مفوضية حقوق الإنسان تتلقى أخطر ملف عن جرائم المليشيا

متابعات- نبض السودان

قدّم المندوب الدائم للسودان لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد حسن، تنويرًا شاملًا للمفوضية السامية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية بشأن الجرائم الوحشية والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية في مدينتي الفاشر وبارا، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل استمرارًا لنهج دموي طال مدن السودان المختلفة.

تفاصيل الجرائم في الفاشر وبارا

خلال اللقاء الذي جمعه بنائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان الدكتورة ندى الناشف، وكبار المسؤولين من قسم إفريقيا والسودان بالمفوضية، استعرض السفير حسن حامد تفاصيل دقيقة عن الجرائم التي بدأت منذ السادس والعشرين من أكتوبر الجاري في مدينة الفاشر وما حولها، موضحًا أن المليشيا المتمردة ارتكبت عمليات قتل جماعي واستهداف عرقي ممنهج ضد المدنيين.

وأوضح المندوب الدائم أن المليشيا الإرهابية نفذت عمليات تصفية جماعية داخل المستشفى السعودي للولادة بمدينة الفاشر، شملت المرضى والمرافقين والأطقم الطبية، في مشهد وصفه بأنه 'جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية'، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات ليست جديدة على المليشيا، بل تكررت في مدن أخرى مثل الجنينة والخرطوم وولاية الجزيرة.

اتهامات مباشرة

وأكد السفير حسن حامد خلال لقائه بالمفوضية أن تراخي المجتمع الدولي وغض الطرف عن الجهات التي تموّل المليشيا، وعلى رأسها دولة خليجية شهيرة ، أسهم في تفاقم الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب السوداني، مشددًا على أن الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه أبوظبي لتلك المليشيا مكّنها من تنفيذ فظائعها دون خشية من المساءلة.

وأضاف أن المليشيا الإرهابية تلقت كميات ضخمة من الأسلحة والعتاد والمرتزقة بدعم مباشر منها، مما منحها الضوء الأخضر للاستمرار في استهداف المدنيين وتدمير المدن السودانية.

المجتمع الدولي تحت المجهر

وحذر المندوب الدائم من أن استمرار الصمت الدولي تجاه الجرائم الموثقة في دارفور ووسط السودان سيجعل المجتمع الدولي شريكًا في الجريمة، مؤكدًا أن السودان يطالب بتحقيقات دولية عاجلة، ومساءلة كل من يدعم أو يمول أو يغض الطرف عن هذه الممارسات الإجرامية.

لقاءات موسعة وتحركات دبلوماسية

وكشف السفير حسن حامد أن بعثة السودان بجنيف كثّفت خلال الأيام الماضية لقاءاتها التنويرية مع عدد من الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية لفضح انتهاكات المليشيا.

وأوضح أن اللقاءات شملت المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وبعثة الاتحاد الأوروبي بجنيف، بالإضافة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث قدمت البعثة أدلة ميدانية وصورًا وتقارير توثق حجم الجرائم المرتكبة.

وأكد أن هذه التحركات تهدف إلى حشد الدعم الدولي لموقف السودان القانوني والإنساني، والدفع باتجاه محاسبة قادة المليشيا الإرهابية أمام المحاكم الدولية.

السودان يطالب بتحرك عاجل

وشدد المندوب الدائم في ختام حديثه على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، داعيًا إلى فرض عقوبات على الدول الداعمة للمليشيا، ومنع تدفق السلاح إلى أيديها، وتكثيف الجهود الإنسانية لحماية المدنيين في مناطق النزاع.

وأضاف أن استمرار مأساة الفاشر وبارا وغيرها من المدن يؤكد أن المليشيا لا تعرف سوى لغة الدم والتخريب، وأن أي تأخير في التحرك الدولي سيكلف الشعب السوداني مزيدًا من الأرواح والدمار.