الحرب الروسية الأوكرانية ….هل تحسم بالنووي ؟  

أعدها:المثنى عبدالقادر

أكد مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن رغبة أوكرانيا في الإنضمام إلى حلف (الناتو) ليست القضية الرئيسية في الوقت الحالي،ووفقاً له، يمكننا فهم رغبة كييف في الإنضمام إلى التحالف، لكن هذه ليست القضية الرئيسية في الوقت الحالي،وأعتبر أن الأهم الآن هو الحفاظ على قدرة أوكرانيا الدفاعية،في الإطار قالت المحكمة الدستورية الروسية في بيان،أمس (الأحد)، إن الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنضمامها للإتحاد الروسي، ستجري إنتخابات برلمانية خلال سبتمبر من عام 2023م،حيث سيتم إجراء إنتخابات برلمانية في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا،في السياق، رفض رؤساء (9) دول في وسط وشرق أوروبا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس (الأحد)، إنهم لن يعترفوا أبداً بالمحاولات الروسية لضم أراضٍ أوكرانية:-

إنشقاق أمريكي أوروبي

كتبت صحيفة (قلوبال تايمز) الصينية أن بيان حلف (الناتو) بشأن حادثة السيل الشمالي يظهر نية حلف (الناتو) للتنصل من المسؤولية عن الإنفجارات ومواصلة العمل على ردع روسيا،وفي الوقت ذاته نقلت الصحيفة عن موقف الخبراء الصينيين أن بيان (الناتو) جاء مبكراً جداً، لأنه لم يتم الكشف عن حقيقة ما جرى بعد،وقالت الصحيفة: يشير رد فعل الحلف على أن المواجهة بين روسيا والغرب قد تشتد أكثر مما هو عليه الآن،كما أشارت أن الأعمال التخريبية على خطي أنابيب الغاز (السيل الشمالي-1) و(السيل الشمالي-2) عززت إعتماد أوروبا على الولايات المتحدة،وأوضحت: التسربات من خطي أنابيب الغاز لا تعد مشكلة بالنسبة لمجال الطاقة فحسب، بل ومشكلة للمنافسة السياسية. ويجب على أوروبا، وخاصة ألمانيا، أن تفهم أن آليات تأثيرها المفقودة في المحادثات مع روسيا مكبلة اليدين لخدمة المصالح الأمريكية،والأكثر من ذلك فيتوقع الخبراء أن تصبح هذه الحادثة تحدياً جدياً لأمن الطاقة الألماني وستؤثر على حياة الألمان العاديين.

وذكرت الصحيفة أن ألمانيا استثمرت كثيراً من الطاقة والأموال في مشروع (السيل الشمالي-2) في محاولة للحصول على الطاقة الرخيصة من روسيا،وأشارت أن شقوقاً قد تظهر بعلاقات أوروبا والولايات المتحدة.

مواجهة عسكرية

أعلن سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية نيكولاي كورشونوف، أن تصرفات حلف (الناتو) تزيد من خطر إندلاع صراع في منطقة القطب الشمالي، وقد تؤدي إلى صدام عسكري،وقال في حديث لوكالة (تاس) على هامش المنتدى المالي العالمي أظهر التصريح الأخير للأمين العام لحلف (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يعتبر التعاون الإقتصادي بين روسيا والدول التي لا توجد لها أراضي في منطقة القطب الشمالي، مثل الصين، الأمر الذي يعتبره الحلف تهديداً لأمنه، لزيادة تواجده في الشمال،وأضاف كورتشونوف: يتطور مثل هذا النزاع، بالطبع، في ظروف غياب أي حوار بمشاركة الدول التي توجد لها أراضي في منطقة القطب الشمالي، ويزيد من خطر إندلاع نزاع، وقد يثير حوادث عسكرية في المنطقة.

منع البضائع الغربية

وقع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين مرسوماً يفرض حظراً على دخول شاحنات نقل البضائع من دول الإتحاد الأوروبي والنرويج وأوكرانيا وبريطانيا وأيرلندا الشمالية،وينص المرسوم الذي نُشر على المنصة الرسمية للمعلومات القانونية على أن الحظر يجري تطبيقه رداً على القيود التي تفرضها هذه الدول على شركات الشحن الروسية،وذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، أن القرار ينص على أن الحظر ينطبق على النقل الثنائي والعبور. ويستثنى من الحظر عدداً من السلع وهي المواد الغذائية والسلع تامة الصنع،بحسب الوثيقة الحظر لن ينطبق على اللحوم والأسماك والحليب وبعض أنواع الخضروات والحلويات والكاكاو ومنتجات الحبوب والكحول والأسمدة والأدوية وموانع الحمل والورق والكرتون،كما لا يشمل الحظر الساعات والآلات الموسيقية والمفاعلات النووية وأجهزة تسجيل الأفلام والصوت،ويدخل القرار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري وسيكون ساري المفعول حتى 31 ديسمبر من العام الحالي.

