متاجر مقديشو تغلق أبوابها تحت ضغط الغلاء واليأس

تركت 3 سنوات من الجفاف وأزمة الغذاء العالمية التي أشعلتها الحرب الأوكرانية أجزاءً من الصومال على حافة المجاعة

أدى أسوأ جفاف منذ 40 عاماً، إلى جانب الحرب في أوكرانيا، إلى زيادات هائلة في أسعار المواد الغذائية في الصومال. ارتفع سعر كيلو الأرز من 0.75 دولاراً أميركياً (60 بنساً) إلى دولارين أميركيين. وزاد زيت الطهي أيضاً بأكثر من الضعف، مع ارتفاع ثلاثة ليترات من 4.50 دولار إلى 9.50 دولار.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة 'غارديان' البريطانية، يأتي أكثر من 90 في المئة من القمح الصومالي من روسيا وأوكرانيا. ومع اختناق طرق الإمداد، ومحو المحاصيل المحلية بسبب موجات الجفاف المتتالية، بدأ الطعام الميسور التكلفة والضرورات الأخرى في النفاد.

فحتى أولئك الذين لديهم دخل جيد يعانون. كان محمد حسين علي، أستاذ جامعي، قادراً على توفير أسلوب حياة مريح لعائلته المكونة من سبعة أفراد. الآن راتبه الشهري البالغ 800 دولار يغطي بالكاد تكاليفه الأساسية.

يقول: 'الحياة صعبة... 130 دولاراً كانت كافية لإمداد شهر من الطعام والحليب للأطفال. الآن، لا يكفي حتى 250 دولاراً. ارتفعت أسطوانة الغاز التي يبلغ وزنها 13 كيلو غراماً من 21 دولاراً أميركياً إلى 46 دولاراً أميركياً'.

لم يعد علي قادراً على ادخار أي من أجره، 'الأمور ستزداد سوءاً ما لم تتم زيادة رواتبنا بما يتماشى مع التضخم'.

وضع النازحين اليائس

إن الوضع يائس بشكل خاص بالنسبة لمئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة في العاصمة وحولها. ففي كل يوم يصل المزيد من العائلات من المناطق المنكوبة بالجفاف، مما يزيد الضغط على مقديشو التي تفتقر إلى الموارد، والتي تُعد واحدة من أسرع مدن العالم نمواً.

فقد أجبر الجفاف روكيو شيخ نور على الفرار إلى مقديشو قبل أسبوعين من منزلها في منطقة كونتواري في منطقة شبيلي السفلى بجنوب الصومال. مطلقة وحامل في طفلها السادس تقول، 'لا يوجد طعام أو ماء في منطقة بيتي. مزارعنا لا تنتج أي شيء لأن الأمطار فشلت لمدة ثلاثة مواسم متتالية'.

تخرج نور كل يوم بحثاً عن عمل وتنظيف المنازل وغسيل الملابس، 'أحياناً أكسب نحو 4 دولارات في اليوم، لكن عائلتي لا تستطيع العيش على هذا الأساس. في أيام أخرى، أعود بلا شيء'.

وينقل تقرير 'غارديان' عن الأمم المتحدة أن أكثر من سبعة ملايين شخص في الصومال تضرروا من الجفاف، ونتيجة لذلك أجبر نحو 800 ألف شخص على ترك ديارهم. لقد انضموا إلى ثلاثة ملايين شخص نزحوا داخلياً بالفعل بسبب الصراع والجفاف والفيضانات، وينتهي الأمر بمعظمهم في مخيمات في البلدات والمدن.

وتقول الأمم المتحدة إن بعض المناطق قريبة من المجاعة. وقد لاقت النداءات الإنسانية آذاناً صماء إلى حد كبير، حيث تم جمع 4.4 في المئة فقط من الأموال المطلوبة بحلول أبريل (نيسان).

مجموعات الإغاثة الصومالية تفعل ما في وسعها. يقول دونيو محمد علي، مدير البرامج في منظمة تنمية المرأة (IIDA)، إن المشكلة الرئيسة هي الافتقار إلى البصيرة. وتقول، 'بعد شهرين من فشل هطول الأمطار، لم تكن الحكومة السابقة قد وضعت خططاً لمساعدة الناس. نحن نخطط للتعامل مع الإدارة الجديدة، وبخاصة وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، ونشجعهم على وضع خطة طوارئ وطنية'.

أولويات الرئيس الجديد

كان من أوائل الإجراءات التي اتخذها الرئيس الجديد، حسن شيخ محمود، تعيين مبعوث خاص لمكافحة الجفاف، عبد الرحمن عبد الشكور وارسام، الذي خاض الانتخابات ضده في السباق الرئاسي الشهر الماضي.

يقول وارسام، 'كانت البلاد مشغولة بالانتخابات. الآن الأولوية الأولى للرئيس هي الجفاف. وظيفتي هي تنسيق المساعدة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الحضرية. لا أعرف ما إذا كان قد تم وضع خطة لمحاولة السيطرة على ارتفاع أسعار الغذاء والوقود. أتوقع أن يتم تنفيذ ذلك بمجرد تشكيل الحكومة الجديدة'.

بالنسبة لبارلين محمود، صاحب متجر، فإن المساعدة ستكون متأخرة للغاية. فقد قررت إغلاق متجرها لأنها لا تستطيع دفع ثمن المخزون، 'زبائني يتخلون عنّي. أنا المُعيل الوحيد لعائلتي، بما في ذلك أحفادي الذين يعيشون معي. لا أعرف كيف سأدعمهم'.