اخبار الصومال

أخبار الآن

سياسة

في ذكرى حصار ماراوي.. من هو "القائد برافو" الجهادي السابق الذي يساعد الفلبين في محاربة داعش؟

في ذكرى حصار ماراوي.. من هو "القائد برافو" الجهادي السابق الذي يساعد الفلبين في محاربة داعش؟

klyoum.com

القائد برافو.. من قتال الغابات إلى هيئة الحكم

تعيش ماراوي اليوم الاثنين 23 مايو الذكرى الخامسة للحصار الدموي الأليم الذي خلف جروحا كبيرة على يد جماعات متشددة ارتبطت بتنظيم داعش المتشدد. المدينة الفلبينية المطلة على بحيرة تحاول اليوم أن تستنهض بنفسها رغم محاولات التنظيم المتشدد إعادة بسط نفوذه في شرق آسيا باستهداف القوات الحكومية، واستغلال الظروف الراهنة كالانتخابات لرمي شباكها في البلاد. غير أن الوضع قد لا يسير وفق ما يريده المتشددون. لكن كيف؟

القائد برافو.. من الإرهاب للبرلمان

النشأة والبداية

جرينا مع والدينا إلى الغابة للاختباء، لكن حتى هناك، قصفنا الجنود.. مات العديد من أقاربي، وحُرقت بيوتنا ودُمرت ممتلكاتنا

عبدالله مكابار

واللافت أن شخصية الأخ الأكبر كانت تبدو أكثر حضورا حتى أنه لقب بـ"جيمس بوند" تشبيها له ببطل سلسلة الأفلام البوليسية الشهيرة، لكن موته المفاجئ أفسح المجال أمام شقيقه عبد الله ليظهر قدراته القيادية ولقبه من حوله بـ"جيمس بوند الثاني" على اعتبار أنه وارث مكانة أخيه الراحل.

ومع ذلك فقد سافر إلى المملكة العربية السعودية لكسب العيش وعمل كسائق لبعض الوقت في فترة ذروة الزخم الجهادي المرتبط بالغزو السوفيتي لأفغانستان، فذهب مع أفواج الشباب العربي إلى أرض الأفغان في بدايات العشرينات من عمره، وهناك التقى العناصر الذين أسسوا لاحقًا "تنظيم القاعدة".

وظل الحرب سجالا بين الطرفين فيما كان يتحصن برافو ورجاله في الجبال وبين الغابات الكثيفة، وفي عام 1996 تم التوصل إلى اتفاق جديد بوساطة إندونيسية ينص على وقف القتال وإنشاء هيئة انتقالية لكنه لم يجد سبيلًا للتنفيذ أيضًا، واستمرت المواجهات التي أسفرت عن تهجير مئات الآلاف من السكان المحليين وأوقعت الكثير من الضحايا المدنيين.

ومع تولي الرئيس بنينو أكينو (2010  –2016) الحكم استطاع عام 2012 التوصل لتفاهم مع جبهة تحرير مورو الإسلامية لوقف العنف بعد جهود شاقة بوساطة ماليزية، يتضمن منح أقلية مورو حكمًا ذاتيًا، وأعقب ذلك توقيع اتفاقًا موسعًا عام 2014، لكن يبدو أن ما وقع سابقا للجبهة الوطنية تعرضت له الجبهة الإسلامية؛ فالمنشقون عنها قاتلوا الجيش بضراوة اعتراضًا على الاتفاق الذي لا يلبي طموحات شعب مورو، وتواصلت المواجهات المسلحة مع الفصائل الصغيرة المتمردة في مينداناو وجزر بحر سولو.

ولم يتم تفعيل الاتفاق طوال عهد الرئيس أكينو، وتكررت الخروقات للهدنة بين الحكومة والجبهة الإسلامية، وتعرض الطرفان لاختبار صعب عام 2017 عندما هاجم تنظيم داعش، مدينة ماراوي في مقاطعة لاناو الجنوبية، وحينها تعاونت الجبهة مع الجيش ضد داعش حتى تمت هزيمته في أكتوبر/تشرين الأول 2017 لكن بعد دمار المدينة.

