فشل الموسم الزراعي … نذر المجاعة ..!!

الخرطوم : هالة حافظ

تنبأ عدد من المزارعين بفشل الموسم الزراعي الصيفي بسبب إهمال الدولة للقطاع وذلك بعدم  تمويل الموسم وتوفير مدخلات الانتاج المتمثلة في المبيدات والتقاوي والري مشيرين إلى أن كل هذه العوامل توحي  بفشل الموسم في وقت صرح فيه وزير المالية جبريل ابراهيم خلال لقائه بالمدير الاقليمي لمنظمة الاغذية والزراعة بابا غانا أحمد  عن كيفية تطوير القطاع الزراعي باعتبار ان السودان من الدول الغنية بالموارد الزراعية وتأكيده على ضرورة الاهتمام بالتحضير الجيد وتوفير مدخلات الانتاج في الوقت المناسب في وقت فشلت فيه الحكومة عن توفير الدعم اللازم للقطاع الزراعي في ظل ظروف يعاني فيه العالم من نقص في الغذاء وقد تكون الزراعة في السودان مخرجا   للعالم أجمع من هذه الأزمة لتوفر المقومات الأساسية لتوفير الغذاء حال  وجدت دعما حكوميا بدلا من شعاراتها التي ترفعها بأن الزراعة مخرج للسودان من أزمته الاقتصادية واصبح الموسم الزراعي مهددا بالفشل بحسب شكاوى  المنتجين بمناطق الإنتاج من إهمال الحكومة لعملية التمويل الزراعي علما بأن الحكومة قد رفعت يدها العام السابق من عملية شراء القمح مما أدى إلى حالة من الاستياء وسط المزارعين الذين يعتمدون على التمويل الذاتي معلنين خروجهم من الزراعة لتكبدهم خسائر فادحة العام الماضي.

رصد مليار جنيه ..

فيما أعلن قطاع الجزيرة بالبنك الزراعي عن رصد مليار جنيه للتمويل الزراعي للربع الثالث من الموسم الحالي .

وكشف  مدير قطاع الجزيرة بالبنك الزراعي ذو الكفل أحمد الأمين

عن انطلاقة عمليات التمويل بكل فروع البنك على مستوى محليات ولاية الجزيرة حيث اكتمل تمويل 2 ألف مزارع من 4 آلاف تقدموا للتمويل وتوفير احتياجات العروة الصيفية بمخازن البنك حيث تم توفير 175 ألف جوال سماد يوريا .

وأشار لتمويل القطاع المطري بولايات شرق السودان حيث بدأ تمويل الذرة والجازولين وذلك في اطار سياسة البنك الرامية لتحقيق الأمن الغذائي .

وأكد ذو الكفل التزام البنك بالتمويل حسب المساحة المحددة،ودعا لضرورة تضافر جهود كل شركاء العملية الإنتاجية لتجاوز كل العقبات التي تعترض العروة الصيفية وشحذ همم المنتجين لتحقيق أهداف الموسم الزراعي وناشد الدولة بزيادة حجم التمويل حتى يتمكن البنك من الإيفاء بالتزاماته تجاه المزارعين .

دون الطموح :

وفي ذات السياق قال الأمين العام لتجمع مزارعي السودان للقطاع المطري سامي الرشيد التمويل للموسم الزراعي الحالي بدأ  ولكنه دون الطموح وذلك حسب التضخم بالبلاد، مؤكدا على منح التمويل للجازولين والسماد بنسبة  ٥٠%  ، الآن اغلب المزارعين اعتمدوا على التمويل الذاتي لجهة ان الزراعة لديها زمن محدد ، وأشار في حديثه لـ (الإنتباهة) الى أن الموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي فيما يخص المحاصيل النقدية التحصل لم يكن محفزا للزراعة  بصورة اكبر ، ونبه الى ان هناك ضوابط وأسسا للتمويل بان تكون الاولوية للمزارعين الذين قاموا بسداد كامل للبنك في مرحلة الكديب  والسلم والمربحات ، اما المتعسرين لديهم معالجات تتم كسلفية لكن ليس بصورة جماعية ، مشيرا إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج موضحا أن سعر برميل  المبيد  وصل إلى مليار و٤٠٠ الف جنيه اي ٩.٠٠٠ جنيه للتر  اما سعر جوال السماد بلغ ٣٨.٠٠٠ جنيه،  وطالب سامي الحكومة بسحب القيمة المضافة للوقود والتي تبلغ   ١٨ ٪ موضحا أن تمويل الوقود تم عن طريق  البنك الزراعي حسب المساحة المزروعة، وذكر  أن العمالة غير متوفرة لذلك نطالب بالميكنة الزراعية خاصة لمحصول القطن وشكا من عدم التسويق الجيد للمحاصيل الزراعية وأبان أن الوسطاء هم المستفيد الأول من إنتاج المزارع وجهده وذلك لعدم وجود مواعين تسويقية، وطالب بضرورة توفير مدخلات الإنتاج لتطوير الزراعة خاصة بعد حرب روسيا على أوكرانيا.