غزو روسيا

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المصري الدكتور سعد الزنط ، إن تصريحات رئيس دولة الشيشان بتوجيه روسيا إلى استخدام السلاح النووى، ليس كلاماً عاطفياً، ولكن هناك أسباب دفعت لهذا الكلام،وأضاف أن الرئيس الشيشاني ربما يلوح للغرب إلى إستخدام هذا النوع من الأسلحة، وأن الغرب خلال الفترات السابقة كان يدعم أوكرانيا بالأسلحة وغيرها من الدعم اللوجيستي والأقمار الصناعية وهذا ما أعطاهم قوة رمزية،وأضاف الزنط خلال استضافته على قناة (صدى البلد)، أنه فى حالة استمرار إرتفاع أسعار الطاقة والتى وصل إلى (1000) متر مكعب من (200) دولار إلى (2000) دولار بهذا الشأن، فإن أوروبا تفكر جدياً فى إحتلال روسيا، وهذا ربما يبدو بعيداً مضيفاً أنها ستكون حرب كبيرة، ولو قرأنا تاريخ الغرب نجد أن الغرب دائماً ما يسطو على الأماكن التى بها ثروات وأن إفريقيا والخليج لم يكونا بعيداً عن هذا مشيراً أن الثروة الآن موجودة فى روسيا،وأوضح مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، أن مسألة النووى التكتيكي ربما لا نصل لها، ولكن إجتياح أوروبا و(الناتو) لروسيا هو إحتمال من الإحتمالات، وهذا نوع من الإنتحار للعالم وأن الولايات المتحدة هي كلمة السر فى كل ما يدور في العالم.

قديروف ينصح بوتين

قال زعيم الشيشان رمضان قديروف، إنّ على موسكو التفكير في استخدام سلاح نووي منخفض القوة في أوكرانيا، بعد هزيمة كبيرة جديدة منيت بها في ساحة المعركة،في رسالة على تطبيق تلغرام تنتقد القادة الروس لتخليهم عن بلدة ليمان في شرق أوكرانيا، ، كتب قديروف: في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما يرقى لإعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة،وكان قديروف يتحدث بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية، من بينها دونيتسك التي تضم ليمان، ووضعها تحت المظلة النووية الروسية، قائلاً إنّ موسكو ستدافع عن الأراضي التي سيطرت عليها بكل ما لدينا من قوة ووسائل،وتمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي تضم أسلحة نووية تكتيكية منخفضة القوة مجهزة للاستخدام ضد الجيوش المعادية،وأشار حلفاء كبار آخرون لبوتين، بمن فيهم الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، إلى أن روسيا قد تحتاج إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية، لكن دعوة قديروف كانت الأكثر إلحاحاً وصراحةً.

مقتل مئات الجنود

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس (الأحد)، أن مئات العسكريين الأوكرانيين تم القضاء عليهم، بالإضافة إلى تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية، وقالت وزارة الدفاع في الإفادة الصحفية اليومية إن أكثر (100) جندي أوكراني تم القضاء عليهم ، بالإضافة إلى تدمير (12) آلية عسكرية بضربات صاروخية على مناطق تمركز اللواءين الآليين (92) و(14) التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة خاركيف،وبلغت خسائر القوات الأوكرانية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة (310) طائرة حربية، و (155) طائرة مروحية، و(2134) طائرة مسيرة، و(378) منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و (5281) دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و(858) مركبة قتالية مجهزة بقاذفات صواريخ متعددة، و(3443) مدفعية ميدانية ومدافع هاون، و (6126) مركبة عسكرية خاصة.

حديث خبراء أمريكيون

قال خبراء عسكريون أمريكيون إن الإنسحاب الروسي من مدينة ليمان شرقي أوكرانيا أتى بناء على قرار للرئيس الروسي بوتين، جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه الاستخبارات العسكرية البريطانية أن روسيا تكبدت خسائر فادحة في العملية،وكشف خبراء عسكريون من معهد دراسات الحرب بالولايات المتحدة أن إنسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا أتى بناءً على قرار واعٍ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين،وأوضح الخبراء في تحليل أولي نُشر أن القيادة العسكرية الروسية ليس هي من قرر عدم تعزيز الخطوط الأمامية بالقرب من مدينتي كوبيانسك وليمان، وإنما الرئيس الروسي نفسه،وبحسب التحليل فإن بوتين كان يريد من القرار تأمين مناطق استراتيجية في خيرسون وزابوريجيا. وتقع ليمان في إقليم دونيتسك وقد استخدمتها روسيا كمركز لوجستي ونقل لعملياتها في شمال الإقليم،وتعد السيطرة علي ليمان أكبر مكسب لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية الشهر الماضي،وأمام فقدان روسيا سيطرتها على ليمان، دفعت موسكو بتعزيزات عسكرية كبيرة في منطقتي خيرسون  وزابوريجيا، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن خبراء المعهد الأمريكي،كما كشف الخبراء عن هجوم بري فاشل قامت به القوات الروسية في مدينة كوساتشا لوبان الواقعة شمال خاركيف. وبحسب مصادر عسكرية أوكرانية فقد صدت القوات الأوكرانية الهجوم قرب الحدود الأوكرانية،وتشير هذه الهجمات إلى أن بوتين سيواصل من المرجح السعي لتحقيق أهدافه باستعادة السيطرة على مناطق خارج تلك التي ضمها بشكل غير قانوني، بدلاً من تحريك قوات لمواجهة الهجوم الأوكراني في دونباس،بدوره كتب المؤرخ العسكري فيليبس ب. أوبرين في تغريدة على (تويتر) أن إنتصار القوات الأوكرانية في ليمان مثير للإعجاب أكثر من مثيله في خاركيف.

من جانبها، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن روسيا تكبدت على الأرجح خسائر فادحة عند إنسحاب قواتها من مدينة ليمان،وذكر بيان وزارة الدفاع البريطانية اليومي أن المدينة الواقعة في منطقة  دونيتسك كان يدافع عنها على الأرجح قوات غير مكتملة من المناطق العسكرية الغربية والوسطى في روسيا، بالإضافة إلى مجموعات من جنود الإحتياط الذين تم حشدهم طواعيةً.