اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يؤكد الأطباء أن بلوغ سن الأربعين يمثل نقطة تحول محورية في حياة الإنسان، إذ تبدأ عندها أجسامنا بالخضوع لتغيرات فسيولوجية واضحة يمكن أن تكشف الكثير عن مدى تقدمنا في العمر وصحتنا المستقبلية، وهو ما يجعل الفحوصات الدورية في هذه المرحلة من العمر ضرورة لا غنى عنها.
وفي هذا السياق، أشار الطبيب العام والرئيس التنفيذي للجنة الطبية المحلية في دونكاستر ببريطانيا الدكتور دين إيغيت إلى أن فحوصات الدم المنتظمة بعد الأربعين تعد من أفضل الوسائل لمراقبة الحالة الداخلية للجسم واكتشاف أي مشكلات صحية في بدايتها قبل أن تتطور إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها.
وفيما يلي أربعة فحوصات رئيسية ينصح بها الأطباء لكل من تجاوز سن الأربعين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية.
فحص الدهون والكوليسترول
يعد فحص الدهون أحد أكثر التحاليل أهمية بعد سن الأربعين، إذ يحدد مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) والكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية في الدم.
ارتفاع الكوليسترول الضار يؤدي إلى تراكم الترسبات في جدران الشرايين، مما يزيد من خطر الجلطات القلبية والدماغية وارتفاع ضغط الدم.
وينصح الأطباء بالحفاظ على توازن صحي بين الكوليسترول الجيد والضار، خصوصًا بعد الأربعين، حيث تقل قدرة الجسم الطبيعية على التخلص من الدهون الضارة.
اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان على ضبط هذه المستويات، فيما قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أدوية خافضة للدهون تحت إشراف الطبيب.
فحص وظائف الكلى
تعمل الكليتان على تنقية الدم من السموم وتنظيم توازن الأملاح والسوائل في الجسم، وأي خلل في أدائهما ينعكس مباشرة على الصحة العامة.
يقيس فحص وظائف الكلى مستوى الكرياتينين في الدم، وهو مؤشر دقيق على مدى كفاءة الكلى في التخلص من الفضلات.
ارتفاع هذا المؤشر قد يدل على بداية مرض الكلى المزمن، الذي غالبًا لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة.
ولذلك، يُوصى بإجراء هذا الفحص بشكل دوري للكشف المبكر عن أي قصور في وظائف الكلى والوقاية من مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب وارتفاع الضغط.
فحص سكر الدم التراكمي
يُعرف هذا التحليل أيضًا باسم HbA1c، وهو يقيس معدل السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
يُعتبر هذا الفحص من أكثر الطرق دقة للكشف عن مقدمات السكري أو الإصابة به، حيث يشير ارتفاع النتائج إلى أن الجسم لا يستخدم الإنسولين بكفاءة، ما يزيد من خطر تلف الأعصاب والعينين والكلى.
وللوقاية من داء السكري ومضاعفاته، ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل تناول السكريات والدهون المشبعة، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني المنتظم.
قياس ضغط الدم
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصامتة انتشارًا بعد سن الأربعين، إذ لا تظهر أعراضه غالبًا إلا بعد فوات الأوان.
تتراوح القيم الصحية لضغط الدم بين 90/60 و120/80 ملم زئبق، بينما يُعد الضغط الذي يبلغ 140/90 أو أكثر مؤشرًا خطرًا يستوجب المتابعة الطبية العاجلة.
قياس الضغط بشكل دوري يساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، ويمكن خفض مستوياته من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل تناول الملح والكافيين، إضافة إلى إنقاص الوزن في حال وجود زيادة فيه.
الفحص الدوري بعد الأربعين ضرورة لا خيار
يشدد الأطباء على أن الاهتمام بهذه الفحوصات الأربعة لا يعني انتظار ظهور الأعراض، بل يجب أن يكون جزءًا من أسلوب الحياة بعد الأربعين.
فالكشف المبكر يتيح فرصًا أكبر للعلاج والوقاية، ويمنح الإنسان القدرة على السيطرة على صحته قبل أن تسيطر عليه الأمراض.
ومع تسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط اليومية، تصبح هذه الفحوصات بمثابة درع وقاية ذكي يحمي من مضاعفات مستقبلية يمكن تفاديها بخطوات بسيطة اليوم.


























