطورات الأخيرة في إقليم دارفور من قبل مليشيا الدعم السريع للمطالبة بانفصال جديد، وذلك في ظل إعلان المليشيا تشكيل حكومة موازية في السودان، بحسب تصريحات أدلى بها السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لصحيفة 'الشرق الأوسط'.

وقال حليمة إن مصر 'ترفض أي محاولات لتوظيف الوضع الميداني والسياسي الداخلي لدعم سيناريو التقسيم'، مشيراً إلى أن القاهرة تسعى لحشد الجهود الدولية من أجل التوصل إلى تسوية شاملة تنهي النزاع وتحافظ على وحدة السودان.

وفي السياق ذاته، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن تقسيم السودان 'خط أحمر' لا يمكن لمصر القبول به، مؤكداً في تصريحات لقناة 'القاهرة الإخبارية' أن 'لا حلول عسكرية للأزمة السودانية'، داعياً إلى إطلاق مسار إنساني يضمن وصول المساعدات دون عوائق، بالتوازي مع تعزيز الدعم الإغاثي والتنسيق مع المنظمات الدولية.

وخلال زيارته إلى مدينة بورتسودان، التقى عبد العاطي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث جدد دعم مصر الكامل لحكومة 'الأمل' السودانية، وأدان الانتهاكات والفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، مؤكداً استمرار جهود القاهرة لتحقيق الاستقرار في السودان.

وتأتي زيارة الوزير المصري وسط تصاعد المخاوف من تفكك السودان بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على إقليم دارفور، بما في ذلك مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، وسط اتهامات للحركة بارتكاب جرائم ضد المدنيين.

وأكد عبد العاطي خلال لقائه البرهان دعم مصر لوحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وعلى رأسها القوات المسلحة، مشيراً إلى انخراط القاهرة الفاعل في جهود الآلية الرباعية الدولية، التي تضم السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة، بهدف وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب السوداني.

كما عقد عبد العاطي اجتماعاً ثلاثياً مع وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم، ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، لبحث سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية للأزمة السودانية، وضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضرراً.

وشدد الوزير المصري على ضرورة دعم الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق سلام مستدام في السودان، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني، مؤكداً أن رؤية مصر لحل الأزمة ترتكز على مسارات سياسية وأمنية وإنسانية متكاملة.