ضعف التمويل :

وانتقد الأمين العام لغرفة الزراعة والإنتاج الحيواني باتحاد  أصحاب العمل د. مرتضى كمال ضعف التمويل للموسم الصيفي وقال  في حديثه لـ (الإنتباهة) إن المزارع يعتمد على التمويل اما ذاتيا او بنكيا التمويل الأول المزارع ليس لديه بسبب عدم شراء الحكومة للقمح اما البنكي تأخر ومع ذلك اقل من العام الماضي ونبه مرتضى الى ان التمويل من المبالغ المالية حتى شهر أغسطس بلغ نسبة ٤٧%  وكنسبة مساحة بلغ ٢٢ % واضاف عدد  بالمزارعين الممولين بولاية القضارف ١٥% .

واردف بالنسبة لمزارعي الجزيرة هؤلاء يعتمدون على التمويل الذاتي من بيع محصول القمح وللأسف اول مرة الحكومة تخرج عن شراء القمح والمخزون الاستراتيجي صفر . وأشار الى تأثر الموسم أيضا باضراب عمال وزارة الزراعة في تأخير المدخلات الزراعية التي لم يتم تخليصها بالميناء وهذه اكبر مهددات الموسم بجانب السماد والمبيدات القومية  لمحاربة الجراد فهذه تعتبر مهددا كبيرا للزراعة.

وفي المقابل مجهودات ذاتية :

قال نائب تجمع مزارعي السودان بالقطاع المطري جنوب كردفان غريق كمبال ان تصريحات وزير المالية التي لاتحوي اي توجيهات عملية  وإنما تؤكد فقط على أساسيات يجب أن تقوم بها الوزارة نفسها في حين ان الموسم الصيفي مهدد بالفشل لعدم اكتمال التحضيرات اللازمة خاصة وأن الزراعة مواقيت مؤكدا على أن نسبة الفشل للموسم الزراعي الصيفي ارتفعت الى ٨٠٪ والسبب الرئيسي في ذلك وزارة المالية والسياسات التي تتبعها لجهة ان البنك الزراعي لم يمول حتى نسبة ١٠ ٪ من المزارعين وهذا اكبر إنذار لفشل الموسم بالرغم من المجهودات التي يبذلها تجمع مزارعي السودان، وتوقع في حديثه لـ (الإنتباهة) فشل الموسم لجهة رفض وزير المالية منح أموال المبيدات لوزارة الزراعة بغرض مكافحة الحشرات والطيور، مؤكدا على تهديد الآفات للزراعة مشيرا إلى عدم استيراد المبيدات من دول المنشأ وأضاف  حسب قوله  : 'هذا نذير شؤم والموسم الزراعي في مهب الريح '  مشيرا إلى أن أي مجهود زراعي بذل إلى اليوم هو عبارة عن مجهودات ذاتية من المزارعين ونسبتها لاتتجاوز ٢٠ ٪.

حجم الخطر :

من جانبه وصف المزارع غالب هارون بولاية القضارف أن موقف الموسم الزراعي بالسيئ وأشار في حديثه لـ(الإنتباهة) الى أن وزارة المالية لاتدرك حجم الخطر الذي يتعرض له الموسم الصيفي عندما يمضي الوقت فيما يتعلق بعمليات التحضير،. واسترسل قائلاً : شكاوى المزارعين منذ شهر يونيو بعدم بدء التحضيرات كأنها لاتعني وزارة المالية مشيرا إلى  ضعف نسبة التمويل الزراعي الذي لايلبي الحاجة الأساسية لعملية الزراعة في المرحلة الأولى والتي لاتتجاوز ٣٠ ٪ موضحا أنه يتم منح ٢٠٠ جوال من السماد لمساحة الف فدان والتي تعادل ٣ مليارات ونصف في حين أن المشروع بالرهن والقانونية يستنزف أكثر من ٦٥٠ مليون جنيه، مشيرا إلى أن التمويل الحكومي لايتجاوز ٢٠ ٪ وزاد ' المزارعين اشتغلوا بمواردهم الذاتية وخطوة تمويل المالية تعتبر  تحصيل حاصل' لجهة ان جُل وقت الزراعة  قد مضى  .