اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
أم درمان- نبض السودان
شهدت مدينة أم درمان، العاصمة الوطنية، استقبالًا جماهيريًا حاشدًا لموكب رئيس الوزراء الدكتور كامل الطيب إدريس، في أول زيارة له للمدينة منذ تعيينه رسميًا على رأس الجهاز التنفيذي للدولة، في خطوة لافتة تعكس حجم الاهتمام الشعبي بعودة الحكومة للعمل من قلب العاصمة التاريخية.
رئيس الوزراء في أم درمان لأول مرة منذ تعيينه
وصل رئيس الوزراء إلى أم درمان صباح الجمعة، في موكب رسمي رافقه فيه عضوا مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر، والدكتورة سلمى عبد الجبار المبارك، وذلك في إطار زيارة ميدانية تهدف إلى الوقوف على أوضاع المواطنين عن قرب، ومتابعة تنفيذ توجيهات عودة المؤسسات الحكومية للعمل في العاصمة، تنفيذًا لقرار القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
مشهد استثنائي: الجماهير تملأ الشوارع
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو حية توثق لحظة استقبال الجماهير لرئيس الوزراء في قلب أم درمان، حيث امتلأت الشوارع بهتافات الترحيب واللافتات التي حملت عبارات الدعم لرئيس الوزراء الجديد، في مشهد نادر منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف العام الماضي.
وأظهرت المشاهد حالة من التفاؤل والأمل لدى قطاعات واسعة من المواطنين، الذين اعتبروا هذه الزيارة بمثابة 'بداية العودة الحقيقية للدولة'، ومؤشرًا قويًا على استعادة الثقة في الجهاز التنفيذي.
العودة التدريجية لمؤسسات الدولة
تأتي زيارة رئيس الوزراء إلى أم درمان في سياق خطة حكومية تهدف إلى إعادة مؤسسات الدولة السيادية والخدمية للعاصمة الخرطوم وأمدرمان وبحري، بعد أن شهدت تلك المؤسسات توقفًا شبه كامل بفعل الحرب التي اندلعت في أبريل من العام الماضي.
ويُعتبر هذا التحرك تنفيذًا مباشرًا لقرار البرهان الأخير القاضي بإعادة تشغيل مؤسسات الدولة من الخرطوم، في ظل محاولات حثيثة لفرض الاستقرار وإعادة الخدمات للمواطنين، خاصةً بعد سيطرة القوات المسلحة على مساحات واسعة من العاصمة.
رسالة سياسية واضحة
وتحمل زيارة رئيس الوزراء إلى أم درمان أبعادًا سياسية ورمزية عميقة، حيث تعزز من حضوره التنفيذي وتؤكد قدرة الدولة على إعادة مؤسساتها للعمل، رغم التحديات الأمنية والإنسانية الكبيرة التي تواجه السودان في هذه المرحلة الدقيقة.
ويُنظر إلى التحرك الحكومي الأخير باعتباره رسالة مزدوجة، موجهة إلى الداخل لبث الطمأنينة، وإلى الخارج بأن الحكومة المدنية المدعومة من الجيش تعمل على استعادة زمام المبادرة من العاصمة.