وساهم هذا الموقف في تقريب المسافات بين الجبهة الإسلامية والحكومة، واتفق الجانبان على تفعيل اتفاق عام 2014، وهو ما تم مطلع 2019 عن طريق تنظيم استفتاء شعبي لتطبيقه.

أزمة لاناو الشمالية

مع بدء التحضيرات لإجراء الاستفتاء شن القائد برافو حملة لم تكن عسكرية هذه المرة، بل دعائية لإقناع السكان بالتصويت بـ"نعم" في الاستفتاء، لخشيته من عدم الموافقة على ضم ستة بلدات ذات أغلبية مسلمة في مقاطعة لاناو الشمالية التي ينحدر منها، وبذل قصارى جهده لهذا الغرض.

وبالفعل صوتت الأغلبية في البلدات الست بالموافقة باعتبارها من معاقل الجبهة الإسلامية لكن أغلبية سكان المقاطعة صوتوا ضد ضم هذه البلدات لمنطقة الحكم الذاتي، وهنا حبس الكثيرون أنفاسهم خوفًا من شن برافو أعمال انتقامية ردًا على رفض ضم موطنه للكيان الإسلامي الجديد، وبدأ بعض القرويين المسيحيين في الاستعداد للفرار إلى مناطق أكثر أمنًا.

لكن هذه المخاوف لم تكن في محلها، فأعلن برافو قبل ظهور النتائج أنه سيتبع موقف قيادة الجبهة أيا كان ما سيسفر عنه التصويت، وأكد تأييده للسلام وأن الحرب التي خاضها سابقًا كانت "ضد القمع"، وقد صوتت غالبية البلدات البالغ عددها 22 بـ"لا"، وعلى الرغم من إحباطه، احترم برافو نتيجة الاستفتاء، وتم إعلان إنشاء سلطة الحكم الذاتي لشعب مورو المسلم بمينداناو (BARMM) رسميًا.

وحتى لا يشعر مسلمو مقاطعة لاناو الشمالية بالعزلة والتخلي عنهم، تم الاتفاق على ترتيبات مع الحكومة تتضمن إمكانية استفادة هذه المنطقة من خدمات السلطة الإسلامية المحلية.

هيئة الحكم الذاتي

وأثار حضور برافو في القصر الرئاسي ضجة إعلامية كبيرة، وتلقى عرضًا لتحويل حياته إلى مسلسل تلفزيوني ضخم، من قِبل الممثل ومنتج الأفلام، روبن باديلا (اشتهر باسم عبد العزيز بعد إسلامه)، الذي حقق نجاحًا في تقديم أفلام رجال العصابات، ويعد من المتعاطفين مع قضية شعب مورو بالرغم من انتمائه لمنطقة بعيدة في وسط البلاد.

كما أن مكافحة التطرف وحركات العنف مهمة لا تقل خطورة وأهمية عن المهام الخدمية فعودة تنظيم داعش أو ظهور حركات العنف قد يكون كفيلًا بإفشال عمل السلطة الانتقالية وإعادة الساعة إلى الوراء، ولذلك يعمل برافو اليوم ضمن الهيئة الانتقالية لمحاصرة التطرف بكل قوة.

ويعد نموذج القائد برافو أو عبدالله مكابار، مثالا عمليا على نجاح سياسة احتواء الحركات المسلحة عبر الحوار وتحويل جهودهم إلى طاقات بناءة من خلال إشراكهم في جهود حل الصراع وإعطائهم أدوارًا ومسئوليات ضمن صيغة الدولة تجعلهم جزءا من الحل بدلا من أن يكونوا جزءا من المشكلة.

*المصدر: أخبار الآن | akhbaralaan.net
اخبار الصومال على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com