اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
رصدت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاعًا خطيرًا في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الآلاف من السكان، في ظل استمرار الحصار واستهداف مراكز توزيع المساعدات.
'مصائد الموت'.. مراكز الإغاثة تتحول إلى مسارح للمجازر
قالت المصادر إن قطاع غزة يعيش حالة مجاعة فعلية تتجلى في نقص حاد بالمواد الغذائية الأساسية، مع تفشي معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال وكبار السن، في ظل عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة. وأكدت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة دامية جديدة قرب مراكز توزيع المساعدات الأميركية التي أطلقت عليها المصادر اسم 'مصائد الموت'، مشيرة إلى أنها أصبحت مواقع خطر مميت يهدد المدنيين الباحثين عن الطعام.
مجمع ناصر يستقبل شهداء الجوع
أفادت المصادر أن مجمع ناصر الطبي استقبل منذ فجر اليوم 32 شهيدًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، جميعهم ضحايا الاستهداف الإسرائيلي لمراكز توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة. هذه المجازر تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين العزل.
نداء عاجل لإنقاذ ما تبقى
طالبت المصادر الطبية المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بـ'التحرك العاجل والفوري'، لوقف هذه المجازر وفتح الممرات الإنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل منتظم ومستمر. وقالت المصادر إن استمرار الصمت الدولي يفاقم الكارثة، ويمنح الاحتلال ضوءًا أخضرًا لمواصلة سياسة التجويع والاستهداف.
شبح الموت يطارد أكثر من مليوني إنسان
وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة مهددون بالجوع، بينما تعمل فقط 17 مستشفى من أصل 36 بشكل جزئي، في ظل نقص حاد في الأدوية والكوادر والمستلزمات الطبية. كما ارتفعت وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية إلى 66 حالة وفاة، مع ازدياد الحالات الحرجة يومًا بعد يوم.
الأمم المتحدة: الوضع أصبح كارثيًا
من جهته، حذر توم فليتشر، منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، من أن الوضع الإنساني في غزة أصبح 'كارثيًا'، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بتقييم مدى التزام إسرائيل بواجباتها كقوة احتلال. وقال فليتشر في تصريحات أدلى بها من نيويورك: 'إسرائيل ملزمة بضمان حصول السكان على الغذاء والإمدادات الطبية، لكن ذلك لا يحدث.. بل المدنيون يُقتلون ويُصابون ويُجبرون على التهجير ويتعرضون للتجريد من الكرامة'.
الموت مقابل رغيف الخبز
وأوضح فليتشر أن الأوضاع في غزة تعجز الكلمات عن وصفها، قائلاً: 'الغذاء ينفد.. من يخرج بحثًا عنه يخاطر بحياته.. الناس يموتون وهم يحاولون إطعام أسرهم'، مشيرًا إلى أن مشاهد الجوع في القطاع لا تختلف عن مشاهد الخراب بعد الزلازل أو الكوارث النووية.
لا ملجأ من الجوع ولا مأوى من الحرب
المصادر أكدت أن سكان غزة يعيشون دون كهرباء أو مياه أو صرف صحي، ويقيمون وسط الركام والمخلفات، مما فاقم من انتشار الأمراض والأوبئة، وأدى إلى ارتفاع الإصابات بين الأطفال وكبار السن، في وقت تتعطل فيه معظم المرافق الصحية.
بين الحصار والمجازر.. غزة تصرخ للعالم
تزداد معاناة الغزيين مع مرور كل يوم، في ظل تقاعس دولي وعجز أممي عن فرض حماية للمدنيين، بينما يتواصل قصف المنشآت الإغاثية، وتتحول المساعدات الإنسانية إلى فخاخ موت تستهدف من يحاولون البقاء على قيد الحياة.
مأساة تتطلب وقفة ضمير
ناشدت المصادر الطبية وممثلو المجتمع المدني في غزة، الدول الكبرى والمنظمات الدولية، بتوفير ممرات آمنة، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، محذرين من أن العالم سيشهد كارثة إنسانية تُسجل في كتب العار إذا لم يتحرك بشكل فوري.